خلال لقاء مع زيلينسكي... ماكرون وشولتز يظهران تردداً بشأن إمداد أوكرانيا بطائرات مقاتلة

08 فبراير 2023
زيلينسكي يطالب بتسليم أوكرانيا طائرات مقاتلة "في أقرب وقت ممكن" (Getty)
+ الخط -

طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الأربعاء في باريس حلفاء بلاده بتسليمها طائرات مقاتلة "في أقرب وقت ممكن" لصد قوات روسيا، فيما أظهر ماكرون وشولتز تردداً بشأن مسألة إمداد أوكرانيا بطائرات مقاتلة.

ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي الذي بدأ في 24 فبراير/شباط 2022، توجه الرئيس الأوكراني إلى فرنسا حيث استقبله مساء الأربعاء في قصر الإليزيه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعا أيضا المستشار الألماني أولاف شولتز لعشاء عمل ثلاثي.

وأمام الصحافة، أظهر ماكرون وشولتز تردداً بشأن مسألة إمداد أوكرانيا بطائرات مقاتلة والتي ستكون خطوة جديدة في دعم كييف لم يستبعدها رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك عند استقباله زيلينسكي في لندن في وقت سابق الأربعاء.

ومن المنتظر أن يتوجه الرئيس الأوكراني الخميس إلى بروكسل لحضور قمة الاتحاد الأوروبي، في جولته الخارجية الثانية خلال عام بعد توجهه إلى الولايات المتحدة في ديسمبر/كانون الأول.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز: "إنها لإشارة قوية أن يشارك الرئيس حضورياً في أول اجتماع هذا العام لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، وهي مؤشر إلى التضامن الأوروبي".

وتشهد أوكرانيا لحظة حاسمة مع شعورها بالقلق بشأن النجاحات العسكرية الأخيرة للجيش الروسي في دونباس، وتخشى هجوما روسيا كبيرا في الأسابيع المقبلة.

وشدد الرئيس الأوكراني من قصر الإليزيه على أنه "لدينا القليل من الوقت"، ثم أضاف: "كلما حصلت أوكرانيا على أسلحة ثقيلة بعيدة المدى في وقت أسرع، حصل الطيارون على طائرات في وقت أسرع، واقترب موعد انتهاء هذا العدوان الروسي وأمكنت لنا العودة إلى السلام في أوروبا".

لكن المستشار الألماني تجنّب الحديث عن الطائرات المقاتلة، واقتصر على التأكيد أن الحلفاء سيدعمون أوكرانيا عسكريا "طالما كان ذلك ضروريا".

من جانبه، وعد إيمانويل ماكرون بمواصلة "جهود تسليم المعدات الدفاعية"، بحسب "الاحتياجات العملياتية" لأوكرانيا التي يعتزم مناقشتها خلال الاجتماع الثلاثي.

وقال ماكرون: "نحن نقف مع أوكرانيا بحزم وبعزم على مرافقتها حتى النصر واستعادة حقوقها المشروعة"، مؤكداً أيضا أنه يريد "بناء السلام" مع فولوديمير زيلينسكي، لا سيما من خلال تنظيم "مؤتمر دولي" يُدعى إليه "أكبر عدد من الشركاء".

وتناقض العشاء الباريسي مع أبهة الزيارة البريطانية، فقد خاطب الرئيس الأوكراني البرلمان المجتمع في قاعة وستمنستر التي استضافت تاريخيا قلّة من القادة مثل الفرنسي شارل ديغول عام 1960، وكذلك نعش الملكة إليزابيث الثانية في سبتمبر/أيلول.

وقال الزعيم الأوكراني في لندن: "نعلم أن الحرية ستنتصر، ونعلم أن روسيا ستخسر"، مضيفا: "أطلب منكم ومن العالم... طائرات مقاتلة لأوكرانيا، أجنحة من أجل الحرية".

ويظهر الغربيون حتى الآن ترددا في اتخاذ هذه الخطوة الإضافية خوفًا من التصعيد مع موسكو. لكن المحظورات تتساقط واحداً تلو الآخر منذ عام، لا سيما بعدما وافق حلفاء كييف في يناير/ كانون الثاني على إمدادها بدبابات ثقيلة.

وفي إشارة لانفتاحه على المقترح، وعد رئيس الحكومة البريطانية بتدريب طيارين أوكرانيين "وفقًا لمعايير حلف شمال الأطلسي"، وذلك من أجل "ضمان قدرة أوكرانيا على الدفاع عن مجالها الجوي في المستقبل".

كما طلب سوناك من الجيش البريطاني دراسة إمكانية تسليم طائرات، مشيراً في الآن نفسه إلى أنه حل لا يمكن تصوره إلا "على المدى الطويل".

وكشف ريشي سوناك أمام الصحافة أن إمكانية توفير طائرات كانت "بالطبع جزءًا من المحادثة" مع زيلينسكي، لكنه شدد على أن التدريب اللازم قد يستغرق فترة تصل إلى ثلاث سنوات.

وردّ ضيفه مبتسمًا أن الطيارين الأوكرانيين قد خضعوا بالفعل لتدريب يعادل "عامين ونصفاً"، نظرًا لتجربتهم في الحرب. إلا أنه أقر بأن الأولوية في الوقت الحالي هي الحصول على دبابات وأسلحة بعيدة المدى.

وكان سوناك قد أعلن، الأربعاء، أنه لا يستبعد شيئاً في ما يخص المساعدة العسكرية لأوكرانيا، بما في ذلك إرسال طائرات مقاتلة يطالب بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال سوناك: "كنا واضحين منذ فترة بشأن تقديم مساعدة عسكرية لأوكرانيا، لا شيء مستبعد" وإرسال طائرات مقاتلة "يشكل بالطبع جزءاً من مناقشاتنا".

وجاء تصريح سوناك خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الأوكراني في جنوب البلاد، حيث يتلقى جنود أوكرانيون تدريباً على استخدام دبابات "تشالنجر 2" البريطانية التي وعدت لندن بتزويد كييف بها.

في السياق ذاته، تعهّدت روسيا بالرد في حال زودت بريطانيا أوكرانيا بطائرات مقاتلة، محذرة من تصعيد محتمل.

وقالت سفارة موسكو في لندن في بيان نقلته وكالات أنباء روسية، إنّ "روسيا ستجد رداً على أي خطوات غير ودية يتخذها الجانب البريطاني".

(فرانس برس، العربي الجديد)