يعاني المواطنون في مناطق سيطرة النظام بدرعا، جنوبي سورية، من تسلّط عناصر وقادة المجموعات المحلية التابعة لفروع أمن النظام، حيث تنشغل الأخيرة بإجبار المواطن على دفع الإتاوات بدل حفظ الأمن، ما دفع الكثير من السكان إلى مغادرة درعا وسورية أو التزام منازلهم وترك العمل في مهنهم أو بزراعة أراضيهم.
وتؤكد مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن من أبرز المجموعات المحلية التي تعمل اليوم لصالح أمن النظام وتجني الإتاوات لضباطه وتمارس المضايقات والانتهاكات ضد المدنيين العزل، مجموعة "الكسم" الذي كان قياديا ضمن فصائل المعارضة المسلحة سابقا.
وفي الشأن، ذكر موقع "درعا 24" المحلي أن مجموعة مصطفى المسالمة، الملقب بـ"الكسم"، التي تتبع لجهاز الأمن العسكري في قوات النظام، تقيم حواجز طيارة وكمائن على الطرق الزراعية شرق مدينة داعل في الريف الأوسط من محافظة درعا، وعلى طول الأوتوستراد وصولاً للجهة الجنوبية.
وأضاف الموقع أن أفرادا من مجموعة "الكسم" يظهرون بشكل مفاجئ برتل مؤلف من "دوشكا" وعشرات العناصر، وينصبون حواجز طيارة، ويسلبون المال من الفلاحين ومن أبناء عشائر البدو، بحجة عدم حيازتهم تأجيلا للجيش أو أوراقا ثبوتية.
وذكر الموقع أن هذا الأمر دفع بعض المزارعين لترك أراضيهم والعمال لترك أعمالهم بسبب الخوف من الاعتقال.
وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن "الكسم" يعمل لفائدة الأمن العسكري ويجني الإتاوات لمصلحة ضباطه، ولا علاقة لعمله بحفظ الأمن وحماية المواطنين، مضيفا: "هذه هي الحالة المشهورة في سورية؛ حيث يخاف الناس من عنصر الأمن الذي لا يشير وجوده أبدا إلى وجود الأمن، بل إلى خطر السلب والنهب والاعتقال".
من هو الكسم؟
تقول مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن الشخص الملقب بـ"الكسم" من القياديين العسكريين السابقين في فصائل المعارضة من الصغيرين في السن، إذ إنه من مواليد درعا البلد 1993 وكان عسكريا في قوات النظام منذ عام 2012.
انضم الكسم لـ"الجيش الحر" في 26 يونيو/حزيران 2014 أي بعد اندلاع الثورة بثلاثة أعوام تقريبا، وشكّل كتيبته التي كانت معروفة باسم "أحفاد خالد بن الوليد"، وبقي حتى عقد اتفاق المصالحة مع النظام في يونيو/حزيران 2018 مسيطرا على جزء كبير من موارد معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
وبحسب المصادر، فإن "الكسم" متهم بالضلوع في تهريب المخدرات بالتعاون مع ضباط في فرع الأمن العسكري، وهناك شكوك في أنه يتعامل مع النظام منذ انشقاقه، وأن انشقاقه كان باتفاق مع النظام بهدف السيطرة على الممر الحدودي والاستفادة منه.
"الكسم" متهم بالضلوع في تهريب المخدرات بالتعاون مع ضباط في فرع الأمن العسكري
وتضيف المصادر أن أمن النظام عمل على تقوية "الكسم" في درعا على حساب بقية المجموعات من خلال تسهيل تهريب السلاح وتخبئته، مؤكدة أن "الكسم" اضطلع بمهمة إرشاد فرع الأمن العسكري إلى أماكن تخبئة السلاح من قبل مجموعات أخرى في المنطقة.
وتقول المصادر إن "الكسم" يعمل حاليا بشكل مستمر مع أمن النظام على اعتقال الشبان والتبليغ عن أماكن تواريهم واختبائهم، والنظام يستفيد منه في عمليات اعتقال تطاول معارضين، ومنهم قياديون سابقون في الفصائل المحلية، تعرض بعضهم للاغتيال أيضا.
وتتهم المصادر "الكسم" بالضلوع في جرائم قتل بحق مدنيين بعد تعذيبهم، وقد تعرض لمحاولة اغتيال من مجهولين في 2020، وأدى الهجوم وقتها لمقتل شقيقه. وتضيف المصادر أيضا أن "الكسم" كان من المروجين للانتساب للمليشيات الروسية التي تقاتل في ليبيا وكان له دور في تجنيد مئات الشبان في منطقة ريف درعا الغربي والقنيطرة.