شهد لبنان، اليوم السبت، في ذكرى مرور عام على انتفاضة 17 أكتوبر/تشرين الأول، تجمّعات ومسيرات في مختلف المناطق للتأكيد على أنّ المواجهة مع قوى السلطة مستمرّة حتى إسقاطها وتغيير المنظومة السياسية، التي تحوّلت من سلطة فاسدة إلى طبقة قاتلة بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب الماضي.
إنطلاق أربعة باصات لهيئة تجمع ثوار ١٧ تشرين طرابلس الفيحاء من ساحة النور عروسة الثورة الى ساحة الشهدء لاحياء الذكرى السنوية للثورة .#لبنان_ينتفض pic.twitter.com/Wes7A3i5CS
— الثورة News (@thawranewslb) October 17, 2020
واجتمع الناشطون صباحاً في النقاط والمراكز التي حُدِّدت من قبل مجموعات مدنية، في الجنوب والشمال والبقاع وجبل لبنان، للانطلاق منها إلى العاصمة بيروت، حيث نُظِّمت نشاطات في ساحة الشهداء، تم خلالها تكريم الشهداء والجرحى والمحامين والإعلاميين، في مبادرة أحدثت انقساماً بين الناشطين، منهم من اعتبر أن الخطوة مهمة لإعطاء هؤلاء حقّهم والإضاءة على تضحياتهم، في حين شدد آخرون على أنها بمثابة دعسة ناقصة، تضرّ بأهداف الانتفاضة القائمة على المواجهة، وتقلّل من ضخامة الكارثة التي يمرّ بها لبنان والانهيار الخطير الحاصل، ما يتطلّب صرخة مدوّية لا مهرجانات وتكريمات وأنشطة ثانوية.
وأعلنت بعض المجموعات، التي أسفت لمشهد الانقسام والتشرذم الحاصل حول شكل التحرّك اليوم وبعض مضامينه، انكفاءها عن العمل، وخروجها من الشارع حتى عودة الانتفاضة لأن تكون جامعة شعبية محقة ثائرة على الظلم.
من ساحة الشهداء اثناء حفل التكريم لشهداء الثورة والاعلاميين.#لبنان_ينتفض #المواجهة_مستمرة pic.twitter.com/SKJFSgjubK
— الثورة News (@thawranewslb) October 17, 2020
مقرف جداً منظر الانقسام الحاصل في ساحة الشهداء،
— الثورة اللبنانية🇱🇧 (@thawralebanon) October 17, 2020
مقرف جداً هذا التشرذم في صفوف الثوار،
ما هذا ما نادى الشعب به ليلة ١٧ تشرين. لم نثور لهذا المنظر ولن نثور.
لهذا، كمجموعة صغيرة شاركت في كل فاعليات ثورة تشرين، فإننا نعلن انكفاءنا عن العمل في اَي ساحة في هكذا جو مقسوم مشرذم.
وتشمل التحركات، اليوم، اعتصاماً أمام مصرف لبنان، الذي كان له الحصّة الأكبر من تحرّكات المنتفضين خلال فترة العام، والذين يطالبون باستعادة أموالهم المحجوزة في المصارف، ورفضاً لسياسات البنك المركزي التي أوصلت البلاد إلى الوضع الراهن، تراكمياً، وصولاً إلى تدهور العملة الوطنية بأكثر من 80٪ من قيمتها، في ظل فوضى سعر صرف الدولار وارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية بشكل غير مسبوق، من دون أن تتحرك وزارة الاقتصاد وأي من المعنيين في تفعيل الرقابة والمحاسبة، باستثناء بعض الاستعراضات الإعلامية للقول بأنهم يعملون، علماً أن أي خطوة قامت بها الجهات المختصة لم تؤدِّ إلى وضع حدٍّ للتفلّت الحاصل والتهريب العلني.
كذلك، نظمت مسيرات سيارة رفعت فيها الأعلام اللبنانية، وأطلق المشاركون فيها شعارات الانتفاضة وإسقاط المنظومة السياسية، وسط دعوات لرحيلها بدءًا من رأس الهرم.
إضافة إلى ذلك، أضيئت الشموع في مناطق عدّة من أجل ضحايا انفجار مرفأ بيروت، وعلى نية لبنان أن يخرج من أزمته، على أن تتوجه كل المجموعات لتلتقي أمام مرفأ بيروت حيث ستُضاء شعلة كبيرة نُصبت في المكان حملت تسمية "17 تشرين"، وذلك في تمام الساعة 6 وسبع دقائق، أي في توقيت حدوث الانفجار.
على المستوى السياسي، غرّد رئيس الجمهورية ميشال عون على حسابه على "تويتر" قائلاً: "بعد مرور عام على انطلاقة التحركات الشعبية، يدي ما زالت ممدودة للعمل سوياً حتى تحقيق المطالب الإصلاحية، إذ لا إصلاح ممكناً خارج المؤسسات، والوقت لم يفت بعد".
لماً الشعب طلع تظاهر ببعبدا: هيدي هي "اليد الممدودة" يلي استقبلتو فيها.
— lucien bourjeily (@lucienbourjeily) October 17, 2020
انت ع رأس هالنظام الفاسد يلي عم نثور ضده. انت قبلت انو برلمان ممدد لنفسه يعينك رئيس. انت جددت لرياض سلامة بال ٢٠١٧. انت كنت عارف بوجود الامونيوم بالمرفأ وبعدك لليوم عم تغطي ع بدري ضاهر.
اول اصلاح هو إستقالتك pic.twitter.com/hON9ZVo5Ig
دولياً، غرّد وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو كاتباً "قبل عام، اتخّذ الشعب اللبناني من الشارع ساحة لمطالبه بحكم أفضل وإنهاء حالة الفساد المستشري الذي خنق إمكانات لبنان الهائلة. تبقى رسالة اللبنانيين واضحة ولا يمكن إنكارها والعمل كالمعتاد غير مقبول".
One year ago today, the Lebanese people began taking to the streets demanding reforms, better governance, and an end to the endemic corruption that has stifled Lebanon's tremendous potential. Their message remains clear and undeniable—business as usual is unacceptable.
— Secretary Pompeo (@SecPompeo) October 17, 2020
بدوره، قال السفير البريطاني لدى لبنان كريس رامبلينغ "مضى عام على خروج اللبنانيين إلى الشارع، مطالبين بمستقبل أفضل واقتصاد مزدهر وحكم القانون، من خلال التظاهر السلمي. ساد وقتها الأمل والكثير من الطاقة. ووقف اللبنانيون من جميع الأعمار والطوائف والأديان والخلفيات معًا".
مضى عام على خروج اللبنانيين إلى الشارع، مطالبين بمستقبل أفضل واقتصاد مزدهر وحكم القانون، من خلال التظاهر السلمي. ساد وقتها الأمل والكثير من الطاقة. ووقف اللبنانيون من جميع الأعمار والطوائف والأديان والخلفيات معًا .#١٦_تشرين ١/٧
— Chris Rampling (@crampling) October 17, 2020
وأضاف أن "بالنسبة لمعظم الناس، تحوّل الأمل يأساً. كان العام الماضي تحدياً غير مسبوق، مع التضخم والفقر والبطالة وفيروس كورونا، ومأساة 4 أغسطس التي لا توصف. لم نشهد تقدماً جدياً في المساءلة والشفافية. المستقبل غير واضح: كثيرون قلقون للغاية". وأكد أن "على لبنان أن يجد طريقه للعودة إلى الاستقرار والازدهار. الكل يعرف ما يجب أن يحدث، والمجتمع الدولي يبقى متحداً حول وجوب أن يحقق القادة إنجازات حيث فشلوا حتى الآن. إن الإصلاحات العاجلة وحكومة جديدة فعّالة، مع وضع المصلحة الشخصية والمجتمعية جانباً، أصبحت أكثر أهمية الآن".
ورأى السفير البريطاني أن "هناك سبباً للأمل. هناك الآن نقاش مفتوح حول حجم التغييرات الضرورية، والقضايا التي لطالما كانت من المحرمات. هناك أشخاص طيبون في أجزاء من الإدارة، وهم بحاجة إلى الدعم".
وأردف أن "أغلبية الشعب اللبناني تدفعه القيم الحميدة. فليس من دون معنى أن يسود الطابع السلمي الحراك، وأن يتم دفع الأفراد بدرّاجاتهم خارج الحشود. فقد تشهد، وحتى أنها شهدت، بلدان أخرى كمّاً أكبر من العنف".