قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزل عائلة صالحية في حي الشيخ جراح بالقدس وتعتدي على المتواجدين فيه
هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، منزل عائلة صالحية في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.
وأفاد شهود عيان أن قوة كبيرة من جيش الاحتلال مكونة من 30 دورية عسكرية وعشرات ضباط ومخابرات الاحتلال، اقتحمت المنزل وشرعت الجرافات المرافقة لها بتسويته بالأرض، دون السماح بإخراج أي من محتوياته بما في ذلك الكتب المدرسية والوثائق والمستندات التي تخص العائلة. ووصف الشهود العملية بأنها أكبر وأشرس عملية هدم حدثت في القدس المحتلة.
واعتقلت قوات الاحتلال 26 شخصًا من أفراد العائلة والمتضامنين المتواجدين في المنزل منذ يومين، كما اعتدت عليهم بالضرب واقتادتهم إلى أحد مراكزها في القدس المحتلة.
ولا تزال قوات كبيرة من جنود الاحتلال الإسرائيلي ووحداته الخاصة تغلق كامل مداخل حي الشيخ في القدس، وكذلك محيط منزل عائلة صالحية، بعد تحويله إلى ردم هائل.
يأتي ذلك بعدما هددت عائلة محمود صالحية أول أمس الإثنين، طواقم مشتركة من بلدية وشرطة الاحتلال الإسرائيلي بتفجير أسطوانات غاز وإضرام النيران بالمنزل ومن فيه في حال قامت تلك الطواقم باقتحامه تمهيداً لإخلائها العائلة من المنزل المكون من شقتين (شقة محمود، وشقة لوالدته وشقيقته)، لتجبر قوات الاحتلال حينها على الانسحاب دون تنفيذ عمليات الهدم، قبل أن تعود وتباغت العائلة فجر اليوم.
وقال محامي العائلة وليد أبو تايه في حديث مع "العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال نفذت عملية بلطجة وزعرنة غير مسبوقة، مؤكدًا أن الاقتحام جاء عقب تقديم التماس للمحكمة العليا بوقف جميع إجراءات الهدم وتعويض العائلة وأصحاب المنشآت التي هدمت قبل يومين دون مبرر قانوني. في وقت كان من المقرر أن تنظر المحكمة في القضية في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
وحمل أبو تايه الاحتلال المسؤولية عن حياة موكله محمود صالحية ومن اعتقلوا من أفراد عائلته والمتضامنين معهم، مشيراً إلى تعرض محمود تحديداً للاعتداء بالضرب من قبل جنود الاحتلال.
وأضاف أبو تايه خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أن قوات الاحتلال أفرجت عن بعض المتضامنين الأجانب والإسرائيليين مع إبقاء أفراد العائلة وعدد من المتضامنين رهن الاعتقال، مرجحًا تقديم بعضهم للمحكمة.
وقال أحد أفراد العائلة الذي تمكن من مغادرة المنزل قبل هدمه بقليل في حديث لـ"العربي الجديد"، إن طائرة مسيرة كانت تحلق في سماء المنطقة قبل تنفيذ عملية الهدم، بالتزامن مع إغلاق حي الشيخ جراح بالكامل ومنع المواطنين من الوصول إلى المنطقة.
وأضاف "كنا نسمع هدير الجرافات وصراخ أفراد العائلة من النساء والأطفال خلال تنفيذ عملية الهدم، لكن لم نتمكن من الوصول إليهم بسبب الانتشار الكبير لجنود الاحتلال واستعانتهم بالكلاب البوليسية في مواجهة أي مواطن يحاول الاقتراب".
وتابع "كما منعت قوات الاحتلال مركبات الإسعاف من دخول المنطقة لإسعاف المصابين، ومن بينهم المواطن محمود الذي اعتدت عليه قوات الاحتلال داخل منزله، بينما كان نائماً برفقة أسرته؛ وكان من بين المصابين طفلة تبلغ من العمر 9 سنوات".
وفي السياق، قال محمد أبو الحمص من لجنة المتابعة في بلدة العيسوية في القدس، الذي تمكن من الوصول إلى محيط منزل عائلة صالحية لـ"العربي الجديد": "إن المشهد أشبه بزلزال. لقد هدموا كل شي، وحولوا منازل العائلة إلى ردم كبير. اختلطت كتب الأطفال المدرسية وملابس أفراد العائلة بأكوام التراب والحجارة؛ وسط جو عاصف وشديد البرودة".
ولا تزال قوات الاحتلال تنتشر بكثافة في حي الشيخ جراح الذي حولته إلى ثكنة عسكرية؛ كما تواصل منع المواطنين من الوصول إلى منزل عائلة صالحية، فيما سمحت للصحافيين بالتصوير قبل أن تعود وتجبرهم على مغادرة المكان.
وأعلنت بلدية الاحتلال عزمها مواصلة عملية التجريف في المكان. يذكر أن بلدية الاحتلال في القدس كانت صادرت الأرض التي تتواجد بها عائلة صالحية من شركة الفنادق العربية لما تسميه "الصالح العام"، وذلك بغرض إقامة مدارس ومراكز تعليمية وغيرها، حيث أصدرت محكمة إسرائيلية قبل 3 سنوات قرارها بإخلاء عائلة صالحية من منازلها.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد عادت وأصدرت، منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، قراراً يقضي بإخلاء عائلة صالحية من الأرض بمساحة 6 دونمات وتضم منزلاً ومشتلاً، وسلمتها مهلة لتنفيذ قرار الإخلاء حتى الخامس والعشرين من الشهر الجاري؛ فيما وضعت سلطات الاحتلال ومستوطنوها يدها على مقر نادي الخريجين العرب البالغة مساحته نحو 800 متر مربع والواقع في ذات قطعة الأرض، بعد إخلائه من قبل شركة الفنادق العربية.