كل هذا النفاق حول غزة

04 مارس 2024
تخطى عدد الشهداء في غزة الـ30 ألفا (أحمد حسب الله/Getty)
+ الخط -

يقف المرء عاجزاً عن الكلام وهو يسمع ويرى مواقف غربية، وعربية أيضاً، تبرر القتل والإبادة الجماعية في غزة، ثم تدعي الإنسانية. يضحكون على الناس، يحسبونه زمن الحروب الماضية عندما كانت الجرائم تتم تحت جنح ظلام البروباغاندا الخادعة، بينما يرى العالم ويسمع كل شيء على المباشر، حتى إنه يكاد يشتم رائحة القتلى على الطرقات.

تتكرم الولايات المتحدة وتعلن، السبت الماضي عن تنفيذ أول عملية إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية للسكان المدنيين في قطاع غزة.

هؤلاء لا يتورعون عن شيء، يلقون القنابل باليمين، والطعام بالشمال. حتى الجيش الإسرائيلي، نعم، تعهد يوم السبت بإجراء تحقيق شامل ودقيق في مقتل فلسطينيين كانوا يصطفون للحصول على مساعدات في غزة يوم الخميس في واقعة أثارت تنديداً ودعوات لإجراء تحقيق دولي، هكذا، بكل صفاقة.

وماذا عن عشرات آلاف الشهداء قبلهم، ذهبوا بلا تحقيق؟

وعلى أسلوب النفاق نفسه، قال منسّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إنّ إطلاق جنود الاحتلال النار، يوم الخميس الماضي، على المدنيين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى المواد الغذائية في غزة، أمر غير مبرر.

وطالب بوريل، في بيان صحافي، السبت، بإجراء تحقيق دولي محايد في هذا الحدث المأساوي، وأكد أن هذا الحادث الخطير للغاية يكشف أن القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية تساهم في خلق الجوع والمرض، وتساهم أيضاً في خلق مستوى من اليأس.

نفهم بوريل، وهو في كل الحالات أفضل من نظرائه في الاتحاد الأوروبي، الذي شرّع قتل الأبرياء وتهافت مسؤولوه في الأيام الأولى للحرب على إسرائيل، يبيحون المجزرة ويدعمون الكيان الغاصب بالمال والعتاد، واليوم يتباكون على حادثة قتل، كأنها الأولى وكأن ما مضى لم يكن.

بوريل، كان كشف هذا النفاق الأوروبي وهاجم منذ أيام بوضوح رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، قائلاً إنها "تنحاز تماماً إلى إسرائيل".

وأشار بوريل في حوار مع صحيفة " إلبايس" الإسبانية، إلى أن فون دير لاين تتبنى "مواقف منحازة تماماً إلى إسرائيل". وشدّد على أن رئيسة المفوضية الأوروبية بزيارتها إلى إسرائيل أواخر العام الفائت "لا تمثل إلا نفسها من حيث السياسة الدولية، وخلفت تكلفة جيوسياسية باهظة لأوروبا".

ولكن لماذا نلوم الآخرين، ونحن، عرب ومسلمون، فينا من ينتظر بفارغ الصبر سقوط المقاومة، نحاصرهم، نتفرج عليهم في بيوتنا وهم يقتلون، ثم كالأميركيين، نسقط عليهم بعض الطعام، لعل الضمير يسكت، أو لعل الشعوب تبتلع الطعم.

المساهمون