ماذا استهدفت الضربات الإسرائيلية في سورية وما رسائلها؟

09 يونيو 2021
يعتبر هذا القصف الجوي الإسرائيلي الأول بعد إجراء انتخابات الرئاسة (Getty)
+ الخط -

كشفت مصادر مطلعة لـ "العربي الجديد" عن المواقع التي استهدفها الطيران الحربي التابع للاحتلال الإسرائيلي، ليلة أمس الثلاثاء، في المنطقة الجنوبية والوسطى في سورية.

وقالت المصادر إنّ القصف الإسرائيلي طاول، ليلة أمس الثلاثاء، محيط منطقة مطار دمشق الدولي ومقرات عسكرية تابعة لـ"الحرس الثوري" الإيراني على طريق دمشق – القنيطرة، ومقرات لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، قرب الحدود السورية – اللبنانية والتي يعتقد أنها من قامت بإطلاق صواريخ على الأراضي المحتلة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة.

وأضافت أنّ الضربات الإسرائيلية في المنطقة الوسطى استهدفت مطار الضبعة العسكري قرب مدينة القصير غربي حمص، والذي يعتبر مركزاً رئيسياً لقيادة عمليات "حزب الله" اللبناني في سورية ويوجد به خبراء إيرانيون، كما استهدف القصف مركز بحوث علمية ومستودع أسلحة قرب قرية الحشمة شمالي مدينة حمص.

وبحسب المصادر، فإنّ أصوات الانفجارات التي سمعت بقوة هائلة، ليلة أمس، في دمشق وحمص هي لانفجارات مستودعات أسلحة وليست لأصوات مضادات الطيران التي قال النظام إنها تصدت للقصف الإسرائيلي.

من جانب آخر، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنّ حصيلة الخسائر البشرية جراء القصف الإسرائيلي على ريف حمص ارتفعت إلى 11 قتيلاً من الجنسية السورية من قوات النظام ومليشيا "الدفاع الوطني"، بينهم ضابط برتبة عقيد، مرجحاً في الوقت ذاته وجود قتلى من جنسيات أجنبية لم يحدد عددها.

وكانت وكالة أنباء النظام "سانا" قد نقلت، عن مصدر عسكري لم تسمه، مساء الثلاثاء، أنّ "الدفاعات الجوية السورية تصدّت لصواريخ العدوان الإسرائيلي وأسقطت معظمها"، مضيفاً أنّ خسائر القصف "اقتصرت على الماديات"، دون وقوع أي إصابات وفق قوله.

ويعتبر هذا القصف الجوي الإسرائيلي الأول بعد إجراء انتخابات الرئاسة التي أجراها النظام السوري في 26 مايو/ أيار الماضي.

رسائل عدة

وحول دلالة الأهداف التي استهدفتها الغارات الإسرائيلية، ليلة أمس الثلاثاء، وتأثيرها على التموضع الإيراني في سورية، قال المقدم المنشق عن قوات النظام السوري سهيل درويش، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ هذه الضربات تعتبر "استكمالاً لسلسلة الهجمات التي كثفتها إسرائيل ضد المصالح الإيرانية منذ بداية الأسبوع الجاري، والتي بدأتها بتفجير سفينة للبحرية الإيرانية في خليج عمان"، مشيراً إلى أنّ الأهداف المستهدفة في ضربات ليلة أمس "توحي بأنها كانت موجهة إلى شحنات أسلحة إيرانية، وهو ما يفسر أصوات الانفجارات العنيفة التي سمع صوتها بقوة في دمشق وحمص".

وكان الجيش الإيراني، قد أعلن، الأربعاء الماضي، عن غرق سفينة إسناد تابعة له في ميناء جاسك المطل على بحر عُمان، بعد نشوب حريق على متنها، من دون تعرض طاقمها لأذى، لافتاً إلى فتحه تحقيقات في الواقعة. ولم تتهم طهران أطرافاً معينة بالوقوف وراء الحادثة، كما أنّ إسرائيل لم تعلن، بشكل مباشر أو عبر أي معلق، عن مسؤوليتها عنها.

واستبعد درويش في الوقت ذاته أن يكون لهذه الضربات تأثير كبير على الوجود الإيراني في سورية، "بسبب التغلغل الكبير لإيران منذ سنوات في معظم المناطق السورية وقيامها بتخزين كميات كبيرة في اللاذقية وطرطوس وحماة ودمشق"، لافتاً إلى أنّ استهداف مقرات لـ"الجبهة الشعبية الفلسطينية" "هي أيضاً رسائل للقيادة السورية بأنها ستدفع ثمن أي صاروخ يخرج من أراضيها تجاه إسرائيل".

كما أكد أنّ عودة الضربات الإسرائيلية بعد الانتخابات الرئاسية "تحمل أيضاً رسائل للطرف الروسي بأنّ إسرائيل مصرة على نفس سياستها في سورية، وهي محاربة التواجد الإيراني، وعدم الرضوخ لضغوط موسكو التي تحاول إقناع تل أبيب بعدم خطورة الوضع عليها من طرف سورية".

ومنذ ثلاثة أعوام، كثف الاحتلال الإسرائيلي من ضرباته لمواقع في سورية تنتشر في معظمها مليشيات ترتبط بالحرس الثوري الإيراني، وأخرى يديرها الحرس بشكل مباشر.

المساهمون