قلق أمني إسرائيلي حيال مشروع التطبيع مع السعودية عشية لقاء نتنياهو وبايدن

19 سبتمبر 2023
تتخوف أوساط إسرائيلية من الموافقة على خطوات سعودية نووية مقابل التطبيع (Getty)
+ الخط -

قالت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الاثنين، إن المستوى الأمني الإسرائيلي قلق حيال مناقشة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مسألة التطبيع مع السعودية مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، دون اطلاع كبار المسؤولين الأمنيين على تفاصيل الاتفاق المحتمل.

وتعتبر قضية التطبيع بين إسرائيل والسعودية في إطار اتفاق تشارك فيه الولايات المتحدة أيضاً، على رأس القضايا التي سيبحثها الزعيمان، وقد تكون الأهم بالنسبة لنتنياهو.

وغادر نتنياهو إلى الولايات المتحدة ليل الأحد، دون عقد جلسة مع كبار المسؤولين الأمنيين للتباحث في شرط السعودية الحصول على برنامج نووي مدني يشمل تخصيباً ذاتياً لليورانيوم.

وذكرت ذات القناة أن المسؤولين الأمنيين متخوفون من أن "لا يقوم رئيس الحكومة (نتنياهو) بمشاركة الجهات ذات الصلة بتفاصيل الاتفاق"، وأنهم "غير راضين بتاتاً وينتقدون خطوة نتنياهو، لعدم قيامه بالدعوة الى جلسة بمشاركة الجيش الإسرائيلي والشاباك والموساد ولجنة الطاقة النووية، من أجل بحث الإسقاطات المحتملة للاتفاق، في حين كان يتوجب عليه القيام بذلك".

من جانبه، طمأن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي الجهات الأمنية، بأن جميع الجهات ذات الصلة ستكون مطّلعة على الأمور.

وأضافت القناة أنه في ظل النفي الأميركي لتوقف المحادثات مع السعودية بشأن التطبيع مع إسرائيل، أشار مسؤولون مطّلعون على التفاصيل، لم تسمهم، إلى تخوفات كبيرة من عدم عرض موقف إسرائيلي واضح في هذا السياق، حين يستمع نتنياهو لبايدن حول التفاهمات خلال لقائهما المشترك.

وتساءلت القناة إن كان نتنياهو مستعدا -من أجل تحقيق السلام مع السعودية- للمس بمصلحة أمنية إسرائيلية عليا من خلال الموافقة على تخصيب السعودية لليورانيوم بشكل مستقل، مضيفة أن كبار المسؤولين الأمنيين يعارضون ذلك، وأن نتنياهو نفسه يقول في الغرف المغلقة، إنه لن يمنح الضوء الأخضر لخطوة كهذه.

"تنازلات كبيرة"

من جانبه، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في تصريحات للتلفزيون الرسمي أمس الاثنين، إنه "لا يوجد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بدون دولة فلسطينية مستقلة"، مشدداً على أهمية إعادة حل الدولتين إلى الواجهة، ما قد يحمل رسالة إلى الجانب الإسرائيلي بأن اتفاقية التطبيع يجب أن تشمل القضية الفلسطينية.

وذكرت تقارير إسرائيلية، في الأسابيع الأخيرة، أن الإدارة الأميركية أكدت للحكومة الإسرائيلية أنه سيتوجب عليها تقديم "تنازلات كبيرة" للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، كجزء من أي اتفاقية تطبيع مستقبلية مع المملكة العربية السعودية، يتم توقيعها برعاية أميركية.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، خلال المؤتمر السنوي الذي ينظمه "معهد سياسة مكافحة الإرهاب" في جامعة رايخمان، إنه تحدث مطوّلاً مع الفلسطينيين بشأن التطبيع الإسرائيلي مع السعودية.

وأوضح هنغبي أن "هناك ثماراً لحوارنا معهم، لأول مرة منذ اتفاقيات كامب ديفيد"، مضيفاً: "طلبنا منهم (أي الفلسطينيين) عدم تفويت هذه الفرصة، وأن يكونوا جزءًا من الحوار، وأن يساهموا في نجاحه، وأن يستفيدوا منه أيضًا. نحن نؤيد بشدة أن يكون هناك مكوّن فلسطيني مهم في هذا الاتفاق، باستثناء خطوات من شأنها أن تضر بأمن إسرائيل، ولكن كل ما هو دون ذلك، نحن على استعداد لمناقشته".

بالمقابل تعارض عدة جهات في حكومة الاحتلال تقديم ما تعتبره "تنازلات" للفلسطينيين، وتهدد بحل الحكومة في حال حدث ذلك.

المساهمون