ماكرون ربح الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2022 ولكنه لم ينتصر: نتيجة تاريخية لليمين المتطرّف

25 ابريل 2022
فاز ماكرون بولاية ثانية (Getty)
+ الخط -

على الرغم من فوز إيمانويل ماكرون بولاية جديدة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، إلا أن النتيجة التي حققتها منافسته زعيمة حزب اليمين المتطرّف الفرنسي مارين لوبان كانت المحطة الأبرز في هذه الانتخابات، والتي عزّزت مكانة اليمين المتطرّف في فرنسا، وهو ما ركزت عليه الصحف الفرنسية.

فقد كتبت صحيفة لوموند" الفرنسية عن أمسية "فوز من دون انتصار" لماكرون، تميّزت بالنتيجة التاريخية لليمين المتطرّف، والخوف من جولة ثالثة سياسية واجتماعية. ولفتت الصحيفة إلى أن ابنة جان ماري لوبان، التي حازت على 33.9 بالمائة من أصوات الناخبين قبل 5 سنوات، قطعت للمرة الأولى حاجز الـ40 في المائة في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت أمس الأحد.

ووصفت "لوموند" النتيجة بأنها دليل فشل لإيمانويل ماكرون الذي أكد عشية فوزه السابق بالرئاسة، في 7 مايو/أيار 2017، أنه يريد التأكد من أن الفرنسيين "لم يعد لديهم أي سبب للتصويت لصالح المتطرفين". ونقلت عن وزير الاقتصاد برونو لومير قوله، أمس، إن هذه الليلة ليست ليلة ابتهاج، لافتاً إلى أن هناك في الوقت عينه فرحة الفوز، والجدية في رؤية تقدّم مارين لوبان بين عامي 2017 و2022.

وفي السياق عينه، نشرت صحيفة لو باريزيان مقالاً بعنوان "رئاسيات 2022: بعد انتخاب ماكرون، احتفال بلا ابتهاج"، متحدثة عن الأجواء في باريس بعد إعلان النتائج. وتلفت الصحيفة إلى أن ماكرون راقب بصمت ظهور صورته على الشاشة، مع فوزه على لوبان بنتيجة 58.55 بالمائة من الأصوات. وتنقل عن أحد المدعوين إلى قصر الإليزيه قوله إن ماكرون لم يبالغ في ردة فعله، معتبراً أنه كان يفكّر في ما سيلي.

تقارير دولية
التحديثات الحية

وتسجل الصحيفة العديد من الملاحظات على خطاب النصر لماكرون، فهو لم يتعدَّ خمس عشرة دقيقة، وخلا من الشاعرية، وتحدث فيه عن إدراكه أن العديد من الناخبين صوّتوا ضد أفكار اليمين المتطرف، وفق الصحيفة، التي أشارت إلى أن الموسيقى التي صدحت احتفالاً بفوز ماكرون تلاشت بحلول الساعة العاشرة والنصف مساءً، ليبدأ الناشطون بمغادرة ساحة الشانزيليزيه، ولتنهي وسائل الإعلام تغطيتها.

اليمين المتطرّف "في القمة"

وفي تقرير آخر، سجلت "لو باريزيان" بضعة دروس يجب استخلاصها من نتائج الانتخابات الرئاسية، أبرزها أن اليمين المتطرف أصبح "في القمة"، مشيرة إلى أنه لم يحصل يوماً على هذه النتيجة الجيدة في الجولة الثانية من الانتخابات، بحصوله على 41.45 بالمائة من الأصوات. واعتبرت الصحيفة أن مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان قطعت شوطاً كبيراً في هذه الحملة الرئاسية، فهي نجحت، وفق الصحيفة، في نزع الطابع الشيطاني عن نفسها، على الرغم من برنامجها الذي يعتبره الكثير من المتخصصين غير دستوري.

وأشارت إلى أن لوبان زادت من مجموعة أصواتها، والهزيمة غير المسبوقة، التي لحقت باليمين الجمهوري في الجولة الأولى من الانتخابات، سمحت لها بالخروج من هذه الانتخابات أقوى بكثير.

وسجلت "لو باريزيان" أيضاً ملاحظات على نتائج بعض المناطق، إذ حصلت لوبان على ما يقرب من 61 بالمائة من الأصوات في كلّ من مارتينيك وغينيا الفرنسية، وحتّى تقريباً 70 بالمائة في غوادالوب، وهذا أكثر بمرتين إلى ثلاث مرات مما حققته قبل 5 سنوات، عندما هزمها ماكرون. وفي هذا السياق، يقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة "أنتيل" جوستان دانيال، إن هذا التصويت هو قبل كلّ شيء تصويت ضد ماكرون، وليس لصالح مارين لوبان، وأفضل دليل على ذلك هو النتيجة المتقدمة التي حصل عليها مرشح اليسار الراديكالي للرئاسة في فرنسا جان لوك ميلانشون في الجولة الأولى.

المساهمون