استمع إلى الملخص
- أكد محمد الرياحي الإدريسي على استمرار الدعم المغربي لسكان غزة ورفض التطبيع، مشيراً إلى أهمية توجيه رسائل لدعم الفلسطينيين ورفض استقبال السفن الحاملة للأسلحة لإسرائيل.
- تتواصل الفعاليات الشعبية في المغرب دعماً للشعب الفلسطيني، مع تنظيم مظاهرات ومسيرات ووقفات احتجاجية لإدانة حرب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين والصمت الرسمي.
تظاهر آلاف الأشخاص عقب صلاة الجمعة اليوم في أنحاء مختلفة من المغرب دعماً لفلسطين ولبنان وللمقاومة، ورفضاً لرسو سفينة يشتبه في نقلها أسلحة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي في ميناء طنجة، أقصى شمال المغرب، الجمعة الماضي، وتنديداً باستمرار التطبيع مع تل أبيب. وجاءت الاحتجاجات بدعوة من "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" في جمعة طوفان الأقصى الـ58 تحت شعار: "لا تجعلوا موانئنا في خدمة إبادة إخواننا في غزة".
ودان المحتجون ما سموه الصمت الرسمي بخصوص توقف سفن بميناء طنجة المتوسط متوجهة لإسرائيل محملة بالدعم والعتاد العسكري. وكانت "الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع" قد حذرت، الأسبوع الماضي، من السماح بدخول سفينة "ميرسك دنفر"، مؤكدة أن ذلك يعتبر مساهمة في التصعيد ضد الشعب الفلسطيني. وأشارت الجبهة في بيان لها، إلى أن "السفينة القادمة من الولايات المتحدة تعد جزءا من أسطول (ميرسك) وتحمل شحنات أسلحة ستتجه إلى الكيان الصهيوني".
من جهة أخرى، ندد المشاركون في هذه الفعاليات بمجازر الإبادة في فلسطين ولبنان، وبالصمت الدولي والتخاذل العربي الرسمي تجاه ما يقع للشعبين الفلسطيني واللبناني. من المدن التي عرفت تنظيم وقفات احتجاجية أمام المساجد عقب صلاة الجمعة الحسيمة والناظور والقنيطرة وخريبكة وأبي الجعد وخنيفرة وجرسيف، وشفشاون، وتنغير، وميدلت، والدار البيضاء، ومراكش، وطنجة، وفاس، ومكناس، وسلا، وأكادير.
وقال الكاتب العام لـ"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" محمد الرياحي الإدريسي، لـ"العربي الجديد"، إنه في سياق التجاوب مع دعوة الهيئة المغاربة للاحتجاج والتضامن، وذلك للأسبوع 58 على التوالي منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أعلنت 58 مدينة في المغرب خروجها في 114 فعالية تضامنية. وأوضح الإدريسي أن فعاليات اليوم "تروم توجيه العديد من الرسائل المهمة في هذه الظرفية الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية في ظل محاولات يائسة لتصفيتها والقضاء على ما تبقى من حقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة".
وتكمن أولى الرسائل، وفق المتحدث ذاته، في التأكيد على استمرار الدعم المغربي لسكان غزة والتنديد بالمجازر الوحشية التي يرتكبها الكيان المحتل في حق المدنيين من الأطفال والنساء في انتهاك سافر لكل الحقوق والمواثيق، معتبراً أن هذا الدعم الشعبي المغربي المستمر هو دعوة لباقي الشعوب العربية والإسلامية كي تخرج بدورها دعماً للفلسطينيين.
أما الرسالة الثانية، فتتمثل وفق الإدريسي، في "الرفض المطلق للشعب المغربي للتطبيع مع قتلة الأطفال والنساء، واستنكار استقبال المغرب للسفن الحاملة للذخيرة والأسلحة المتوجهة للكيان المجرم، ودعوة النظام المغربي للتراجع عن مثل هذه الخطوات التي تجعله شريكاً في حرب الإبادة والتقتيل وسياسة التجويع".
وتتمثل الرسالة الثالثة، يقول المتحدث ذاته، في التأكيد على أن "ما يقع اليوم من مجازر في قطاع غزة خاصة في شمالها هو وصمة عار في جبين المنتظم الدولي بشكل عام وفي وجه الحكام العرب والمسلمين الذين يقفون متفرجين على ما يقع من مجازر غير مسبوقة"، واعتبر أن فعاليات اليوم هي "إدانة لأميركا حامية الصهاينة والغرب الذي أبان عن صهيونيته وللحكومات الغربية المتشدقة بالديمقراطية وحقوق الإنسان". وتكمن الرسالة الرابعة والأخيرة في كون فعاليات اليوم الجمعة هي "دعم معنوي لصمود الفلسطينيين وثباتهم إزاء ما يقع، وكذلك تأكيد على أن النصر بعد الصبر وأن مع العسر يسرا"، يقول الإدريسي.
وإلى جانب الوقفات أمام المساجد عقب صلاة الجمعة في أكثر من مدينة، ينتظر أن تنظم وقفات مماثلة عقب صلاة المغرب ووقفة مركزية أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط بدعوة من "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية)، تحت شعار: "قمة المقاومة والصمود في فلسطين ولبنان .. بمواجهة قمة العار الرسمي المطبع والمتخاذل"، وذلك دعما للمقاومة في فلسطين ولبنان، وإدانة لحرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني و"الصمت الرسمي المغربي المثير برغم ما برز في منابر إعلامية متخصصة عن توقف سفن بميناء طنجة باتجاه الكيان الصهيوني محملة بالدعم والعتاد للصهاينة"، وكذلك إدانة لـ"سقوط الموقف الرسمي العربي والإسلامي بين التطبيع والخذلان الفاضح خاصة مع مخرجات القمة العربية الإسلامية الأخيرة"، وفق بيان لمجموعة العمل الوطنية.
وتتواصل في المغرب، بشكل شبه يومي، الفعاليات الشعبية المؤيدة للشعب الفلسطيني والمنددة بعدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر. وخرج المغاربة في 5800 مظاهرة و730 مسيرة خلال أكثر من عام من الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى".