قوات الاحتلال تعزل أحياء القدس القديمة لتأمين "مسيرة الأعلام" ودعوات لحماية الأقصى

14 يونيو 2021
الأوضاع في القدس والأقصى تنذر بمخاطر (فرانس برس)
+ الخط -

وسط توقعات بانفجار الأوضاع في القدس غداً بسبب "مسيرة الأعلام" الاستفزازية بمناسبة ذكرى ضم القدس، قررت شرطة الاحتلال إغلاق عدد من الشوارع الرئيسية في القدس المحتلة، خاصة في محيط البلدة القديمة مساء غد الثلاثاء، فيما دعت حراكات شبابية ومرجعيات دينية للتصدي لاقتحامات المستوطنين وحماية المسجد الأقصى المبارك.
وقررت شرطة الاحتلال إغلاق شوارع بالقدس غدا من الساعة الرابعة عصراً ولغاية الساعة التاسعة مساءً، بما يشمل محطات الباصات، إضافة لتقييد حركة المركبات بالكامل، فيما ستؤدي هذه الإجراءات إلى عزل كامل لمعظم أحياء القدس الفلسطينية.
ولتأمين هذه المسيرة الضخمة التي من المتوقع أن يشارك فيها قرابة 70 ألف مستوطن وفق تقديرات الأوساط الإسرائيلية، تعتزم شرطة الاحتلال نشر أكثر من خمسة آلاف من عناصرها في المدينة المقدسة، من بينهم ألفا عنصر سيواكبون مسار المسيرة لتأمين الحماية للمشاركين فيها، في حين ستتولى الأعداد الأخرى من عناصر الشرطة مواجهة المقدسيين.

بدوره، أعلن عومر بارليف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الجديد في الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينت، أن حكومته ستسمح لليهود باقتحام الأقصى غداً قبيل انطلاق المسيرة، وتمكين المشاركين فيها من الوصول إلى تخوم المسجد خاصة ساحة البراق، حيث سيقام هناك الاحتفال المركزي الضخم بمشاركة وزراء وأعضاء كنيست وكبار الحاخامات.
وحذرت حراكات شبابية وقوى وطنية وإسلامية من "مسيرة الأعلام" داعية للتصدي لها، كما حذرت من مغبة السماح للمستوطنين غداً باقتحام المسجد الأقصى، مؤكدة أن قيود الاحتلال المشددة التي أعلنتها شرطة الاحتلال لن تمنع الشبان من مواجهتها والحيلولة دون المس بالمسجد الأقصى.

وفي السياق، قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني لـ"العربي الجديد"، إن إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس اتخذت كافة التدابير اللازمة للقيام بواجباتها ومسؤوليتها حيال الدفاع عن الأقصى ومنع أي تعديات عليه، محذرًا من أن الأوضاع في القدس والأقصى تنذر بمخاطر كبيرة، محملًا الحكومة الإسرائيلية تبعات ونتائج أي تصعيد يشنه المستوطنون يوم غد.
من جهته، أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري في حديث لـ"العربي الجديد"، على وجوب الدفاع عن المسجد الأقصى الذي يشكل جزءاً هاماً ورئيسياً من عقيدة المسلمين في العالم قاطبة.
وأضاف أن هذه "المسيرات الاستفزازية لن تنشئ حقاً للمحتل ولا لمستوطنيه، وواجبنا جميعاً الدفاع عن الأقصى والرباط فيه، وإعماره بصورة دائمة".
وقال القيادي في حركة فتح حاتم عبد القادر في حديث لـ"العربي الجديد"، إن حركته وكافة أبناء شعبنا سيقومون بدورهم في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى.

ودعا عبد القادر من أعطى الإذن والتصريح للمستوطنين لتحمل جميع التداعيات الممكنة الناتجة عن المسيرة الاستفزازية، مشيرًا إلى أن المقدسيين لن يتوانوا عن القيام بكل ما يلزم لمواجهة التصعيد الإٍسرائيلي الجديد الذي من المتوقع أن يجرّ المنطقة كلها إلى دوامة جديدة من المواجهة.
وتوقع نشطاء مقدسيون تحدثوا لـ"العربي الجديد"، أن يسبق مسيرة الغد حملة جديدة من الاعتقالات قد تطاول العشرات منهم كما جرت العادة في مثل هذه المناسبة، حيث يتم احتجازهم لـ48 ساعة ثم يطلق سراحهم لاحقاً بشروط مقيّدة، من بينها الحبس المنزلي والإبعاد عن البلدة القديمة لأيام.
لكن هذه الإجراءات من الاعتقالات والاستدعاءات كما أكدوا، لن تمنعهم من التواجد قرب ساحة باب العامود، حيث سيحاول المستوطنون إقامة احتفالهم المركزي هناك لما تحمله من رمزية خاصة بالنسبة للمقدسيين، حيث يطلقون عليها ساحة الشهداء لارتقاء عدد من الشهداء فيها إبان الهبّتين الأخيرتين، إضافة لرمزيتها المتعلقة بالمواجهة مع الشرطة الإسرائيلية فيها.
وفي هذا السياق، حذرت دائرة القدس في منظمة التحرير الفلسطينية في بيان لها، من انفجار جديد في مدينة القدس قد يمتد إلى عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة، واندلاع موجة جديدة من الغضب في أعقاب رضوخ المستوى السياسي في دولة الاحتلال وشرطته لمطالب المستوطنين المتطرفين، بإقامة "مسيرة الأعلام" وسط المدينة.
وطالبت المجتمع الدولي والإدارة الأميركية بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وحماية القدس من مخططات الاحتلال الإسرائيلي الهادفة إلى أسرلة وتهويد المدينة المقدسة.

بدورها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الإثنين، "إن مسيرة الأعلام التي ينوي اليمين المتطرف تنظيمها يوم غد الثلاثاء، في شوارع القدس المحتلة، بما فيها البلدة القديمة من القدس، تهديد مباشر للجهود المبذولة لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني".

وحذرت الوزارة، في بيان، من مغبة إجراء هذه المسيرة الاستفزازية ومخاطرها، ونتائجها على الجهود المبذولة لتثبيت التهدئة ووقف العدوان وجهود إحياء عملية السلام، معتبرة تلك المسيرة بأنها امتداد لعدوان الاحتلال المتواصل ضد المدينة المقدسة ومقدساتها ومواطنيها، وجزء لا يتجزأ من عمليات أسرلة وتهويد القدس المحتلة.

المساهمون