ماكرون يحذر من "حرب أهلية" في فرنسا بسبب برنامجي اليمين واليسار المتطرفين في انتخابات الأحد المقبل
استمع إلى الملخص
- جوردان بارديلا، زعيم اليمين المتطرف، يدافع عن برنامج حزبه مؤكدًا استعدادهم للحكم وتحقيق تطلعات الفرنسيين، مع تركيز على قضايا مثل السلطة في المدارس والسياسة الخارجية، ويحذر من مخاطر فوز تحالف اليسار.
- ماكرون يواجه تحديات في الحفاظ على الأغلبية الرئاسية مع نسب تأييد تتراوح بين 19.5 إلى 20%، ويعد بتغيير في طريقة الحكم وسط تظاهرات ضد اليمين المتطرف وقلق دولي من احتمال فوزهم.
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن برنامجي اليمين واليسار "المتطرفين" يؤديان إلى "حرب أهلية"، بينما دافع زعيم اليمين المتطرف جوردان بارديلا الأوفر حظاً في استطلاعات الرأي عن جدية برنامجه، وأكّد "استعداده لحكم" فرنسا.
في كلمة جديدة مطولة عبر بودكاست "Generation Do It Yourself"، الاثنين، شدد ماكرون لهجته حيال حزب التجمع الوطني (يمين متطرف) وفرنسا الأبية (يسار راديكالي). من جانبه، قال جوردان بارديلا الرئيس الشاب لحزب التجمع الوطني من اليمين المتطرف خلال عرض برنامجه "نحن مستعدون" للحكم إن التجمع الوطني "الحزب الوحيد القادر الآن وبشكل معقول على تحقيق تطلعات" الفرنسيين، في حين ترجح استطلاعات الرأي حصوله على 35.5 إلى 36% من الأصوات. ويطمح المسؤول البالغ من العمر 28 عاماً لأن يصبح رئيساً للوزراء.
وردّ رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال قائلاً "إن حزب الجبهة الوطنية ليس مستعداً للحكم". وأضاف في تصريحات لراديو أوروبا 1 وقناة سي نيوز أنه "حزب معارضة وليس حزباً حكومياً".
وأطلق بارديلا برنامجه الاثنين، واقترح على وجه الخصوص "فرض السلطة" في المدارس "اعتباراً من بداية العام الدراسي في أيلول/ سبتمبر" مع حظر الهواتف المحمولة فيها ومخاطبة المعلمين باحترام واختبار ارتداء زي رسمي.
وفي السياسة الخارجية أكّد أن فرنسا ستواصل دعمها لكييف، لكنه سيعارض إرسال صواريخ بعيدة المدى وقوات فرنسية إلى أوكرانيا. كذلك استبعد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، معتبراً "أن ذلك يعني الاعتراف بالإرهاب".
كما لوح بارديلا بالمخاطر في حال فوز الجبهة الشعبية الجديدة، تحالف أحزاب اليسار (27 إلى 29.5% من الأصوات وفقاً لاستطلاعات الرأي) المتحدة اليوم، على الرغم من الاختلافات الجوهرية العميقة، متوقعاً انفجار الهجرة أو حتى أزمة اقتصادية عميقة في البلاد.
ويبدو معسكر الأغلبية الرئاسية بزعامة إيمانويل ماكرون الذي تعرض لانتقادات من كل حدب وصوب لحله الجمعية الوطنية، الأكثر ضعفاً بين الكتل الثلاث المتنافسة (19.5 إلى 20%) حتى إنْ تحالف مع الجمهوريين (يمين) المعارضين للتجمع الوطني (7 إلى 10%).
ومن ناحية تحالف اليسار يخضع جان لوك ميلانشون زعيم حزب "فرنسا الأبية" لضغوط لعدم السعي إلى تولي رئاسة الوزراء في حال الفوز. وصرّحت زعيمة حزب الخضر مارين توندلييه لوكالة فرانس برس بأن جان لوك ميلانشون "ليس زعيم الجبهة الشعبية الجديدة، ولن يكون رئيساً للوزراء".
"ماركسية"
من جهته، شدّد المسؤول النقابي السابق لوران بيرجيه (55 عاماً) على أنّ "الأمر الأكثر إلحاحاً هو تجنب التجمع الوطني" من اليمين المتطرف وليس معرفة من سيتولى رئاسة الوزراء. ويعد بريجيه المعارض لإصلاح نظام التقاعد المثير للجدل الذي جرى تبنيه عام 2023 من الشخصيات المحتمل توليها منصب رئيس الوزراء في حال فوز اليسار.
من جانبه يَعِد معسكر ماكرون المتهم بأنه منفصل عن هموم الفرنسيين بتعاون أكبر في الحكم. وقال ماكرون إنه يستبعد الاستقالة ووعد "بالعمل حتى مايو/ أيار 2027"، أي حتى نهاية ولايته، مقرّاً بأنه من الضروري "تغيير طريقة الحكم بشكل كبير".
وقال في رسالة إلى الفرنسيين نشرت الأحد في الصحف "إن الحكومة المقبلة التي ستعكس بالتأكيد تصويتكم ستضمّ، كما آمل، الجمهوريين من مختلف التوجهات الذين سيعرفون كيف (...) يتصدون لليمين واليسار المتطرفين".
وتبحث الأغلبية عن سبيل بين الخطاب الجامع في الوسط والتصريحات الهجومية على برامج خصومها. وقال وزير الاقتصاد برونو لومير "أخشى على السلم الأهلي" في حال فوز حزب التجمع الوطني. كما انتقد برنامج الجبهة الشعبية الجديدة والزيادات الضريبية الكبرى، مؤكداً أن "الجميع سيتضرر من هذا المشروع الذي هو في الجوهر مشروع مستوحى من الماركسية".
وتثير نتائج الانتخابات بين التخوف من أول حكومة من اليمين المتطرف في تاريخ البلاد، وجمعية وطنية تهيمن عليها ثلاث كتل متنافرة لعام على الأقل، مخاوف في فرنسا والخارج على خلفية أوضاع اقتصادية متردية وحرب في كل من أوكرانيا وغزة وقبل شهر من دورة الألعاب الأولمبية في باريس.
وتظاهر آلاف الأشخاص الأحد في عدة مدن في فرنسا ضد "الخطر" الذي قد يمثله فوز حزب التجمع الوطني على حقوق المرأة. ونشرت مجموعة مكونة من 170 دبلوماسياً حاليين وسابقين عريضة في صحيفة "لوموند" ضد السيناريو الذي من شأنه "إضعاف فرنسا وأوروبا أثناء الحرب".
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه "قلق" من هذا الاحتمال، معرباً عن الأمل في فوز "أحزاب ليست مثل حزب (مارين) لوبان".
(فرانس برس)