اختتمت الأطراف اليمنية محادثاتها، الأحد، بشأن تنفيذ اتفاقية تبادل المحتجزين، دون التوصل إلى اتفاق بشأن أي عملية تبادل جديدة، بعد ثلاثة أيام من انطلاقها في العاصمة عمّان، لكن وفد الحكومة اليمنية أعلن موافقة جماعة الحوثي على مبدأ مبادلة السياسي اليمني المخفي قسراً محمد قحطان، في أي عملية تتم مستقبلاً.
وقال عضو الوفد الحكومي ماجد فضائل: "اختتمت جولة المشاورات بأجواء إيجابية بعد الموافقة من وفد الحوثيين على تبادل السياسي الأستاذ محمد قحطان في أي عملية تبادل قادمة".
وأضاف في تغريدة: "طرحت عدة مقترحات للتبادل على أن يقوم كل طرف برفع هذه المقترحات لقيادته للموافقة عليها والعودة بعد العيد لجولة جديدة للاتفاق على تفاصيل التبادل".
وأشار إلى أن تعامل الوفد الحكومي كان "بمسؤولية والتزام كبير وجدية كاملة، وأنه حريص كل الحرص على إطلاق الكل مقابل الكل (..) ولن يحتفظ بأي جهد يؤدي إلى إنهاء معاناة ذوي المختطفين والأسرى".
أختتمت اليوم و باجواء ايجابيه جولة المشاورات بعد الموافقة من وفد الحوثيين على تبادل السياسي الاستاذ محمد قحطان في اي عمليه تبادل قادمة.
— ماجد فضائل (@mfadail) June 18, 2023
طرحت عدة مقترحات للتبادل على ان يقوم كل طرف برفع هذه المقترحات لقيادته للموافقه عليها والعودة بعد العيد لجولة جديدة للاتفاق على تفاصيل التبادل… pic.twitter.com/xyiOGCYg7n
من جانبه، قال رئيس وفد الحوثيين عبد القادر المرتضى، إن الجولة انتهت دون اتفاق وتمت مناقشة عدد من الأفكار والمقترحات لتوسعة صفقة التبادل، وكشف في تصريحات صحافية أنه "تمّ الاتفاق على عقد جولة أخرى بعد عيد الأضحى للاتفاق على صفقة تبادل جديدة".
والجمعة الماضي، بدأت محادثات في عمّان بين وفدي الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، من أجل إطلاق سراح المختطفين والأسرى من الطرفين، استكمالاً للمحادثات السابقة التي جرت في مارس/ آذار الماضي، وأسفرت عن الإفراج عن المئات.
وما زال التفاوض حول الكشف عن مصير السياسي قحطان محل جدل، إذ يُصر وفد الحكومة اليمنية على الكشف عن مصيره، وقال رئيس مؤسسة الأسرى والمحتجزين الحكومية هادي هيج: "إن تعنت الحوثي ضد السياسي قحطان فاق التوقعات فلم يسمح لأسرته بزيارته"، وأكد في تغريدة قبل انطلاق المحادثات "لن نقبل بنتائج أي مشاورات أو مفاوضات، قبل أن يكون السياسي قحطان حراً طليقا بكامل حريته".
ويواصل الحوثيون إخفاءهم القسري للسياسي والقيادي في حزب الإصلاح اليمني محمد قحطان للعام الثامن على التوالي، ويرفضون حتى الكشف عن مصيره، رغم الإفراج عن جميع القيادات في الحكومة اليمنية المشمولين بقرار مجلس الأمن في الصفقة الأخيرة، في إبريل/ نيسان الماضي، وأسفرت عن إطلاق سراح أكثر من 900 أسير ومختطف من الطرفين.
وأعلن الاتفاق بين وفدي الحكومة والحوثيين، في 20 مارس/ آذار الماضي، بعد محادثات جرت برعاية أممية في سويسرا، وأفرج عن دفعة كبيرة من الأسرى، كما تضمن الاتفاق تبادل الزيارات للأسرى والمختطفين من الجانبين، واستئناف المفاوضات في منتصف مايو/ أيار الفائت، وهذا ما لم يتم إلى الآن.
في سياق آخر، رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، اليوم الأحد، بتشغيل رحلات للحجاج اليمنيين من صنعاء إلى السعودية. في وقت يشهد فيه ملف المفاوضات بشأن التوصل إلى تسوية للحرب في البلاد المستمرة للعام التاسع على التوالي.
وقال غروندبرغ، في تغريدة نشرها مكتبه: "أتمنى أن تشجع هذه الخطوة الإيجابية وأجواء السلام في موسم الحج الأطراف على اتخاذ المزيد من الخطوات لتخفيف ورفع القيود المفروضة على حرية الحركة للمدنيين، داخل وخارج اليمن، والتوصل إلى وقف شامل لإطلاق نار واستئناف العملية السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة".
وأفاد مكتب المبعوث الأممي بأن "الأطراف أجرت مناقشات تفصيليه وجادة وفي أجواء سادها الشعور بالمسؤولية في ضرورة الاستمرار في تحقيق تقدم مطرد في الإفراج التدريجي عن المعتقلين بموجب مبدأ الكل مقابل الكل"، كما جرى الاتفاق على "استمرار المشاورات حول المقترحات والأفكار التي تم تداولها، وعلى التشاور مع قياداتها بشأن تلك المقترحات بهدف التوافق على مقترح تفصيلي يتضمن الأولويات التي حددتها الأطراف لهذه الجولة وعلى الآلية اللازمة للتنفيذ".
وحث الأطراف على مضاعفة جهودها لتخفيف معاناة آلاف الأسرى وعائلاتهم في أسرع وقت ممكن، وقال "سيقوم مكتب المبعوث الأممي بالعمل مع الأطراف خلال الأيام القادمة لضمان استمرار التواصل وتنسيق الجهود لإحراز تقدم في هذا الملف الإنساني الذي يؤرق آلاف العائلات اليمنية".
أُختتم اليوم في #عمّان الاجتماع الثامن للجنة الاشرافيه على تنفيذ اتفاقية تبادل المحتجزين
— @OSE_Yemen (@OSE_Yemen) June 18, 2023
أجرت الأطراف مناقشات تفصيليه وجادة وفي اجواء سادها الشعور بالمسؤوليه في ضروره الاستمرار في تحقيق تقدم مضطرد في الافراج التدريجي عن المعتقلين بموجب مبدأ الكل مقابل الكلhttps://t.co/fVFHt0F9ks pic.twitter.com/1JWdRokslj
وتوقفت جهود الوساطة المكثفة التي شهدتها الأزمة اليمنية في إبريل/ نيسان الماضي، في زيارة الوفد السعودي ووفد الوساطة العمانية إلى صنعاء، والتي انتهت بانطباعات إيجابية بين السعودية وجماعة الحوثي، على أن يتم استئناف المفاوضات.
ويشهد اليمن منذ أكثر من عام حالة من الهدوء وتوقف التصعيد العسكري في جبهات القتال، لكن ذلك لم يسفر دفعاً بالأطراف اليمنية إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب، حيث تعيش البلاد حالة "اللاحرب واللاسلم".