الحزب الديمقراطي يسحب اعتماد مندوبة طالبت بوقف تسليح إسرائيل خلال المؤتمر الوطني

25 اغسطس 2024
من جلسات المؤتمر الوطني الديمقراطي، شيكاغو 19 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- قيادات الحزب الديمقراطي الأميركي تعاقب أعضاء أبدوا تعاطفهم مع غزة وطالبوا بوقف تسليح إسرائيل، مثل نادية أحمد التي رفعت لافتة "أوقفوا تمويل إسرائيل" وتعرضت للاعتداء وإلغاء أوراق اعتمادها.
- نادية أحمد طالبت بإجراء تحقيق في الاعتداء عليها وإلغاء أوراق اعتمادها، معتبرة أن ما حدث تمييز وعنصرية ضدها كونها مسلمة ومحجبة، وهددت باللجوء للسبل القانونية إذا لم تُحل المسألة.
- قياديون في الحزب حذروا المندوبين من الاعتراض علناً على سياسات الحزب تجاه الحرب في غزة، مهددين بحرمانهم من مناصب قيادية مستقبلية، مما أثار انتقادات داخلية.

بدأ مسؤولون في الحزب الديمقراطي الأميركي بمعاقبة مندوبين وأعضاء باللجنة الوطنية الديمقراطية أبدوا تعاطفهم علناً مع غزة وطالبوا بوقف تسليح إسرائيل داخل المؤتمر الوطني للحزب الذي انتهى يوم الخميس الماضي. 

وقالت نادية أحمد، المندوبة الديمقراطية، التي رفعت لافتة "أوقفوا تمويل إسرائيل" خلال كلمة الرئيس الأميركي جو بايدن ضمن المؤتمر، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" إنها فوجئت بإلغاء أوراق اعتمادها من قبل الحزب الديمقراطي في فلوريدا. وكانت نادية أحمد رفعت لافتة كُتب عليها "أوقفوا تمويل إسرائيل" مع مندوبين آخرين، أحدهما يهودي، في اليوم الأول للمؤتمر (الاثنين الماضي) وأظهرت الكاميرات أنه تم الاعتداء عليها وضربها على الرأس.

وتشغل نادية أحمد، عضو الحزب الديمقراطي في فلوريدا، منصب رئيسة مشاركة للمجلس المشترك بين الأديان وعضو اللجنة التنفيذية لكتلة النساء في في الحزب الديمقراطي. وكشفت لـ"العربي الجديد" أنها حررت محضراً بواقعة الاعتداء عليها وطالبت باجراء تحقيق معتبرة أن ما حدث تمييز وعنصرية ضدها خاصة أنها مسلمة وترتدي الحجاب.

كما قدمت نادية أحمد شكوى رسمية إلى رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية، جيمي هاريسون، مطالبة باتخاذ إجراءات فورية بإدانة الهجوم الذي تعرضت له في المؤتمر وتنفيذ تدابير تأديبية ضد الأفراد المتورطين ووضع سياسات وإجراءات لضمان سلامة وإدماج المندوبين المسلمين وغيرهم، كما طالبت بالتحقيق في إلغاء أوراق الاعتماد والممارسات التمييزية للحزب الديمقراطي في فلوريدا. وأوضحت أنها كانت ضحية للاعتداء من خمسة أعضاء من اتحاد العمال الدولي في أميركا الشمالية، معتبرة أن ما فعلوه يعد مخالفاً لقيم الحزب، وقالت "بصفتي امرأة مسلمة يمكن التعرف إليها بوضوح، أشعر أن هذا الهجوم كان بدافع التحيز ويمثل انتهاكاً صارخاً لحقي الدستوري في حرية التعبير والتجمع السلمي".

وأضافت نادية أحمد "بعد هذه الحادثة، واجهت المزيد من التمييز من الحزب الديمقراطي في فلوريدا ورفض تزويدي بأوراق اعتمادي. لقد قضيت مدة تتجاوز اليوم في محاولة استعادة هذه الأوراق. وادعى فيليب جيريز، نيابة عن رئيسة اللجنة نيكي فريد، زوراً أن اللجنة الوطنية الديمقراطية ألغت أوراق اعتمادي. وعندما أبلغتهم بأن اللجنة الوطنية الديمقراطية لم تتخذ أي إجراء من هذا القبيل صرحوا بعد ذلك بأنهم يتمتعون بالسلطة التقديرية لحجب أوراق الاعتماد".

وأكدت المندوبة الديمقراطية أن "هذا السلوك لا يعرض سلامة أعضاء الحزب للخطر فحسب، بل يقوض نزاهته  وشموليته"، مشددة على أنه يجب على الحزب أن يؤكد "من جديد التزامه بخلق بيئة يشعر فيها جميع الأعضاء بالأمان والاحترام والتمكين للتعبير عن آرائهم دون خوف من الانتقام"، وقالت "سأستخدم جميع السبل القانونية المتاحة لمعالجة هذه المسألة إذا لم يتم حلها بشكل عاجل ومرضٍ". 

وكان "العربي الجديد" كشف منذ أيام أن قياديين في الحزب الديمقراطي طالبوا المندوبين بعدم المشاركة في الدعوات التي تطالب بالاعتراض "علناً" على سياسات الديمقراطيين تجاه الحرب في غزة، وأنهم تلقوا تهديدات بحرمانهم من الحصول على مناصب قيادية في المستقبل بحال المشاركة بهذه الدعوات والتحركات.

وأكد المندوب الرسمي داخل الحزب ليانو شارون، وهو يهودي وعضو بحملة "غير ملتزم"، في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد" أن زملاءه يشاركونه التعاطف والتشجيع على ضغطه من أجل وقف الحرب في غزة، ولكن في الوقت ذاته يخافون من إظهار ذلك أو المشاركة في المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي ووقف تمويل إسرائيل بسبب "تهديدات" بحرمانهم من مناصب مستقبلية، وقال: "أكثر من شخص جاء لي وقال شكراً جزيلاً لما تفعله ونحن سعداء لأنك تفعل ذلك، وتم إبلاغي من أكثر من شخص بأنهم تلقوا تهديدات لذا لا يرغبون في خسارة فرصهم المستقبلية، ومن أجل إظهار حالة الوحدة".

وانتقد شارون تصرف الحزب واصفاً إياه بأنه تصرف يليق بالصغار ولا يمثل الديمقراطية، وقال: "ليست هذه الطريقة التي يجب أن نمارس بها ديمقراطيتنا، ويجب على الحزب التوقف عن هذا النوع من السلوك الذي لا يليق، فنحن نفخر بأننا حزب متنوع وعلى المؤسسة الاستماع إلى المشكلات وحلها بدلاً من التهديد".