استمع إلى الملخص
- حاولت الدفاعات الجوية السورية التصدي للصواريخ الإسرائيلية، بينما لم يصدر أي تعليق من جيش الاحتلال الإسرائيلي. ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة، نفذت إسرائيل 47 غارة جوية على الأراضي السورية منذ 26 سبتمبر.
- استهدفت غارات إسرائيلية مقرين عسكريين في سراقب، مما أدى إلى سقوط قتيل وستة جرحى، ضمن استراتيجية لضرب وجود حزب الله داخل سوريا.
قتل وأصيب عدد من الأشخاص نتيجة غارات جوية إسرائيلية استهدفت حاجزاً لقوات النظام السوري وجسوراً في منطقة القصير في ريف حمص، وسط سورية. وذكرت وكالة "سانا" الرسمية التابعة للنظام السوري أن "عدواناً إسرائيلياً استهدف منطقة القصير في ريف حمص الجنوبي"، من دون أن تورد مزيداً من التفاصيل. من جهتها، تحدثت وسائل إعلام مقربة من النظام عن إصابة 11 شخصاً في حصيلة أولية للغارات الإسرائيلية على القصير. وأشارت إلى تدمير جسور في القصير وتل مندو والجوبانية "بهدف منع مرور المساعدات الغذائية وقوافل المحروقات من العبور إلى لبنان".
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن الهجوم الإسرائيلي استهدف حاجز الضبعة وجسر الدف ومنطقة الطريق الترابي الواصل الى شنشار قرب فوج الصواريخ، حيث سمعت أصوات انفجارات قوية. وأوضحت أن شخصاً واحداً على الأقل قتل ويدعى حسن علي صقر، وهو عنصر في "الفرقة الرابعة" التابعة للنظام السوري، وينحدر من بلدة الديابية بريف القصير، وقد قتل في الغارة على حاجز الضبعة.
وبالتوازي مع الهجوم الإسرائيلي، حاولت الدفاعات الجوية التابعة للنظام السوري التصدي للصواريخ الإسرائيلية. وتتعرض منطقة القصير بريف حمص والحدودية مع لبنان لضربات إسرائيلية متكررة خلال الأسابيع القليلة الماضية، تقول إسرائيل إنها تستهدف قطع طرق إمداد حزب الله القادمة من إيران وتمر من سورية.
وكان ثلاثة أشخاص قد قتلوا وأصيب خمسة آخرون، الخميس الماضي، جراء الغارات الإسرائيلية على منطقة القصير. ورصدت الأمم المتحدة في تقرير لها أمس 47 غارة جوية نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي السورية منذ 26 أيلول/سبتمبر الماضي. ووفقاً لتقرير صادر عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، سُجّلت 29 غارة جوية على الأقل على ريف حمص الجنوبي، وما لا يقل عن 18 غارة على نقاط العبور الحدودية بين لبنان وسورية. وأضاف التقرير أن القصف شمل بلدة القصير في ريف حمص ومنطقة السيدة زينب في ريف دمشق، حيث تستضيف أعداداً كبيرة من العائلات النازحة.
وأشار التقرير إلى وقوع عدة هجمات جوية على نقاط العبور الحدودية بين لبنان وسورية، بما في ذلك غارتان على معبر جوسيه الحدودي، إحداهما كانت على بعد أمتار قليلة من مركز مجتمعي للنازحين تدعمه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيما استهدفت غارة جوية أخرى نقطة عبور غير نظامية في قرية عكوم بريف حمص الجنوبي.
ولم يصدر عن جيش الاحتلال أي تعليق بشأن هذا الهجوم، إذ تلتزم تل أبيب الصمت عادةً بشأن غاراتها الجوية المتكررة على الأراضي السورية. وفي 5 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن مقاتلاته استهدفت "مستودعات أسلحة تابعة لحزب الله في منطقة القصير بسورية". ومنذ 2011، تشنّ إسرائيل من حين إلى آخر غارات على سورية تقول إنها تستهدف مصالح تابعة لـ"حزب الله" وإيران ونقاطاً عسكرية للنظام السوري.
وليلة السبت - الجمعة، استهدفت غارات إسرائيلية مقرين عسكريين في سراقب، فيهما عناصر من قوات النظام وحزب الله اللبناني، ما أدى إلى سقوط قتيل وستة جرحى. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف جاء بعد ساعات من اجتماع بين الجانبين الروسي والتركي في سراقب.
وأشار إلى أن "هذا الاستهداف يشكل تطوراً جديداً في القصف الإسرائيلي داخل الأراضي السورية"، وأن "أي وجود لحزب الله داخل سورية سيُستهدف". ومدينة سراقب من أهم المدن ذات البعد الاستراتيجي في سورية، إذ يلتقي عندها طريقان دوليان هما الأهم في البلاد. وكانت قوات النظام السوري وحزب الله والمليشيات الإيرانية قد سيطرت عليها في الربع الأول من عام 2020 بعد معارك مع فصائل المعارضة السورية، وهي واقعة ضمن مناطق النفوذ العسكري الروسي.
(الأناضول، العربي الجديد)