اعتقال متظاهرين مؤيدين لفلسطين في أمستردام بحجة حظر الاحتجاجات

11 نوفمبر 2024
تظاهرة مؤيدة لفلسطين في أمستردام، 10 نوفمبر 2024 (سلمان أكشونغر/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت أمستردام احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بعد صدامات بين مشجعي كرة قدم إسرائيليين وشبان محليين، متحدين قراراً قضائياً بحظر التظاهر، مما أدى إلى تدخل الشرطة واعتقال عشرات المتظاهرين.

- تجمع مئات المتظاهرين في ساحة دام رغم الحظر، ورفعت بلدية أمستردام التدابير الأمنية، بما في ذلك حظر ارتداء الأقنعة وزيادة عدد قوات الشرطة.

- تزامنت الاحتجاجات مع دعوات السلطات الإسرائيلية لمواطنيها بتجنب التظاهرات، بينما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حضوره مباراة إسرائيل وفرنسا في باريس تضامناً.

أوقفت الشرطة الهولندية عشرات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين في أمستردام الذين تحدوا أمراً قضائياً يحظر الاحتجاجات بعد صدامات بين مشجعي كرة قدم إسرائيليين وشبان يوم الخميس الماضي. وأيّدت محكمة منطقة أمستردام، في وقت سابق أمس الأحد، قراراً أصدرته رئيسة بلدية المدينة، فيمكه خالسيما، بحظر الاحتجاجات بعد ثلاثة أيام على الصدامات التي وقعت على هامش المباراة بين فريقي أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب.

وكتبت المحكمة على منصة إكس: "قررت رئيسة البلدية فرض حظر على التظاهر في المدينة خلال عطلة نهاية الأسبوع". وبناءً على ذلك "رُفض" طلب المحتجين إقامة تظاهرة. ورغم ذلك تجمّع مئات المتظاهرين في ساحة دام في المدينة، رافعين لافتات كتب عليها "نريد استعادة شوارعنا" وهاتفين "فلسطين حرة". وقال مراسلو "فرانس برس" في المكان إنّ قوات الشرطة، المجهزة بمعدات مكافحة الشغب، تدخلت بعيد قرار المحكمة وأوقفت عشرات المتظاهرين بعد ظهر الأحد.

واقتيد الموقوفون إلى حافلات كانت مركونة في مكان قريب وأُفرج عنهم في مناطق أخرى من المدينة على ما أفادت وسيلة الإعلام المحلية "إيه تي 5"، ولم توضح الشرطة إن كان بعض المتظاهرين لا يزالون موقوفين. وقالت بلدية أمستردام إنها مددت إلى الخميس المقبل التدابير المتخذة في المدينة، والتي تشمل حظر وضع أقنعة وحشد قوات شرطة إضافية.

وتقدم الناشط الهولندي، فرانك فان دير لينده، بطلب للحصول على تصريح عاجل للتظاهر في ساحة دام الشهيرة في المدينة، على الرغم من الحظر المؤقت على الاحتجاجات الذي أعلنته رئيسة البلدية الجمعة. وأشارت وكالة الأنباء الوطنية الهولندية إلى أنّ فان دير ليندي أراد الاحتجاج ضد "الإبادة الجماعية في غزة، ولكن أيضاً لأن حقنا في الاحتجاج قد سُلب"، كما نقلت عنه الوكالة.

وقال ألكسندر فان ستوكوم، أحد المشاركين في التظاهرة: "هذا الاحتجاج لا علاقة له بمعاداة السامية"، مضيفاً: "إنها ضد مثيري الشغب الإسرائيليين الذين كانوا يدمرون مدينتنا". ونصحت السفارة الإسرائيلية في لاهاي "الإسرائيليين واليهود المقيمين في أمستردام بالابتعاد عن التظاهرات والمناطق المأهولة في وسط المدينة والحرص على عدم إثارة الاهتمام".

وفي السياق نفسه، دعت السلطات الإسرائيلية، الأحد، المشجعين الإسرائيليين إلى عدم حضور مباراة منتخبي إسرائيل وفرنسا لكرة القدم المقررة الخميس في باريس بسبب التوترات. وفي المقابل، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيحضر هذه المباراة، وقالت أوساط الرئيس الفرنسي إن الهدف خصوصاً من ذلك "توجيه رسالة صداقة وتضامن بعد الأعمال المناهضة للسامية غير المقبولة التي تلت المباراة في أمستردام هذا الأسبوع"، وفق تعبيره.

وبعد الصدامات أُدخل مشجعون لفريق مكابي تل أبيب إلى المستشفى لفترة وجيزة بعد المباراة مساء الخميس. وأكدت الشرطة الهولندية أن التوتر بدأ قبل 24 ساعة من موعد المباراة بين أياكس ومكابي تل أبيب على ملعب يوهان كرويف أرينا الخميس الماضي. وقال قائد شرطة أمستردام، بيتر هولا، إن مشجعي مكابي أحرقوا علماً فلسطينياً في ساحة دام المركزية وحطموا سيارة أجرة.

وبدأت الأحداث التي انتهت بالاشتباكات في أمستردام ليل الخميس بعد مباراة كرة قدم بين فريق أياكس الهولندي ومكابي تل أبيب الإسرائيلي خسر فيها الضيف بخمسة أهداف مقابل لا شيء. قبل ذلك، ومنذ يوم الأربعاء، عمد المئات من مشجعي الفريق الإسرائيلي إلى ارتكاب استفزازات وسط العاصمة الهولندية، وتم تصوير عدد من المشجعين الإسرائيليين وهم يمزقون العلم الفلسطيني، كما أظهرت لقطات مساء الأربعاء مجموعة كبيرة من مشجعي مكابي تهتف "تباً لك يا فلسطين".

وقبل انطلاق المباراة، أظهرت مقاطع مصورة أخرى استفزاز المشجعين الإسرائيليين الجماهير الهولندية في المدرجات، عبر رفضهم الوقوف دقيقة صمت حداداً على ضحايا فيضانات فالنسيا الإسبانية، بل أشعلوا الألعاب النارية خلال الدقيقة وبقية الجماهير صامتة. وأظهرت مشاهد أخرى مصورة ومتداولة على منصات التواصل الاجتماعي، ترديد عبارة: "لا توجد مدرسة في غزة لأنه لم يعد هناك أطفال" في هتافات جماهير النادي الإسرائيلي.

(فرانس برس، العربي الجديد)