استمع إلى الملخص
- **تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي**: أكدت الصين على أهمية تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي من خلال منصة بريكس لتعزيز النفوذ الدولي ومعالجة التحديات من الدول الغربية.
- **توسيع نطاق التعاون المتعدد الأطراف**: اجتماع بريكس في سانت بطرسبرغ يتناول القضايا الأمنية ويعكس توسع المجموعة لاستكشاف نطاق أوسع من التعاون المتعدد الأطراف، مع التركيز على السلام والأمن.
قدمت الصين مبادرة من أربع نقاط لدول بريكس لمواجهة التهديدات الأمنية المشتركة، وذلك خلال اجتماع أمني في سانت بطرسبرغ عقد أمس السبت، وهو الاجتماع الأول لكبار المسؤولين عن الشؤون الأمنية (مستشارو الأمن القومي في بريكس)، بعد توسع المجموعة اعتباراً من مطلع العام الجاري لتشمل إيران، والإمارات، وإثيوبيا، ومصر.
وقالت وسائل إعلام صينية إن وزير الخارجية وانغ يي اقترح مبادرة من أربع نقاط خلال مشاركته في الاجتماع الرابع عشر لكبار المسؤولين عن الشؤون الأمنية ومستشاري الأمن القومي في مجموعة بريكس، في سانت بطرسبرغ أمس الأربعاء. ويأتي الاقتراح الصيني قبل قمة بريكس المهمة في قازان الشهر المقبل، والتي من المتوقع أن يحضرها الرئيس الصيني شي جين بينغ.
ونقلت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية عن وانغ يي قوله إن دول البريكس "يجب أن تأخذ زمام المبادرة في ممارسة التعايش السلمي، والالتزام بالاستقلال والحكم الذاتي. كما يجب أن تسترشد بالتعددية الحقيقية، وترفض الاستثنائية والمعايير المزدوجة". وأضاف أن الصين ترحب بالأعضاء الجدد للانضمام إلى "عائلة بريكس"، مشيراً إلى أن العالم اليوم يدخل فترة جديدة من الاضطرابات والتحول، مع تشابك التهديدات الأمنية المختلفة وتردد صداها. وعلى هذه الخلفية، فإنه يحمل أهمية خاصة لدول بريكس لمناقشة خطط التعاون والسعي إلى حلول سلمية معاً.
أيضاً أشار وانغ إلى أنه ينبغي على دول بريكس أن "تعزز بقوة الحل السياسي للقضايا الساخنة، واحترام المخاوف المشروعة لبعضها بعضاً، وأن تبادر في التحدث من أجل العدالة والتعامل مع قضاياها بشكل عادل على الساحة الدولية، والدعوة بشكل مشترك إلى عالم متعدد الأقطاب متساوٍ ومنظم وعولمة اقتصادية مفيدة وشاملة للجميع".
ولفتت الصحيفة الصينية إلى أن مجموعة بريكس، باعتبارها منصة حاسمة للدول النامية، ستعزز التعاون بين دول الجنوب العالمي وتساهم في الاستقرار العالمي، وذكرت أنه "مع لعب الجنوب العالمي دوراً متزايد الأهمية في الشؤون الدولية، وخاصة في الأمن والتنمية، تهدف الصين وروسيا، إلى جانب أعضاء آخرين في بريكس، إلى تعميق العلاقات مع هذه الدول لتعزيز النفوذ الدولي بشكل أكبر مع معالجة التحديات من الدول الغربية".
ونقلت "غلوبال تايمز" عن الباحث في مركز الدراسات الروسية بجامعة شرق الصين كوي هينغ قوله إن اجتماع بريكس في سانت بطرسبرغ "يتناول القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك استجابة للتهديدات والمخاطر الأمنية المتزايدة، ما يشير إلى أن بريكس تتوسع إلى ما هو أبعد من المسائل الاقتصادية لاستكشاف نطاق أوسع من التعاون المتعدد الأطراف". أيضاً نقلت الصحيفة عن الخبير بكلية العلوم السياسية بجامعة موسكو الحكومية ستانيسلاف بيشوك قوله إن القضية الرئيسية للاجتماع هي "كيفية دعم بعضنا بعضاً على الرغم من الحواجز القائمة"، مشيراً أن مبادرات السلام من المتوقع أيضاً أن تعالج الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا.
بيشوك: مبادرات السلام من المتوقع أيضاً أن تعالج الصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا
وكان الباحث في معهد جيانغ شي للدراسات السياسية لين وي قد أوضح في وقت سابق، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الصين وروسيا "ستسعيان خلال الاجتماع الأمني للتنسيق الوثيق من أجل تعزيز نجاح قمة بريكس المقبلة في ظل التحديات المشتركة، واعتبار أن بريكس منصة مهمة لدول الجنوب العالمي ورأس حربة في الصراع القائم بين قوة تدعو إلى التعددية وأخرى تحاول تكريس الهيمنة والأحادية القطبية". وشدد لين وي على أن ذلك "يستدعي تحويل بريكس إلى آلية تعاون متعددة الأطراف تعتمد على الدول النامية، إلى جانب تعزيز التأثير السياسي للمجموعة، بما يعزز الثقة بالتعددية، وإظهار القدرة على الحفاظ على السلام والأمن، ولعب دور أكبر لتسوية النزاعات السياسية والقضايا الساخنة، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية".