كلجدار أوغلو يحاول استمالة شباب تركيا قبل مواجهة أردوغان في جولة الإعادة

17 مايو 2023
منظر عام للمقر الرئيسي لحزب الشعب الجمهوري (Getty)
+ الخط -

ناشد كمال كلجدار أوغلو، منافس رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية، الناخبين الشباب، اليوم الثلاثاء، مساندته في جولة الإعادة يوم 28 مايو/ أيار، في إطار سعيه للحيلولة دون تمديد حكم الرئيس للدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) لعقد ثالث.

وحصل أوغلو، مرشح تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب، على 45 في المائة من الأصوات، في اقتراع يوم الأحد، بينما حصل أردوغان على 49.5 في المائة، وهو أقل بقليل من الأغلبية اللازمة لتجنب خوض جولة إعادة. ويُنظر إلى التصويت على أنه استفتاء على حكم أردوغان.

وتراجعت الأصول التركية لليوم الثاني، خصوصاً السندات الحكومية وسندات الشركات وأسهم البنوك، إذ يتوقع المستثمرون فوز أردوغان (69 عاماً) بفترة ولاية أخرى مدتها خمس سنوات، ومواصلة سياساته الاقتصادية غير التقليدية.

لكن كلجدار أوغلو (74 عاماً) سعى لإبراز الجانب الإيجابي في النتيجة.

وكتب في سلسلة تغريدات موجهة إلى من وصفهم بالشباب الأعزاء يقول، إن هناك "رسالة تغيير ظهرت من صناديق الاقتراع. الذين يريدون التغيير في هذا البلد هم الآن أكثر من الذين لا يريدون ذلك"، في إشارة إلى عدم تمكن أردوغان من الحصول على نسبة 50 بالمئة.

الشباب في تركيا.. لمن أصواتهم؟

لكن كثيراً من مؤيديه، ومن بينهم عاصم الذي أدلى بصوته لأول مرة، سادهم شعور بالتشاؤم إزاء فرص أوغلو في جولة الإعادة.

وقال عاصم، وهو طالب يبلغ من العمر 22 عاماً: "تراجع الأمل لدي الآن".

ومضى يقول: "أعتقد أنه يوجد مأزق هنا. من ناحية، هناك ناخبون قوميون (أتراك)، وعلى الجانب الآخر هناك ناخبون أكراد"، في إشارة إلى التحالف الواسع الذي يدعم أوغلو، وهو موظف حكومي سابق هادئ الطباع.

وأضاف: "لا يستطيع إلا سياسي بارع انتزاع النصر في هذا الوضع، وهذا الشخص ليس كلجدار أوغلو، من وجهة نظري".

وفي الانتخابات البرلمانية التي أجريت في الوقت نفسه، فاز تحالف الشعب الذي يضم حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان، وأحزاباً قومية وإسلامية، بما يصل إلى 322 من أصل 600 مقعد في البرلمان الجديد. وحقق الرئيس بذلك أغلبية ستمكنه من القول إن التصويت له سيضمن الاستقرار.

وأظهر بيان لعدد الأصوات حصول حزب العدالة والتنمية على المركز الأول حتى في 10 من 11 مقاطعة ضربتها الزلازل المدمرة، في فبراير/ شباط، في جنوب شرق تركيا، وأودت بحياة أكثر من 50 ألف شخص وتشريد الملايين.

وقال محللون إن هذه النتيجة أظهرت أن وعد أردوغان بإعادة بناء المدن المدمرة قد طمأن الناخبين في المناطق التي كانت في الغالب معاقل لحزب العدالة والتنمية.

"النفق المظلم"

ويستميل كلجدار أوغلو (74 عاماً) الناخبين الشباب بالإشارة إلى أزمة غلاء المعيشة، التي تفاقمت في تركيا نتيجة إصرار أردوغان على خفض أسعار الفائدة، ما سبّب انخفاضاً حاداً في قيمة الليرة وارتفاع التضخم.

وخاطبهم قائلاً: "ليس لديكم ما يكفي من المال لأي شيء. سلبت منكم بهجة الحياة. لن تستعيدوا شبابكم مرة أخرى. أمامنا 12 يوماً للخروج من هذا النفق المظلم".

وقال الناخبون الشباب إنهم يريدون تعليماً أفضل، ووضع حد لمحاباة الأقارب وتحسين حقوق الإنسان. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة كوندا للأبحاث العام الماضي أن حوالى ثلاثة أرباع الناخبين الذين يدلون بأصواتهم لأول مرة، في مقابل 59 في المائة بين عموم السكان، يعتقدون أن فوز أردوغان في هذه الانتخابات الرئاسية سيكون سيئاً لتركيا.

وتجري متابعة التصويت من كثب في واشنطن وأوروبا وفي أنحاء المنطقة حيث يرسخ أردوغان قوة بلاده. كذلك عزز العلاقات مع روسيا، ما سبّب توتراً في تحالف أنقرة التقليدي مع الولايات المتحدة.

وحل المرشح القومي سنان أوغان ثالثاً في الانتخابات الرئاسية، بحصوله على 5.2 في المائة من الأصوات. وسيكون اختيار أنصاره في يوم 28 من هذا الشهر محط تركيز كبير الآن.

وقال أوغان في مقابلة أجرتها معه "رويترز" أمس الاثنين، إنه لا يمكن أن يدعم كلجدار أوغلو في جولة الإعادة إلا إذا وافق على عدم تقديم تنازلات لحزب مؤيد للأكراد، وهو ما قد يصب في مصلحة أردوغان.

وأظهرت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات أن أردوغان يتخلف عن كلجدار أوغلو. لكن النتائج أظهرت أن أردوغان وحزبه نجحا في حشد الناخبين المحافظين، على الرغم من الأزمة الاقتصادية.

ويريد أوغلو وتحالفه استعادة النظام البرلماني للحكومة وإلغاء النظام الرئاسي القوي الذي أدخله أردوغان.

وحل حزب العدالة والتنمية في المركز الأول في الانتخابات البرلمانية مع فوز 267 نائباً بمقاعد في المجلس، يليه حزب الشعب الجمهوري العلماني بزعامة كلجدار أوغلو، بحصوله على 169 مقعداً، فيما فاز الحزب الموالي للأكراد بواحد وستين مقعداً.

(رويترز)

المساهمون