استمع إلى الملخص
- قدمت لبنان شكاوى ضد إسرائيل بسبب اعتداءاتها على اليونيفيل، حيث تعرضت مواقعها لإطلاق نار واقتحام دبابتين، مما أدى إلى إصابة خمسة أفراد. طلبت إسرائيل تراجع اليونيفيل عن الخط الأزرق، لكن الأمم المتحدة رفضت.
- شدد مسؤولون على أهمية تمكين اليونيفيل من أداء مهمتها بموجب القرار 1701، مع تأكيد الولايات المتحدة وفرنسا على تعزيز الجيش اللبناني، بينما أشار السفير الروسي إلى تهديدات تواجهها اليونيفيل.
عبر مجلس الأمن الدولي، الاثنين، عن قلقه الشديد بعد تعرض عدة مواقع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، لإطلاق نار. وفي بيان تم اعتماده بالإجماع، حث المجلس المؤلف من 15 عضواً أيضاً جميع الأطراف، دون ذكر أي منها بالاسم، على احترام سلامة وأمن أفراد ومباني بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، المعروفة باسم اليونيفيل.
وقال المجلس "يجب ألا تكون قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة ومقار الأمم المتحدة هدفا لأي هجوم على الإطلاق"، مؤكدا دعمه لليونيفيل وأهمية عمليتها للاستقرار الإقليمي. ودعا مجلس الأمن أيضا إلى التنفيذ الكامل لقراره رقم 1701، الذي اعتمده في عام 2006 بهدف الحفاظ على السلام على الحدود بين لبنان وإسرائيل. وأقر المجلس "بالحاجة إلى اتخاذ المزيد من التدابير العملية لتحقيق هذه النتيجة"، لكنه لم يقدم تفاصيل.
وكانت بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة قد قدمت، الاثنين، ثلاث شكاوى ضد الاحتلال الإسرائيلي لدى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، بشأن اعتداءاته المتكررة على قوات حفظ السلام المؤقتة (اليونيفيل)، وتداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع التعليم.
ومنذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في لبنان في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، طاول تأثيرها مواقع اليونيفيل 20 مرة، بما شمل إطلاق النار عليها بشكل مباشر فضلا عن اقتحام دبابتين إسرائيليتين، الأحد، بوابة قاعدة لليونيفيل، حسبما قالت الأمم المتحدة. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك للصحافيين، الاثنين: "أصيب خمسة أفراد من قوات حفظ السلام خلال هذه الوقائع، من بينهم جندي في قوة حفظ السلام أصيب برصاصة". وأضاف "لم تتأكد اليونيفيل بعد من مصدر إطلاق النار هذا".
وخلال الأسبوعين الماضيين، طلبت إسرائيل من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة التراجع لمسافة خمسة كيلومترات عن الخط الأزرق بزعم سلامة هذه القوات. والخط الأزرق هو خط رسمته الأمم المتحدة ويفصل لبنان عن إسرائيل وهضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، في بيان موجه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس: "حان الوقت لتسحبوا قوات اليونيفيل"، فيما قال جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، الاثنين، إن قوات الأمم المتحدة لن تتحرك. وبعدما قدم إحاطة لمجلس الأمن خلف الأبواب المغلقة، قال للصحافيين إنه سيلتقي بالسفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون الثلاثاء. وأضاف لاكروا أن الأمم المتحدة "تراجع الوضع باستمرار، ولدينا خطط طوارئ لجميع السيناريوهات".
اليونيفيل مكلفة "بالمساعدة"
إلى ذلك، قال روبرت وود، نائب المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، للصحافيين قبيل اجتماع مجلس الأمن، إنه من الضروري أن تتمكن اليونيفيل من أداء مهمتها. وفوض مجلس الأمن قوات اليونيفيل بموجب القرار رقم 1701، "بمساعدة" القوات اللبنانية في ضمان أن يكون جنوب لبنان "خاليا من أي أفراد مسلحين أو معدات أو أسلحة بخلاف ما يخص حكومة لبنان".
وقال لاكروا "يتعين علينا أن نقف ضد... كل تلميح بأن عدم تنفيذ القرار 1701 سببه عدم تنفيذ من جانب اليونيفيل، وهو ما لم يكن أبدا ضمن تفويضها"، مؤكداً أن اليونيفيل تضطلع بدور داعم. وقال دانون الأسبوع الماضي إن الجيش اللبناني واليونيفيل فشلا في السيطرة على المنطقة.
وأضاف أن إسرائيل تعمل الآن على تطبيق القرار 1701، وقال لمجلس الأمن "جنودنا موجودون الآن في الميدان، على الحدود في لبنان، ويكشفون البنية التحتية لحزب الله ويفككونها". وقالت الولايات المتحدة وفرنسا إن تعزيز الجيش اللبناني ضروري لتنفيذ القرار 1701.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الاثنين: "لا يمكن لليونيفيل منع الأعمال القتالية. قوات اليونيفيل معرضة للخطر والتهديد وهناك دولة واحدة تهدد أفرادها علانية، وهو أمر غير مقبول".
وقوات اليونيفيل مفوضة أيضا بموجب القرار 1701 "بالمساعدة"، إذا ما طلبت منها الحكومة اللبنانية، في منع النقل غير المشروع للأسلحة إلى داخل البلاد. ويحظر القرار أيضاً على الطرفين عبور الخط الأزرق براً أو جواً. ولطالما أفاد مسؤولون في الأمم المتحدة بوقوع انتهاكات من الجانبين.
(رويترز)