بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي تقليص قواته الموجودة في قطاع غزة وتسريح ألوية بأكملها وإبعادها عن المشاركة في الحرب البرية المستمرة.
ويأتي ذلك عقب تكبّد جيش الاحتلال خسائر فادحة منذ بداية الحرب البرية بمقتل 172 جندياً على الأقل خلال المعارك في قطاع غزة عدا عن الإصابات الكثيرة، في حين أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الخطوة جاءت في إطار إعادة الجيش تنظيم صفوفه وتأهيل ضباط جدد، خاصة أنه فقد عدداً كبيراً منهم.
وقال مسؤولي إسرائيلي لوكالة "رويترز"، إن الجيش يتجه صوب المرحلة الثالثة من الحرب، مشيراً إلى أنها ستستغرق ستة أشهر على الأقل وستتضمن "عمليات تطهير مكثفة" ضد المقاومة. كما لفت المسؤول إلى أن بعض القوات المنسحبة ستستعد لجبهة ثانية محتملة في لبنان.
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، مساء الأحد، أن سحب ألوية كاملة من قطاع غزة يأتي كجزء من استعدادات الجيش لمواصلة القتال خلال العام الجديد 2024.
ويقدّر جيش الاحتلال أنه على الرغم من انخفاض إطلاق الصواريخ من قطاع غزة فإن حركة حماس لا تزال تمتلك الكثير منها.
وينوي جيش الاحتلال في الفترة القريبة المقبلة إعادة جزء من الجنود النظاميين للتدريبات التي سبقت 7 أكتوبر/تشرين الأول، فيما سرّح حتى الآن الفرقة 252 في قوات الاحتياط التابعة للقيادة الجنوبية.
وأفادت الصحيفة ذاتها بأن جيش الاحتلال يعتزم في الفترة القريبة المقبلة تسريح لواء المدرعات في الاحتياط 14 ولواء الكوماندوز في الاحتياط 551 بالإضافة إلى لواء تابع لمدرسة المدرعات، كما يعتزم مواصلة إخراج القوات من القطاع وفقاً للتقدم في القتال، في حين قد يتم استدعاء جزء من قوات الاحتياط مجدداً في وقت لاحق حسب الحاجة.
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن تقليص القوات الخاصة في صفوف الاحتياط وإدارة الموارد البشرية في الجيش يأتي في إطار إدراك الاحتلال أن الحرب في قطاع غزة ستستمر لعدة أشهر أخرى، وعليه يريد إجراء تدريبات في صفوف الضباط والجنود النظاميين من خلال دورات للقيادة ودورات للضباط واستكمالات للقوات الخاصة.
بدوره، استعرض موقع "والاه" العبري الأسباب التي تقف وراء قرار رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هليفي إخراج أربعة ألوية من قطاع غزة.
وبحسب الموقع، فإن القرار ناجم عن انخفاض نطاق المعارك، زاعماً أنه تم تفكيك العديد من كتائب حماس وقتل أكثر من 8 آلاف مقاوم، و"تطهير" العديد من المناطق داخل قطاع غزة بما في ذلك بنى تحتيّة للمقاومة، من بينها أنفاق وبيوت ومستودعات أسلحة ومواقع إطلاق صواريخ وغيرها.
وعلى الرغم من هذه المزاعم، أكدت المقاومة مراراً أنها "بخير" ومستمرة في التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في مختلف مناطق القطاع، كما تشير التقارير إلى مواصلتها قتل وإصابة المزيد من الجنود الإسرائيليين، هذا عدا عن إطلاقها رشقة صاروخية عند منتصف الليلة الماضية مع دخول العام الجديد 2024.
ومن أهداف سحب بعض الألوية أيضاً تقليص عددها في القطاع لكي لا تكون هدفاً للمقاومة، ما قد يؤدي إلى خسائر أكبر في صفوف جيش الاحتلال على غرار ما حدث طوال الفترة الماضية.
وأشار موقع "والاه" إلى أن وزير الأمن يوآف غالانت صدّق على تقليص القوات في مناطق معيّنة بناء على توصيات الجيش، لكنه قرر بقاء مدينة خانيونس تحت ضغط القتال المكثّف حتى الانتهاء من تدمير كافة مواقع المقاومة والعثور على المحتجزين الإسرائيليين والقضاء على كبار المسؤولين في حماس، على حد تعبيره.
وأضاف الموقع العبري أن جيش الاحتلال الإسرائيلي معني بالانتقال إلى المرحلة الثالثة من الحرب والتي ستركّز على عمليات موضعية تشمل قصفاً من الجو ومداهمات وعمليات محددّة على الأرض لمواقع تعتقد إسرائيل أنها تابعة للمقاومة.
وتتركز المعارك في هذه الفترة بالنسبة لشمال القطاع في حيي الدرج والتفاح الواقعين شمال شرق مدينة غزة وفي مخيمات اللاجئين، وسط القطاع، وخاصة البريج، هذا إلى جانب العمليات العسكرية التي يقوم بها جيش الاحتلال في جنوب القطاع.