كبير المفاوضين الإيرانيين "متفائل" بالوصول إلى اتفاق في فيينا

12 ديسمبر 2021
كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين علي باقري كني (جو كلامار/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

أكد كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني أن أجواء مباحثات فيينا "جدية للغاية"، وقال "إنني متفائل بالتوصل إلى اتفاق، لكننا لن نكون بسطاء في التفكير بسبب السجل السيئ للطرف الآخر". 

وأضاف باقري كني، في مقابلة مع وكالة أنباء التلفزيون الإيراني، أن "المباحثات تدور حول قضايا (متبقية) من الجولات الست السابقة والمواضيع التي طرحت خلال الجولة الحالية"، مشيراً إلى أن "هناك توافقات جزئية (سابقة) في المواضيع، لكن في معظمها لا تكفي لاتفاقيات شاملة وكاملة". 

وأوضح أنه "على سبيل المثال بشأن الخطوات النووية، تم الاتفاق على جزء منها خلال الجولات الست السابقة، لكن هناك مواضيع مرتبطة بها لم يحصل بعد اتفاق عليها، والتفاوض مستمر حولها". 

وفي إشارة إلى مسودتين طرحهما أخيراً على أطراف التفاوض في فيينا، قال كبير المفاوضين الإيرانيين إن "هناك مواضيع أخرى طرحت بسبب مواقف الحكومة الجديدة، وإن لم يتم حلها، فإنها ستضاف إلى المواضيع الخلافية حول رفع العقوبات والخطوات النووية"، التي رُحّلت من الجولة السادسة التي انتهت في 20 يونيو/حزيران. 

وعزا باقري كني توقّف المفاوضات عدة أيام وعودة الوفود إلى عواصمها، قبل أن تعود إلى فيينا الخميس الماضي، إلى أن "بعض الدول رفضت أن تطرح إيران رؤية جديدة، لكنها بعد أسبوع قبلت بالرؤية الإيرانية المنطقية، وأجرينا حول ذلك، خلال الأيام الماضية، مباحثات على مستوى الخبراء مع 1+4". 

وفي معرض ردّه على إمكانية التوصل إلى اتفاق، قال باقري كني إن "التفاوض والاتفاق لهما طرفان، ويجب أن تتوفر الظروف اللازمة للطرفين حتى تتقدم المفاوضات وتصل إلى نتيجة واتفاق. وفي ما يتعلق بالطرف الإيراني، فإن وفدنا للمفاوضات حضرها بجدية وقوة، حاملاً رؤية كاملة حول مختلف الموضوعات بشكل مرتب حسب الأولويات، وقدمنا بعضها، وخلال الأيام المقبلة، سيقدم الجزء الآخر وفق ما تستدعيه المفاوضات". 

ونفى باقري كني أن يكون الوفد الإيراني قد سحب مسودتي مقترحات إيران التي قدمها قبل أكثر من أسبوع، بشأن رفع العقوبات والمسائل النووية "من تحدث عن تراجع إيران، فعلى ماذا بنى تصريحه هذا؟ نحن قدمنا خلال الأسبوع الماضي مواقفنا بشأن مسودة الجولة السادسة، وهذا يعني أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتفاوض مع الطرف الآخر بناء على أولوياتها ومواقفها، وبعدما عدنا إلى فيينا الخميس الماضي، يجرى التفاوض في الاجتماعات المستمرة بشأن الوثائق التي يتبادلها الطرفان". 

 

وفي تصريحات أخرى، مساء اليوم الأحد، للتلفزيون الإيراني، انتقد كبير المفاوضين الإيرانيين تصريحات وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، قائلا إن "تصريحات بعض اللاعبين المشاركين في المفاوضات تدل على ممارسة سلوك متناقض".  

وفي السياق، قال إن "هؤلاء اللاعبين من جهة يزعمون أنهم يسعون إلى إحياء الاتفاق النووي، ومن جهة أخرى، يتعاونون مع لاعب يعيش على التوتر والتصرفات التخريبية". 

واتهم باقري كني بريطانيا بأنها تنصاع إلى "هوية غير مشروعة"، في إشارة إلى إسرائيل، مضيفا أنها "تصف مسار المفاوضات بأنه غير بنّاء وتهدف إلى التأثير سلبا على المفاوضات". 

وأوضح المسؤول الإيراني أن أطراف المفاوضات في فيينا "تبذل جهودا لتحديد وحصر القضايا للتفاوض بشأنها"، لافتا إلى أن "انطباعي أن المفاوضات تسير إلى الأمام وعلى الرغم من الخلافات في وجهات النظر، لكن نستشعر أن هناك إرادة تحديد المواضيع وإجراء مفاوضات جادة ومثمرة". 

وعما اذا كانت المفاوضات تجرى ببطء، قال كبير المفاوضين الإيرانيين: "من الطبيعي أن تسير ببطء، لأن هناك خلافات بين الطرفين، فأحيانا تسير ببطء وأحيانا بسرعة. المهم أن هناك إرادة لدى الطرفين للمضي قدما إلى الأمام". 

وكانت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس قد حذرت في ختام اجتماع لمجموعة السبع في ليفربول، الأحد، من أن المفاوضات التي استؤنفت لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني هي "الفرصة الأخيرة أمام إيران" لاعتماد موقف "جدي". 

وقالت الوزيرة البريطانية، التي تتولى بلادها حالياً رئاسة مجموعة السبع: "إنها الفرصة الأخيرة أمام إيران للمجيء إلى طاولة المفاوضات مع حل جدي لهذه المشكلة". 

تقليل من أهمية التهديدات  

وعلى صعيد مرتبط، قلل الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأحد، من أهمية التهديدات باللجوء إلى الخيار العسكري التي تصاعدت مؤخراً، لوقف برنامج إيران النووي.  

وقال قائد القوات الجوية في الحرس الثوري الإيراني الجنرال أمير علي حاجي زادة، في تصريحات أوردتها وكالة "سباه نيوز" التابعة للحرس، إن "الغربيين توصلوا إلى قناعة بأنه لن يكون بمقدورهم فعل أي شيء ضد إيران في المجالات العسكرية والأمنية". 

وأضاف أن الغرب "يتبع أساليب مختلفة عن السابق" لاستهداف إيران، مشيراً إلى "أنهم يسعون إلى بث الفرقة في المجتمع وإحباطه واستقطاب النخب لتطبيق مخططاتهم" حسب قوله.