استمع إلى الملخص
- نزوح العائلات واستغلالها كدروع بشرية: شهدت المنطقة نزوحاً كبيراً للعائلات، خاصة في مدينة البوكمال، حيث منعت المليشيات الإيرانية بعض العائلات من المغادرة لاستخدامها كدروع بشرية.
- اتهامات روسية لدول الناتو وأوكرانيا بالتحضير لهجوم كيميائي: اتهمت الاستخبارات الروسية دول الناتو وأوكرانيا بالتحضير لهجمات كيميائية في إدلب، ونسبها للنظام السوري، مما يهدف إلى تحضير الرأي العام العالمي لتقبل فكرة استخدام السلاح الكيميائي من قوى أخرى.
قصفت طائرة يُرجّح أنها تابعة لقوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، ليل الثلاثاء، مقرّاً عسكرياً يتبع لمليشيا مدعومة من الحرس الثوري الإيراني في ريف دير الزور الشرقي، وذلك رداً على إطلاق صواريخ باتجاه إحدى قواعد قوات التحالف بريف دير الزور الشمالي، شرقي سورية. وقال الناشط الإعلامي جميل الحسن، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن طائرة حربيّة يُرجح أنها أميركية عاملة تحت مظلة قوات التحالف الدولي، استهدفت أحد المقرات التي تستولي عليها المليشيات السورية المدعومة من إيران في منطقة معيزيلة بريف دير الزور الشرقي، شرق سورية، من دون معرفة حجم الخسائر الناتجة عن الاستهداف.
ورجح الحسن أن يكون القصف الجوي ردّاً على محاولة استهداف المليشيات الإيرانية قاعدة حقل "كونيكو" لـ(الغاز) بريف دير الزور الشمالي، برشقة صاروخية. إلى ذلك، بيّن فراس علاوي، مدير مركز "الشرق نيوز" الذي ينقل أخبار شرق سورية، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المليشيات الإيرانية في ريف دير الزور ومدينة البوكمال بدأت إخلاء مواقعها تخوفاً من استهدافها من قبل الطيران الإسرائيلي، وذلك رداً على الصواريخ الإيرانية التي جرى إطلاقها باتجاه الأراضي الفلسطينية.
وأوضح علاوي أن المنطقة تشهد نزوح عدد كبير من العائلات التي تسكن في محيط المقرات الإيرانية في المنطقة، خاصة مدينة البوكمال على الحدود العراقية - السورية. مشدداً على أن المليشيات الإيرانية منعت عدداً من العائلات من مغادرة منازلها، لاستخدامها دروعاً بشرية. وكان ثلاثة عناصر من مليشيا سورية تتبع الحرس الثوري الإيراني قد قُتلوا يوم الأحد الفائت، بالإضافة إلى جرح عناصر آخرين، جراء غارة جوية نفذتها طائرة حربية أميركية، استهدفت مقراً عسكرياً في بلدة حطلة بريف دير الزور الشمالي، وذلك رداً على محاولة استهداف قاعدة حقل "كونيكو" شمالي المحافظة، شرق البلاد.
ومع مطلع الأسبوع الجاري، أرسلت قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية ثلاث طائرات شحن عسكرية من قواعدها المنتشرة في إقليم كردستان العراق، إلى قاعدة "الشدادي" بريف محافظة الحسكة الجنوبي، شمال شرقي سورية، إذ إن الطائرات تتضمن أسلحة وذخائر ومعدات لوجستية، وذلك تحسباً لأي هجوم من المليشيات المدعومة من إيران، رداً على اغتيال إسرائيل زعيم حزب الله في الضاحية الجنوبية في بيروت يوم الجمعة الفائت.
روسيا تتهم دول الناتو بالتحضير لهجوم كيميائي في إدلب
وجهت الاستخبارات الروسية اتهامات إلى دول الناتو وأوكرانيا بالتحضير إلى هجمات كيميائية شمال غربي سورية، ونسبها للنظام السوري، فيما أكدت فصائل المعارضة السورية أن روسيا دائماً تستخدم هذا التشويش الإعلامي قبل كُل مرة من استخدام السلاح الكيميائي في سورية، مشددةً على أن الفصائل مستعدة لأي هجوم محتمل على منطقة إدلب أو استغلال الظرف المناسب لشن هجوم. ونقل موقع سبوتنيك الروسي بياناً عن المكتب الصحافي لجهاز المخابرات الروسي، يوم أمس الثلاثاء، زعم فيه أن "الأجهزة الخاصة التابعة لحلف شمالي الأطلسي (الناتو) وأوكرانيا تحضر لاستخدام الأسلحة الكيميائية في محافظة إدلب في سورية".
وادعى المكتب أن "الخطة تقوم على اتهام قوات النظام السوري والقوات الروسية في سورية باستخدام الأسلحة الكيميائية، ومن ثم شن حملة لتشويه سمعة دمشق وموسكو في الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية". وتابع البيان: "وفقاً للمعلومات، يتم الآن التحضير لمثل هذا الاستفزاز من قبل أجهزة المخابرات في عدد من دول الناتو وأوكرانيا جنباً إلى جنب مع الجماعات الإرهابية العاملة في محافظة إدلب شمالي سورية"، وفق تعبيره.
ووجهت الاستخبارات الروسية، من خلال البيان، اتهامات لمنظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) بأنه سيقوم بتصوير الهجوم، وإرسال مناشدات دولية، ونقل شهادات للمدنيين لإلقاء اللوم على النظام وروسيا، مدعيةً أن "الخوذ البيضاء" يقوم بأعمال لصالح المخابرات البريطانية، وفق زعمها.
وحول هذه الاتهامات، قال العقيد مصطفى بكور، الناطق باسم فصيل "جيش العزة" المنضوي تحت مظلة غرفة عمليات "الفتح المبين" المُشكلة من فصائل عسكرية عاملة عدة في منطقة إدلب، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "روسيا تهدف من مثل هذه الاتهامات وحسب خبرتنا من التصدي لها خلال السنوات الماضية إلى تحضير الرأي العام العالمي لتقبل فكرة أن قوى ودولاً غيرها وغير نظام الأسد تستخدم السلاح الكيميائي في سورية من أجل تشويه سمعتها وسمعة الأسد في المجتمع الدولي، ولكن الحقيقة أننا لاحظنا خلال السنوات الماضية أنه قبل كل استخدام للسلاح الكيميائي ضد المدنيين السوريين تقوم روسيا ونظام الأسد بمثل هذا التشويش الإعلامي".
وعن التصعيد في منطقة إدلب، أشار بكور إلى أن "هناك تصعيداً من خلال تكثيف قوات الأسد وروسيا والمليشيات الإيرانية عمليات القصف للمدنيين بواسطة المدفعية والراجمات والطيران المسير الانتحاري، كما أن الجبهات لا تخلو من تحركات وتعزيز للقوات وتكثيف عمليات الاستطلاع".
ولفت القيادي في فصائل المعارضة السورية إلى أن "الفتح المبين بحالة دائمة من التدريب والتجهيز لصد أي عمل عسكري معادٍ أو استغلال الظرف المناسب للهجوم"، مشدداً على أنه "في حال بدأ الروس والنظام أي عمل عسكري فإن الفتح المبين ستقوم بالصد والانتقال لحالة الهجوم وهي تحضر لمثل هذا الاحتمال"، معتقداً أن "الأمور في منطقة إدلب تتجه إلى تصعيد عسكري من الطرفين".