استمع إلى الملخص
- الطائرة المسيرة إيرانية الصنع من الجيل الثاني، مداها يصل إلى 200 كيلومتر، ونُصبت في منطقة نائية يُعتقد أنها في سوريا، مستهدفة أم الرشاش (إيلات).
- الفيديو يحمل رسائل تصعيدية لواشنطن وإسرائيل، ويشير إلى انتهاء الهدنة بين الفصائل العراقية والأميركان، مما يعكس ضعف سيطرة الحكومة العراقية على الفصائل المرتبطة بطهران.
ظهر زعيم جماعة "النجباء" العراقية أكرم الكعبي، في مقطع فيديو بثته الجماعة يوم الأربعاء، خلال عملية إطلاق طائرة مسيرة ملغمة ثابتة الجناح تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، في فيديو هو الأول من نوعه تبثه الجماعة منذ إعلان دخولها على خط الرد العسكري ضد جرائم الاحتلال في غزة. ويظهر في الشريط المصور الكعبي مع عدد من مساعديه يتولون نصب طائرة مسيرة إيرانية الصنع داخل منطقة نائية، يعتقد أنها في الأراضي السورية التي تنشط داخلها الجماعة، وأكد البيان أن الهدف كان أم الرشاش (إيلات) المحتلة.
امين عام حركة المقاومة الإسلامية العراقية (النجباء) الشيخ اكرم الكعبي يقوم بعملية اطلاق مسيرة انتحـ.ارية بأتجاه اراضينا المحتلة pic.twitter.com/AzLXUqQ0GZ
— كرار عامر | Karar ammr (@1KA00R) July 17, 2024
وبحسب المختصين بالشأن الأمني العراقي، فإن الطائرة المسيرة التي ظهرت في فيديو زعيم "النجباء" هي القاصفات المسيرة الإيرانية المعروفة بأنها من الجيل الثاني، ويصل مداها إلى نحو 200 كيلومتر، ولديها قدرة عالية على التدمير، غير أنها ليست بمنأى عن الرصد الجوي لقوات الاحتلال الإسرائيلي التي يمكن أن تسقطها من مسافات بعيدة قبل وصولها إلى الهدف.
ونفذت جماعة "المقاومة الإسلامية"، التي تضم فصائل "النجباء"، و"كتائب حزب الله"، و"سيد الشهداء"، والإمام علي"، و"الأوفياء"، وفصائل أخرى تُعرف بأنها مرتبطة أو مدعومة من إيران، أكثر من 200 عملية إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة على قاعدتي عين الأسد وحرير الأميركيتين في الأنبار وأربيل، غربي وشمالي العراق، إلى جانب هجمات مماثلة على قواعد أميركية شرقي سورية، ضمن الحسكة ودير الزور.
وقال الخبير بالشأن العراقي مجاشع التميمي، لـ"العربي الجديد"، إن "ظهور زعيم حركة النجباء أكرم الكعبي في ميدان العمليات يعطي رسائل تصعيد جديدة، غير أنها موجهة إلى واشنطن وإسرائيل بشأن مواصلة العمليات حتى بعد فوز المرشح الإيراني الإصلاحي مسعود بزيشكيان، لأن محور المقاومة هو بيد المرشد الأعلى السيد الخامنئي والحرس الثوري الإيراني"، وفقاً لقوله.
وبيّن الخبير أن "الكعبي أراد إيصال تلك الرسالة الإعلامية بأنه لا تراجع ولا تهدئة مع إسرائيل والولايات المتحدة، التي تريد إيران أن تبدأ حواراً معها، خاصة مع عودة محمد جواد ظريف إلى الواجهة باعتباره مهندس الاتفاق النووي الإيراني عام 2015".
وأوضح الباحث في الشأن السياسي محمد علي الحكيم، لـ"العربي الجديد"، أن "الكعبي من خلال نشره فيديو كهذا يظهر فيه أول قائد فصيل مسلح وهو يشارك في عمليات عسكرية ضد إسرائيل المدعوم من أميركا، يهدف إلى إيصال رسائل خارجية وكذلك داخلية، وهو قد يكون إنذاراً ببدء التصعيد العسكري في العراق ضد إسرائيل وأميركا".
وبين الحكيم أن "نشر هذا الفيديو بالتزامن مع استهداف قاعدة عين الأسد في الأنبار، التي يوجد فيها الجيش الأميركي، تؤكد أن الهدنة التي عملت عليها الحكومة العراقية ما بين الفصائل والأميركان انتهت، كما أن الفيديو يحتوي على رسائل للأطراف العراقية أن الحكومة لا تستطيع السيطرة بشكل كامل على كل الفصائل، خاصة وهي مرتبطة بشكل مباشر مع طهران".
وأضاف أن "تداعيات ظهور زعيم حركة النجباء أكرم الكعبي وهو يطلق مسيّرة مفخخة، قد تبين بشكل أكبر وأوضح على الساحة العراقية خلال الأيام القليلة المقبلة، كما أن هذا الفيديو رفع من إمكانية استهداف الكعبي من قبل الطيران المسير، سواء الأميركي أو الإسرائيلي، ونتوقع أن تكون هناك تداعيات داخلية على رسائل الكعبي، الذي كان موقفه واضحاً ومختلفاً عن باقي كل الفصائل العراقية وقيادتها في استهداف الأميركان والكيان الصهيوني منذ بداية حرب غزة ولغاية الآن".
ومطلع فبراير/ شباط الماضي، دخلت فصائل "المقاومة العراقية" هدنة مع الجانب الأميركي إثر تصعيد عسكري بين الجانبين، عقب اغتيال القيادي في كتائب "حزب الله العراقية" أبو باقر الساعدي، وتبنى البنتاغون رسمياً المسؤولية عن العملية. ولم تنفذ الفصائل أي عملية ضد المصالح الأميركية في البلاد، منذ تلك الفترة، على الرغم من استمرار نشاط الطيران الأميركي المسيّر في الأجواء العراقية، خاصة في بغداد والأنبار وإقليم كردستان العراق.
وقالت جماعة "المقاومة الإسلامية في العراق"، في بيان لها، في مارس/ آذار الماضي، إن عملياتها مستمرة ضد مواقع الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إشارة منها إلى أن تعليق عملياتها ضد القوات الأميركية لا يعني توقفها ضد الاحتلال.