مؤتمر "الأطلسي" بالدوحة يبحث أمن الخليج ومخاطر "داعش"

الدوحة
أنور الخطيب
أنور الخطيب
صحافي أردني. مراسل "العربي الجديد" في قطر.
11 ديسمبر 2014
+ الخط -

شارك مسؤولون خليجيون رفيعو المستوى، إلى جانب الأمين العام لحلف "شمال الأطلسي"، ينس ستولتنبيرغ، وعدد من المسؤولين في الحلف اليوم الخميس، في مؤتمر "الأطلسي وأمن الخليج" الذي تنظمه وزارة الخارجية القطرية بالتعاون مع حلف "شمال الأطلسي".

ويأتي المؤتمر الذي يستمر يوماً واحداً بمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة لمبادرة اسطنبول للتعاون، ويتناول المشاركون فيه عدداً من القضايا الهامة، مثل الآفاق المستقبلية لمبادرة اسطنبول للتعاون، وتحديات الأمن الإقليمي.

وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أوضح ستولتنبيرغ أن المؤتمر يشكل فرصة لمناقشة التحديات التي تواجه الشرق الأوسط الكبير واستكشاف طرق مواجهتها، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الأمور التي تدعو للاحتفال بالذكرى العاشرة لمبادرة اسطنبول للتعاون.

وقال ستولتنبيرغ، إن "هذه المبادرة أرسلت إشارات قوية بأن أمن واستقرار منطقة الخليج مهم بالنسبة لحلف الأطلسي"، مضيفاً أن "هناك اهتماماً وتشديداً على أهمية استقرار وأمن أوروبا بالنسبة للخليج، ولذلك هناك علاقة قوية مع الأطلسي تركز على الجوانب العملية، خصوصاً ما يتعلق منها بالتدريب وإدارة الأزمات إلى جانب الحوار السياسي".

ولفت إلى أن "دولة الكويت وقّعت هذا العام برنامج التعاون مع الأطلسي في إطار الشراكة، وتمنى أن تفعل دول الخليج ذات الشيء"، وتابع "بالنسبة إلى السعودية وسلطنة عمان لم ينضما حتى الآن للمبادرة لكن هناك أواصر وعلاقات قوية بيننا".

وأكد أن "العلاقات بين حلف الأطلسي ودول الخليج تعمقت خلال السنوات العشر الماضية وأصبحت أكثر قوة"، مبيناً أن "زيادة التعاون يؤدي إلى مزيد من الشعور بالأمن"، مشدداً على "أهمية التعاون في مجال حماية الخطوط البحرية وخطوط تصدير الطاقة وحماية الشبكات السبرانية ووضع حد للاتجار بالبشر وانتشار أسلحة الدمار الشامل".

واعتبر ستولتنبيرغ أن "تنامي تنظيم (داعش) وما يتعرض له المدنيون من انتهاكات في العراق وسورية، يتطلب جهوداً دولية كبيرة تتكامل فيها الإجراءات والجهود السياسية والاقتصادية إلى جانب العمل العسكري، مضيفاً أن "هناك تحالفاً واسعاً لمواجهة هذه المشكلة".

وأكد أن "هناك عدة دول، بما في ذلك دولة قطر، تلعب دوراً في هذا الصدد"، مشدداً على أن "دول أوروبا لا تفرض رأيها على دول المنطقة، لكن هناك اتفاقاً ووفاقاً على محاربة التطرف والعنف المسلح".

وحول العلاقة مع تركيا، قال ستولتنبيرغ "نحن في حلف الأطلسي نقف إلى جانب تركيا التي هي على خطوط (داعش)، مشيراً إلى أن "الحملة الجوية على الرغم من أنها ليست حملة الأطلسي لكن الحلف يدعمها بالقصف الجوي".

وأوضح أن "الحلف في قمة ويلز شدد على الرغبة في بناء القدرات الدفاعية للدول الشريكة لبسط الأمن والاستقرار في المنطقة"، لافتاً إلى أن "العراق طلب من الحلف الدعم لبناء مقدراتها الدفاعية".

كذلك كشف أن الحلف وافق خلال الأسبوع الماضي على حزمة إجراءات لبناء القدرات الدفاعية للأردن، وأنه تجري نقاشات حول كيفية تقديم المزيد من الدعم.

وفي ما يخص التكامل بين القوات العسكرية، أشار ستولتنبيرغ إلى تجربة التدخل في ليبيا، وقال إن "قطر أسهمت في عدد من العمليات العسكرية السريعة والفعالة هناك خلال الحرب"، مضيفاً أن "دول الخليج بينت في الماضي أن بإمكانها العمل في مسرح العمليات الحربية والعسكرية المعقدة"، مؤكداً أن "ذلك ثمرة للتعاون في الجانب العسكري بين الجانبين".

وأوضح أن "دول الخليج لعبت دوراً فعالاً لتأمين البحار مع الأطلسي ومع الشركاء الآخرين، لافتاً إلى أن (عملية درع المحيط) أثمرت نتائج طيبة وأدت إلى تقليص عدد القراصنة في البحار".

من جهته، دعا وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، اللواء الركن، حمد بن علي العطية، إلى وضع استراتيجية لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية في المنطقة وفي مقدمتها (داعش).

وأكد أنه "بالإضافة إلى الأعمال العسكرية ضد (داعش) والمنظمات المتطرفة، يجب وضع استراتيجية واضحة لاعادة الاستقرار في سورية ووضع آلية واضحة وشفافة ومن جميع الأطراف لدعم (الجيش الحر)، والسعي المشترك وتوحيد جهود حلف الأطلسي وجميع الدول المشاركة في التحاف لإخراج سورية من الأزمة الحالية، إضافة إلى بناء قدرات القوات العراقية ومنع تدفق المقاتلين الأجانب إلى سورية والعراق، وتجفيف منابع الدعم المالي لتنظيم (داعش) والمنظمات الإرهابية الأخرى، وزيادة الدعم المالي والاغاثي لملايين اللاجئين من ضحايا الصراع الدائر في سورية فضلاً عن تكثيف الجهود في جميع أنحاء المنطقة لمواجهة الفكر المتطرف".

ويشارك في جلسات المؤتمر الذي يجري خلف غرف مغلقة، وزير الخارجية القطري خالد العطية، ووزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، ووزير الدولة لشؤون الخارجية الإمارتية، أنور محمد قرقاش، ورئيس جهاز الأمن الوطني في دولة الكويت الشيخ ثامر بن علي الصباح، ووزير الدولة القطري لشؤون الدفاع اللواء الركن، حمد بن علي العطية، إلى جانب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبد اللطيف الزياني، وعدد من المسؤولين العسكريين في دول الخليج.

يذكر أن "مبادرة إسطنبول للتعاون" أعلنت في يونيو/حزيران 2004، وانضمت إليها كل من قطر والبحرين والإمارات منتصف 2005، بينما لم تنضمّ السعودية وعُمان إلى المبادرة بعد، ولوحظ مشاركة رئيس الأركان السعودي الفريق الركن، عبد الرحمن بن صالح البنيان، في مؤتمر الأطلسي بالدوحة لأول مرة.

ووفقاً لمسؤولين في حلف "الأطلسي"، فإن مبادرة إسطنبول، تهدف إلى تعزيز الاستقرار والأمن في منطقة الخليج في ما يتعلق بتبادل المعلومات والخبرات لمواجهة التحديات، كالإرهاب وأسلحة الدمار الشامل، وأمن الطاقة، وتأمين خطوط النقل البحري الذي يحتاج إليه المصدرون والمستوردون للطاقة.