متطرفون يتقدمهم بن غفير يقتحمون باحات الأقصى بحماية قوات الاحتلال

22 سبتمبر 2022
جولات استفزازية لمستوطنين في باحات الأقصى (مصطفى الخروف/الأناضول)
+ الخط -

اقتحمت مجموعات من الإسرائيليين المتطرفين يتقدمهم عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير، اليوم الخميس، باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الخاصة التي حظرت على الحراس والمرابطين الاقتراب من المسار الذي سلكه بن غفير، وسط دعوات لاقتحامات وصفوها بالأكبر.

وأكدت مصادر محلية أن ايتمار بن غفير، برفقة عشرات المستوطنين، اقتحموا المسجد الأقصى ونفذوا جولات استفزازية في باحاته وأدوا طقوساً تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد، فيما منعت قوات الاحتلال المصلين من دخول باحات الأقصى.

يأتي ذلك، مع حملة متصاعدة من الاعتقالات والاستدعاءات طاولت في غضون الأيام القليلة الماضية العديد من النشطاء والمرابطات تخللها توجيه تحذيرات من التصعيد في المسجد الأقصى مع بدء الأعياد اليهودية، خاصة يومي 26 و27 من الشهر الحالي، وتزامناً مع دعوات لجماعات الهيكل باقتحام تاريخي للأقصى في ذلك اليوم والنفخ في البوق داخل ساحات الأقصى.

وكانت آخر هذه الاعتقالات والاستدعاءات قد طاولت المرابطة سحر النتشة، التي استدعيت للتحقيق من قبل مخابرات الاحتلال، في حين صدرت أوامر إبعاد عن المسجد لنشطاء آخرين، بالإضافة إلى قرار الإبعاد الذي سلم لنائب مدير أوقاف القدس الشيخ ناجح عفانة، وأفرجت قوات الاحتلال عن المرابطة المقدسية زينة عمرو بعد ساعات من اعتقالها، وسلمتها قراراً بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك ومداخله لمدة أسبوع على أن تعود لاستلام قرار إبعاد لمدة أطول في 29 من الشهر الحالي.

وحددت الجماعات المتطرفة ذروة عدوانها القادم على الأقصى يوم الثلاثاء في 11 من الشهر المقبل، داعية المتطرفين لأكبر اقتحام بالاحتشاد في الأقصى مع عائلاتهم وأطفالهم، معتبرة أن مثل هذا الاقتحام "فرصة لا تتكرر إلا مرة كل سبع سنوات"، معتمدة في ذلك على أمرٍ توراتي جاء في سفر التثنية يفرض على اليهود أن يجتمعوا في اليوم الأول من الأيام الوسطية لعيد العرش في السنة التالية للسنة السبتية مباشرة، وهي السنة التي يبوّر فيها اليهود المتدينون أرضهم ولا يزرعونها، لتصعّد هذه الجماعات بذلك توظيفها السياسي لمختلف التعاليم الدينية اليهودية ضد المسجد الأقصى وهويته الإسلامية.

كما تخطط جماعات الهيكل المتطرفة تحت رعاية الحكومة الإسرائيلية لاقتحامات واسعة تؤدي خلالها الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى على مدى 20 يوماً تتخللها ثلاثة أعياد تبدأ بـ"رأس السنة العبرية"، الإثنين والثلاثاء المقبلين، ويليه "عيد الغفران" التوراتي في 5 و6 من الشهر المقبل، وانتهاء بـ"عيد العرش" التوراتي الذي يمتد ثمانية أيام ما بين 10 وحتى 17 من الشهر المقبل.

وكان الحاخام يهودا غليك وعدد من أتباعه قد نفخوا منذ مطلع الأسبوع الحالي في البوق داخل مقبرة باب الرحمة الملاصقة للسور الشرقي للمسجد الأقصى قبل أن يطردهم شبان مقدسيون.

في المقابل، وجهت قوى وهيئات شعبية ودينية مقدسية دعوات للمواطنين للرباط والحشد في باحات المسجد الأقصى بهدف التصدي لأي عدوان جديد يقترفه المستوطنون خلال اقتحاماتهم للمسجد، محذرة من سماح شرطة الاحتلال بهذه الاقتحامات بما في ذلك النفخ في البوق بعدما سمحت لهم محكمة احتلالية بهذا.

على صعيد منفصل، هاجم مستوطنون، اليوم الخميس، مركبات الفلسطينيين بالحجارة في جنوب وشرق نابلس، شمال الضفة، ما أدى لتضرر بعضها. كما هاجم مستوطنون، الليلة الماضية، مركبات الفلسطينيين قرب مستوطنة "بيت إيل" المقامة على أراضي الفلسطينيين شمال مدينة البيرة، وسط الضفة، ما أدى إلى تحطيم زجاج عدد من السيارات.

إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال القاضي في محكمة صلح دورا، جنوب الخليل، جنوبي الضفة، بسام عبد الكريم ارزيقات، وشقيقه عصام، بعد اقتحام منزليهما. كما اعتقلت الأسيرين المحررين حمزة أبو هلال وأحمد الصليبي من منزليهما في بلدتي بيت عوا وبيت أمر بالخليل، بينما اعتقلت ثلاثة شبان من مخيم عقبة جبر، جنوب أريحا، شرق الضفة.

واعتقلت قوات الاحتلال أربعة شبان من بلدتي نعلين ورنتيس برام الله وشاباً آخر من مخيم الجلزون، شمال رام الله، أثناء مرورهم على حواجز عسكرية، كما اعتقلت شاباً آخر بعد مداهمة منزله في مخيم الجلزون، كما اعتقلت شاباً من بيت لحم، جنوب الضفة، واعتقلت الأسير المحرر محمد أبو زينة من مخيم جنين، شمال الضفة، أثناء مروره على حاجز زعترة العسكري المقام جنوب نابلس.

بينما اعتقلت، ليل أمس، الشاب حمدي كستيرو والطفل محمود سامي أبو الهوى (15 عاماً)، من القدس، كما استولت بلدية الاحتلال في القدس على بضائع لمقدسيات في شارع صلاح الدين بمدينة القدس، وهددت طواقم بلدية الاحتلال الشبان الذين حاولوا مساعدة البائعات بالاعتقال.

في الأثناء، هدمت قوات الاحتلال، اليوم، مسكناً في منطقة الركيز قرب قرية توانة بمسافر يطا، جنوب الخليل، وفق تصريحات لمنسق لجان الحماية والصمود فؤاد العمور.

ودمرت قوات الاحتلال عدداً من "البسطات التجارية" قرب مدخل بلدة حارس، غرب سلفيت، بحجة أنها مقامة في مناطق "ج"، فيما اقتحمت قوات الاحتلال منطقة الرأس الأحمر، جنوب شرق طوباس، شمال شرقي الضفة، وأخطرت الشقيقين جهاد وخضر بني عودة بهدم خيامهما ذاتياً، وفق تصريحات لمسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات.

على صعيد آخر، أغلقت قوات الاحتلال الطرق المؤدية إلى قرية الخان الأحمر، شرق القدس، بالسواتر الترابية لمنع وصول المواطنين والمتضامنين إلى التجمعات البدوية في محيطة القرية، فيما أبقت على البوابة التي أقامها جيش الاحتلال لأغراض عسكرية مفتوحة.

في حين نصبت مجموعة من المستوطنين، بحماية قوات الاحتلال، بوابة حديدية على مدخل "حوش الشريف" قرب الحرم الإبراهيمي، جنوب مدينة الخليل، تمهيداً للاستيلاء عليه، بينما أعلنت قوات الاحتلال الحوش "منطقة عسكرية مغلقة".

المساهمون