ماكرون يضع اللمسات الأخيرة على تحالف لإرسال مدربين إلى أوكرانيا

08 يونيو 2024
ماكرون خلال استقباله زيلينسكي في قصر الإليزيه، 7 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- الرئيس الفرنسي ماكرون ونظيره الأوكراني زيلينسكي يعلنان تحالفاً لإرسال مدربين عسكريين لأوكرانيا، مع التركيز على تدريب طيارين على مقاتلات ميراج 5-2000، رغم تهديدات روسيا.
- زيلينسكي يحث الغرب على دعم جهود السلام ويصف بوتين بـ"العدو المشترك"، معرباً عن أمله في قمة سلام بسويسرا لإنهاء الصراع.
- الولايات المتحدة تقدم مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة 225 مليون دولار، وأوكرانيا تشتري نظام دفاع جوي من فرنسا، فيما تستمر الاشتباكات والضربات بين الطرفين.

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، إلى جانب نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه يريد "وضع اللمسات الأخيرة على تحالف" الدول المستعدة لإرسال مدربين عسكريين إلى أوكرانيا، مؤكداً البدء المرتقب لتدريب طيارين أوكرانيين على مقاتلات ميراج 5-2000 الفرنسية. وقال ماكرون، خلال مؤتمر صحافي في قصر الإليزيه، إن "الكثير من شركائنا أعطوا موافقتهم بالفعل"، و"سنستغل الأيام المقبلة لوضع اللمسات النهائية على التحالف"، معتبراً أن هذا الطلب المقدم من أوكرانيا "مشروع".

وأضاف الرئيس الفرنسي أن الأوكرانيين "عبّروا صراحة عن احتياجاتهم لسبب بسيط"، ألا وهو أنهم بصدد "التعبئة بقوة شديدة"، وسيتعين عليهم "تدريب عشرات آلاف الجنود"، وهو أمر "أكثر عملية على الأراضي الأوكرانية". من جهة ثانية، تجاهل ماكرون تهديدات روسيا لفرنسا. وكان المتحدث باسم الكرملين قال، الجمعة، إن تصريحات ماكرون الأخيرة "تؤجج" التوترات في أوروبا، وتظهر أنه يحضّر باريس للاضطلاع بدور مباشر في أوكرانيا.

ولا تنشر فرنسا رسمياً، حالياً، عسكريين يساعدون أو يدربون القوات الأوكرانية في أوكرانيا، لكن كييف قالت الأسبوع الماضي إنها تجري "محادثات" مع باريس بهذا الشأن. وقالت روسيا، الثلاثاء، إنها ستعتبر أي مدربين أجانب يُرسلون إلى أوكرانيا "أهدافاً مشروعة" لضرباتها. ودعا زيلينسكي، الجمعة، الغرب إلى بذل مزيد من الجهد لتحقيق سلام عادل في ظلّ الغزو الروسي لأوكرانيا، معرباً في الوقت نفسه عن ثقته بأنّ كييف ستخرج منتصرة من هذه الحرب.

وغداة إحياء قادة عدد من دول العالم الذكرى الثمانين لإنزال النورماندي الذي قاد إلى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، تحدث زيلينسكي إلى البرلمان الفرنسي في باريس، وأعرب أمام المشرعين الفرنسيين عن أمله أن تؤدي القمة التي تستضيفها سويسرا في وقت لاحق هذا الشهر بشأن السلام في أوكرانيا إلى تسريع التوصل إلى نهاية عادلة للصراع. وقال إنّ "قمة السلام يمكن أن تصير صيغة تجعلنا أقرب من نهاية عادلة لهذه الحرب". وأضاف: "أنا ممتن لكلّ ما تفعلونه، وهو كثير. لكن من أجل سلام عادل، لا بدّ من بذل مزيد من الجهود".

وحذّر من أنه بعد مرور 80 عاماً على إنزال النورماندي في الحرب العالمية الثانية، لم تعد أوروبا "للأسف قارة تنعم بالسلام" منذ غزو أوكرانيا، واصفاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "عدو مشترك" لبلاده وأوروبا. وأكد زيلينسكي الذي استقبله ماكرون بعد ظهر الجمعة في قصر الإليزيه أن النصر ممكن رغم التقدم الروسي على الجبهة. وقال: "هل يمكننا الفوز في هذه المعركة؟ طبعاً". وحذر من أن "هذه المعركة أمام مفترق طرق"، لكن "من أجل السلام العادل، هناك حاجة إلى المزيد".

مساعدة أميركية لأوكرانيا

إلى ذلك، وخلال اجتماع عُقد بين زيلينسكي ونظيره الأميركي جو بايدن في باريس، أعلن الأخير مساعدة جديدة بقيمة 225 مليون دولار لأوكرانيا، مؤكداً أنّ "الولايات المتحدة ستكون معكم دائماً". وقال بايدن: "أنتم لم تستسلموا"، مقدماً "اعتذاراته" عن أشهر المفاوضات التي سبقت إقرار الكونغرس حزمة المساعدات العسكرية لأوكرانيا. من جهته، شكر زيلينسكي بايدن على "الدعم الكبير" الذي تقدّمه الولايات المتحدة، مضيفاً: "نحن نعتمد على دعمكم".

أوكرانيا تشتري نظاماً فرنسياً ثانياً للدفاع الجوي

في غضون ذلك، أعلنت مجموعة التكنولوجيا الفرنسيّة "تاليس"، الجمعة، أن وزارة الدفاع الأوكرانية اشترت نظاماً كاملاً ثانياً للدفاع الجوي "بغية المساهمة في حماية أراضيها" ضدّ الجيش الروسي. وقالت "تاليس" في بيان إنّه "بعد تزويد أوكرانيا عام 2023 بأول نظام دفاع جوي تم الإقرار بأدائه في ساحة المعركة، تحصل وزارة الدفاع الأوكرانيّة على نظام ثانٍ" في إطار عقد موقّع "برعاية وزارة الجيوش الفرنسّية"، لكن لم تذكر كم بلغت قيمته.

وقال المدير العام المساعد المكلّف بالأنظمة الأرضيّة والجوّية هيرفي دامان، في البيان، إنّ "نظام الدفاع الجوّي الثاني هذا سيعزّز حماية الأراضي الأوكرانيّة، من خلال تمكين رصد التهديدات الموجودة في أسرع وقت. تاليس فخورة بوضع خبرتها في خدمة أوكرانيا". وأُعلِن توقيع هذا العقد على هامش زيارة زيلينسكي إلى فرنسا.

22 قتيلاً في هجمات أوكرانية على خيرسون

ميدانياً، قُتل 22 شخصاً على الأقل وأصيب عشرات آخرون، الجمعة، في ضربات أوكرانية استهدفت مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا وجنوبها. واستهدفت ضربة مزدوجة خصوصاً قرية سادوفي في منطقة خيرسون الجنوبية، التي تسيطر عليها موسكو جزئياً. وكتب حاكم منطقة خيرسون فلاديمير سالدو: "إثر قصف مقاتلي كييف قرية سادوفي (...) ُدمّر متجر حيث عدد كبير من الزوار والعاملين. قتل 22 شخصاً وأصيب 15 آخرون".

وأضاف على "تليغرام" أنّه "بعد القصف الأول، خرج سكان المنازل المجاورة مسرعين لمساعدة الضحايا، لكن بُعيد ذلك، سقط صاروخ هايمارس". وأوضح سالدو أنّ بين القتلى طفلين، مندّداً بـ"جريمة مشينة بحق المدنيين" هدفها "إيقاع أكبر عدد من الضحايا". وفي وقت سابق الجمعة، قُتل أربعة أشخاص وأصيب 57 في ضربة استخدمت فيها صواريخ "أتاكمس" أميركية الصنع على مدينة لوغانسك في شرق أوكرانيا، الخاضعة أيضاً لسيطرة موسكو.

وأفادت وزارة الحالات الطارئة الروسية بأن هذا القصف الصاروخي تسبب بانهيار مبنى سكني من طبقات عدة. وقالت وزيرة الصحة المحلية ناتاليا باشتشنكو عبر مواقع التواصل إن "العدد الإجمالي للجرحى في الضربة الصاروخية اليوم على لوغانسك ارتفع إلى 57، قضى أربعة منهم". من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن أوكرانيا "أطلقت عمداً خمسة صواريخ أميركية الصنع على مناطق سكنية في مدينة لوغانسك". وأضافت: "أسقطت الدفاعات الجوية الروسية أربعة صواريخ أميركية. أصاب صاروخ مبنيَين".

وفي الجانب الأوكراني، قُتلت امرأة مسنة (71 عاماً) في قصف روسي لنيكوبول في منطقة دنيبروبتروفسك (وسط شرق)، بحسب الحاكم سيرغي ليساك.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون