لماذا يتغيب الرئيس الجزائري عن القمة الأميركية الأفريقية؟

13 ديسمبر 2022
يعد هذا ثالث غياب لتبون عن قمة إقليمية ودولية في أقل من أسبوعين (Getty)
+ الخط -

يتغيب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، اليوم الثلاثاء، عن القمة الأميركية الأفريقية، رغم دعوة كان قد وجهها إليه الرئيس الأميركي جو بايدن للمشاركة فيها، لكن بعض التفسيرات تربط غياب تبون بعدم برمجة لقاءات ثنائية مع الرئيس الأميركي من جهة، وعدم تحمس الجزائر لدور أميركي في منطقة الساحل وأفريقيا لاعتبارات متعددة.

وأوفد الرئيس تبون رئيس الحكومة أيمن بن عبد الرحمن إلى واشنطن للنيابة عنه، حيث وصل إلى واشنطن فجر اليوم للمشاركة في قمة تعد الثانية من نوعها التي تنظمها الولايات المتحدة لمناقشة سبل تعزيز العلاقات الأميركية الأفريقية، وبناء شراكة وثيقة وفعالة وفق رؤية جديدة، في ظل التطورات العالمية والإقليمية الراهنة.

ويعد غياب الرئيس تبون هذا ثالث غياب عن قمة إقليمية ودولية في أقل من أسبوعين، إذ غاب عن القمة الصينية العربية الأخيرة التي عقدت في السادس من الشهر الجاري، وقبلها عن قمة الاتحاد الأفريقي للتصنيع في القارة، والتي عقدت في العاصمة النيجرية نيامي.

وتفيد بعض التفسيرات الدبلوماسية والسياسية لتغيب الرئيس تبون عن القمة بأن عدم تحمس الرئاسة الجزائرية لمشاركة الرئيس تبون شخصيا في القمة مرتبطة بعدم برمجة لقاءات ثنائية مع الرئيس الأميركي جو بايدن، ما يعني عدم الحاجة إلى حضور صوري لا يؤدي المعنى السياسي، وبشكل يجعل من حضور مثل هذه القمم استجابة لحاجيات أميركية بحتة، دون أي فرصة لمناقشة حاجيات وقضايا سياسية ثنائية.

ويطرح في السياق سبب آخر، يتعلق بكون الهدف الرئيس للقمة هو مراجعة الاستراتيجيات الأميركية في أفريقيا، بينما تدفع الجزائر إلى استبعاد الحضور الأميركي والغربي بصورة عامة عن منطقة الساحل وأفريقيا، والذي يترافق عادة بمساعي التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

سباق كبير بين القوى الكبرى

وقال الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية فيصل ازغدارن، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن القمة الأميركية الأفريقية تأتي في ظرف يتسم بوجود سباق كبير بين القوى الكبرى في حشد المشاركين في تكتلات تحفظ للقوى الكبرى هيمنتها وقوتها ونفوذها، وربما قد تكون منهجية الولايات المتحدة الأميركية في عقد هذه القمة، القائمة على الاستدعاء، لا تروق لبعض الدول، بينها الجزائر، وإلى عدم برمجة لقاء ثنائي بين الرئيسين الجزائري والأميركي، سواء لاعتبارات سياسية تخص موقف واشنطن من السياسات الجزائرية الداعمة لموسكو، أو بسبب التزامات الرئيس بايدن. 

وأضاف ازغدارن: "أعتقد أن ثمة مشاكل مع الإدارة الديمقراطية، لأن بايدن عندما أتى إلى البيت الأبيض لم يصلح ما اقترفه دونالد ترامب، وأبقى على الغموض الاستراتيجي حيال بعض القضايا التي تهم الجزائر، بينها قضية الصحراء ومارس ضغوطا على الجزائر على غرار دول منتجة ومصدرة للنفط لزيادة الإنتاج بغرض تعويض النفط الروسي".

وأشار إلى أن الإدارة الأميركية تنظر بعين الريبة إلى علاقات الجزائر مع موسكو، رغم حديث سابق للرئيس تبون عن حرص الجزائر على علاقات متوازنة مع كل من موسكو واشنطن.

وأوضح الباحث الجزائري أن "هناك حالة استقطاب، خاصة بسبب إفرازات الحرب الأوكرانية والموقف الجزائري منها، ولا ننسى التخوف الغربي وامتعاضه من الشراكة الجزائرية الروسية، خاصة في المجال العسكري، حتى أن بعض الأوساط السياسية الغربية ترى هذه الشراكة من زاوية أنها توغل روسي في البحر المتوسط أكثر فأكثر".