قطر بعد اغتيال هنية: كيف تجرى مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه؟

31 يوليو 2024
رئيس الوزراء القطري خلال زيارة بلينكن إلى الدوحة، 12 يونيو 2024 (كريم جعفر/فرانس برس)
+ الخط -

رئيس الوزراء القطري: السلام الإقليمي والدولي بحاجة لشركاء جادين

دعا آل ثاني لموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة

حذرت الدوحة من انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام

اعتبر رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأربعاء، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، أن نهج الاغتيالات السياسية والتصعيد المقصود ضد المدنيين في غزة في كل مرحلة من مراحل التفاوض، يدفع إلى التساؤل كيف يمكن أن تجري مفاوضات يقوم فيها طرف بقتل من يفاوضه في الوقت ذاته. وشدد المسؤول القطري في منشور عبر صفحته في منصة إكس، على أن السلام الإقليمي والدولي بحاجة لشركاء جادين، وموقف دولي ضد التصعيد والاستهتار بأرواح شعوب المنطقة.

ونعت حركة حماس صباح اليوم الأربعاء، هنية الذي استشهد إثر غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامته في طهران، وفق بيان الحركة، في وقت قال الحرس الثوري الإيراني في بيان إنّ هنية استشهد في طهران إثر استهداف مقر إقامته بـ"شيء"، ويجري التحقيق بشأن الحادث وسيعلن عن نتائج التحقيق. وكان هنية وصل إلى طهران، أمس الثلاثاء، لحضور حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في مجلس الشورى. ودانت دولة قطر بأشد العبارات اغتيال هنية، واعتبرته "جريمة شنيعة، وتصعيداً خطيراً، وانتهاكاً سافراً للقانون الدولي الإنساني".

وحذرت وزارة الخارجية القطرية في بيان نشرته عبر حسابها في منصة إكس، اليوم الأربعاء، من أن "عملية الاغتيال هذه والسلوك الإسرائيلي المستهتر باستهداف المدنيين المستمر في غزة، من شأنها أن تؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام". وجددت وزارة الخارجية القطرية تأكيد موقف قطر الثابت الرافض للعنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، بما في ذلك الاغتيالات السياسية، مهما كانت الدوافع والأسباب. وعّبرت وزارة الخارجية القطرية عن تعازي دولة قطر قيادة وشعباً "لذوي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ومرافقه الشخصي ودولة فلسطين وشعبها الشقيق".

ويأتي اغتيال هنية بعيد محاولات جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي يتعرّض لحرب إبادة جماعية منذ قرابة 10 أشهر، حيث عُقدت جولة مفاوضات في العاصمة الإيطالية روما بين مسؤولين من أميركا وإسرائيل ومصر وقطر، لكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عاد ليضع شروطاً جديدة في مسعى يقول كثيرون إنه لتخريب مفاوضات غزة وتحميل الجانب الفلسطيني، خصوصاً حركة حماس ومعها المقاومة، مسؤولية التعطيل ولاستجلاب المزيد من التنازلات منها ولحماية نفسه من المحاسبة داخلياً.