ليبيا: لجنة 5+5 تستأنف اجتماعاتها وسط تصعيد عسكري

25 اغسطس 2024
مؤتمر صحافي لوزير الداخلية في طرابلس، 23 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

عقدت لجنة 5+5 العسكرية الليبية المشتركة، اليوم الأحد، اجتماعاً في مقرها الرئيسي بمدينة سرت بحضور القائم بأعمال رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا ستيفاني خوري، وسط تصاعد التوترات الأمنية والعسكرية في ليبيا. وعقد الاجتماع بعد جلسة مغلقة يوم أمس، في وقت لم تكشف فيه تفاصيل أجندته، لكنه يأتي في خضم أزمة متصاعدة في البلاد.

وتتولى لجنة 5+5، المؤلفة من ضباط يمثلون معسكري غرب وشرق البلاد، متابعة تنفيذ بنود وقف إطلاق النار الموقع بين معسكري البلاد في أكتوبر/تشرين الأول عام 2020، وعقدت اجتماعات عدة من أجل ذلك، إلا أنها لم تحرز أي تقدم في بند توحيد المؤسسة العسكرية في البلاد.

ويأتي الاجتماع في وقت تشهد فيه البلاد تصعيداً عسكرياً كبيراً، حيث أعلنت رئاسة أركان القوات البرية بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر عن تحريك وحدات عسكرية إلى الجنوب الغربي، ما أثار حالة من الاستنفار في صفوف قوات حكومة الوحدة الوطنية، خاصة في مدينة غدامس الحدودية مع الجزائر.

في ظل هذا التصعيد، أعلنت الكتيبة 17 حرس حدود التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الطوارئ في صفوف قواتها، بينما رفعت رئاسة الأركان العامة جاهزيتها لمواجهة أي هجوم محتمل، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في البلاد.

وأكدت قيادة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر أن تحركات مليشياته في الجنوب الغربي للبلاد تهدف إلى "تأمين الحدود الجنوبية وتعزيز الأمن القومي"، مشددة على أن هذه التحركات "لا تستهدف أحداً"، في ظل تحذيرات صادرة عن سفارات الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية بشأن خطر انهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين الأطراف الليبية.

وفي مواجهة هذا التصعيد، أصدر المجلس الرئاسي أوامره، بصفته القائد الأعلى للجيش، بعودة كل القوات إلى ثكناتها فورياً، محذراً من أن أي تحرك أو حشد لقوات بدون إذنه قد يؤدي إلى فوضى ويشكل خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، مما يؤثر سلباً على الأمن الوطني.

تزامناً مع التصعيد العسكري، شهدت ليبيا أزمة سياسية متصاعدة بين المجلس الرئاسي ومجلس النواب، حيث قرر الأخير سحب صفة القائد الأعلى للجيش من المجلس الرئاسي وإعلان انتهاء ولايته وحكومة الوحدة الوطنية في نهاية مدة اتفاق جنيف الذي تأسست بموجبه هذه المؤسسات.

في الوقت نفسه، تزايدت التوترات بطرابلس صباح الجمعة، حيث جرت تحشيدات عسكرية كبيرة بين مؤيدي محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير ومؤيدي المجلس الرئاسي، الذين كانوا يسعون لتمكين إدارة مصرفية جديدة بالقوة.

خلال هذه الأوقات المضطربة، أصدرت البعثة الأممية بياناً أعربت فيه عن قلقها من التصعيد والتحشيد العسكري، داعية إلى خفض التوتر واللجوء إلى الحوار لحل أزمة المصرف المركزي. وشاركت في البيان أيضاً سفارات الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، مؤكدة دعمها لنداء البعثة الأممية وتأكيدها على أهمية حل الخلافات عبر الحوار.

وبعد ساعات من التصعيد العسكري في طرابلس، أعلن وزير داخلية حكومة الوحدة الوطنية، عماد الطرابلسي، عن اتفاق قادة التشكيلات العسكرية في المدينة على التهدئة وعدم التدخل بأزمة المصرف المركزي. كما أعلن رئيس الحكومة، عبد الحميد الدبيبة، عن تشكيل لجنة عليا للترتيبات الأمنية في طرابلس برئاسة الطرابلسي، وستتولى إخلاء المقار العامة ومباني مؤسسات الدولة من التشكيلات المسلحة وتسليمها إلى قوات الشرطة التابعة للحكومة.

ويعود آخر اجتماع للجنة 5+5 العسكرية، التي تضم خمسة قادة من معسكري غرب وشرق ليبيا، إلى مطلع نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي في تونس، بحضور لجنة العمل الأمنية المنبثقة عن اتفاق برلين عام 2020. وفي مايو/أيار الماضي، أعلن المجلس الرئاسي عن اتفاق رئيسه محمد المنفي مع القائم بأعمال رئيس البعثة الأممية، ستيفاني خوري، على إعادة تفعيل الحوار الأمني الليبي من خلال استئناف اجتماعات لجنة 5+5.

المساهمون