لبنان: ميقاتي يقرر عدم خوض الانتخابات وبري يكشف قائمة مرشحيه

14 مارس 2022
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي (حسين بيضون)
+ الخط -

قبل ساعاتٍ من إقفال باب الترشح للانتخابات النيابية منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، تكثف الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية تحركاتها من خلال إعلان أسماء مرشحيها وبرامجها الانتخابية. 

وحسمت بعض القوى السياسية قرارها بشأن خوض الاستحقاق الانتخابي من عدمه، كما هو الحال بالنسبة لرئيس الوزراء نجيب ميقاتي، الذي قرر عدم الترشح. 

ووجه ميقاتي، اليوم الاثنين، رسالة من دائرته في طرابلس، شمالي لبنان، إلى اللبنانيين، أعلن فيها عزوفه عن الترشح للانتخابات النيابية، لأسباب منها إيمانه بـ"حتمية التغيير وضرورة إفساح المجال أمام الجيل الجديد ليقول كلمته ويحدد خياراته عبر الاستحقاق النيابي المقبل". 

وأعرب ميقاتي عن قناعته بأن "يكون المسؤول مجرداً من أي مصلحة، لا سيما في هذا الاستحقاق الديمقراطي الذي نحن مقبلون عليه"، لافتاً إلى أن حكومته التي ترأسها عام 2005 قدمت نموذجاً في الفصل بين إدارة الانتخابات وعدم الترشح.

وقال ميقاتي "قبل ساعات من موعد إقفال باب الترشح، فإنني أجدد دعوتي لجميع الراغبين بخوض هذا الاستحقاق إلى التقدّم بترشيحاتهم، ولتكن المنافسة الفعلية في هذا الإطار على ما يلبي طموحات اللبنانيين في التغيير الحقيقي، والبرامج الإنقاذية، وليس على نبش الأحقاد وتأجيج الخلافات والانقسامات والعودة إلى الاصطفافات السياسية التي لا طائل منها".

بري يتحدث عن محاولات لتغيير "وجه لبنان وهويته"

كذلك أطل رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، اليوم الاثنين في مؤتمر صحافي من عين التينة في بيروت، ليؤكد أن الانتخابات ستجرى في موعدها في 15 مايو/أيار المقبل "بعد سقوط كل أبواب التعديل والتأجيل والتسويف"، راسماً عناوين "حركة أمل" السياسية الأحد عشر.

 وشدد بري على أن "هذا الاستحقاق هو الأول الذي يُلمس فيه هذا الكم الهائل من الاهتمام الدولي والإقليمي غير المسبوق"، معرجاً على التمويل الخارجي ومحاولات تغيير وجه لبنان وهويته، ومشاريع الفتن المذهبية والطائفية وحملات التشويه والافتراءات.

وأعلن بري أسماء مرشحيه، التي تضمنت اسمي المدّعى عليهما بانفجار مرفأ بيروت؛ النائبين علي حسن خليل الصادرة بحقه مذكرة توقيف غيابية، وغازي زعيتر، اللذين يعرقلان مسار العدالة بدعاوى الردّ. 

كما كان بارزاً اختيار رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لبنك الموارد مروان خير الدين على لائحة "أمل" التي تخوض الانتخابات بالتحالف مع "حزب الله" بشكل أساسي، وهذه الشخصية المصرفية جرت مهاجمتها باعتبارها مع "منظومة المصارف" مسؤولة عن سرقة ودائع اللبنانيين، وقد توقف المناصرون عند هذه التسمية التي استفزتهم قبل أن "يتلاشى الخبر" سريعاً. ويُتهم خير الدين أيضاً بالوقوف وراء الاعتداء على الصحافي الاقتصادي محمد زبيب عبر مرافقيه.

وفي ما يخص لائحة مرشحي "التنمية والتحرير"، فإنها لم تتضمن الكثير من الأسماء الجديدة،  فقد ترشح عن دائرة الجنوب الثانية صور الزهراني عناية عز الدين، وعلي خريس وعلي عسيران، وميشال موسى ونبيه بري، وعن دائرة الجنوب الثالثة (بنت جبيل - النبطية - مرجعيون وحاصبيا) أيوب حميد، أشرف بيضون، ناصر جابر، هاني قبيسي، علي حسن خليل، ومروان خير الدين وقاسم هاشم.

وعن البقاع الثانية (راشيا – البقاع الغربي)، ترشح قبلان قبلان، وعن بيروت الثانية محمد خواجة، وعن دائرة صيدا جزين إبراهيم عازار، وعن جبل لبنان الثالثة (بعبدا) فادي علامة، وعن البقاع الثالثة غازي زعيتر.

ومن أبرز العناوين السياسية التي اختارتها "التنمية والتحرير" العمل على إنجاز القوانين التي تكفل وبسرعة الانتقال من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المنتج، والتوافق على تحديد الخسائر وتوزيعها على الدولة والمصارف وعدم المسّ بحقوق المودعين، والتأكيد، في ما يخص موضوع ترسيم الحدود البحرية والبرية وحفظ ثروات لبنان من مياه ونفط وغاز، على عدم التفريط أو التنازل أو المقايضة أو المساومة بأي كوب ماء أو متر مكعب من الثروات.

بدوره، أطلق رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، اليوم، الحملة الانتخابية في إطار ما أسماه "معركة الوجود، فإما نحافظ على ما تبقى من لبنان ونسترد أو نشهد زواله، وإما نحافظ على ما تبقى من الحرية ونعيد سوياً وطن الحريات، أو نعود جميعاً إلى السجن الكبير، وإما نحافظ على ما تبقى من السيادة أو نتحول رسمياً إلى مقاطعة من جمهورية لا تشبه حضارتنا ولا تاريخنا ولا قيمنا بشيء".

وعلى خطى "حزب الله" وشعاره الانتخابي "باقون نحمي ونبني"، اختار رئيس "التيار الوطني الحر" وصهر الرئيس ميشال عون النائب جبران باسيل شعار "كنا ورح نبقى" لخوض الانتخابات النيابية، مع إعلانه أن حرب تحرير اقتصاد لبنان وودائع اللبنانيين تتناغم مع حرب التحرير السياسية لـ"حزب الله".

وأعلن باسيل، أمس الأحد، أسماء مرشحي التيار وعددهم 19 مرشحاً، مؤكداً التحالف مع "حزب الله" في الانتخابات النيابية، موجهاً جملة مواقف حادة بوجه عدد من الخصوم السياسيين، على رأسهم "القوات اللبنانية"، معرجاً على محاولات اغتياله سياسياً.

ميقاتي يستقبل أمين عام جامعة الدول العربية

على صعيد آخر، استقبل رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، اليوم الاثنين، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في السراي الحكومي. 

وأكد أبو الغيط أن النقاش كان مفيداً، مشيراً إلى أنه تناول مع ميقاتي الوضع في لبنان والانتخابات المقبلة، إضافة إلى الوضع الدولي وتأثيراته على الأوضاع في الشرق الأوسط وشرق المتوسط، وعلى لبنان والدول العربية. 

وعقد أبو الغيط أيضاً لقاء مع رئيس البرلمان نبيه بري في عين التينة في بيروت، ولفت إلى أنه لمس منه "تصميماً أكيداً على عقد الانتخابات النيابية في موعدها". وشدد أبو الغيط على أن المطلوب بعد الاستحقاقات، سواء النيابية أو رئاسة الجمهورية أو تشكيل حكومة جديدة للبنان، هو اتفاق مع صندوق النقد الدولي. 

وما تزال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي تسير ببطء شديد مع عدم التماس الأخير أي بوادر جدية لدى المسؤولين اللبنانيين لإجراء الإصلاحات المطلوبة، مع العلم أن لبنان يحتاج إلى الدعم المالي من أجل وقف الإنهيار المعيشي والاقتصادي غير المسبوق في تاريخ البلاد.

المساهمون