قتلى وجرحى بين المدنيين في استهداف لاعتصام "قسد" قرب سد تشرين

08 يناير 2025
عمليات بحث ومسح لعناصر الجيش الوطني السوري حول سد تشرين، 17 ديسمبر 2024 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت منطقة سد تشرين تصعيداً عسكرياً بين "قسد" و"الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، مع سقوط قتلى وجرحى جراء الاشتباكات والقصف التركي.
- نظمت "قسد" وقفة احتجاجية ضد العمليات التركية، مما أثار انتقادات لاستخدام المدنيين كدروع بشرية لحماية قيادات "حزب العمال الكردستاني".
- تمكنت فصائل "الجيش الوطني" من السيطرة على مواقع استراتيجية، بينما أحبطت "قسد" هجمات على قرى شمال السد، وسط تحذيرات من استخدام المدنيين في النزاعات.

قتل وأصيب عدد من الأشخاص، اليوم الأربعاء، من المشاركين في وقفة احتجاجية نظمتها "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بالقرب من سد تشرين بريف منبج، شرقي حلب في شمال سورية، في ضوء تواصل القتال، والقصف الجوي التركي في المنطقة. وذكر "المرصد السوري لحقوق الانسان" أن شخصاً قتل، وأصيب خمسة آخرون، جراء استهداف الطيران المسير والمدفعية التركية، القافلة التي حشدتها "قسد" باتجاه سد تشرين للمطالبة بإيقاف الهجمات التركية على السد، حيث جرى استهداف سيارتين على بعد نحو 100 متر من القافلة في محاولة لمنع وصولها إلى سد تشرين، وفق المرصد، مشيراً إلى أن القافلة ضمت آلاف السيارات من مدن ومناطق عين العرب (كوباني) والطبقة والرقة والقامشلي والحسكة.

وحشدت قوات (قسد)، الموظفين والمعلمين التابعين لـ"الإدارة الذاتية لشمال وشرق سورية" للتظاهر، اليوم الأربعا، قرب سد تشرين ضد العمليات العسكرية التي يقوم بها "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا. وأصدرت القوة المشتركة المشكلة من فصيلي "فرقة السلطان مراد" و"فرقة الحمزة" بياناً، اليوم الأربعاء، حذّرت فيه المدنيين في مناطق شمال شرقي سورية، التي تخضع لسيطرة "قسد"، من التوجه إلى مواقع عسكرية مثل سد تشرين، مؤكدة أن هذه الدعوات تهدف إلى استخدام المدنيين دروعاً بشرية لحماية المشروع الانفصالي، واعتبرت أن هذه الخطوة تأتي ضمن "أجندات تخدم أطرافاً خارجية تسعى إلى تقسيم سورية"، كما ناشدت المدنيين البقاء في أماكنهم السكنية وتجنب المناطق العسكرية، مشددة على استمرار الجهود العسكرية "لتحرير الأراضي السورية المتبقية، وإنهاء المشاريع الانفصالية التي تهدد وحدة سورية وسلامة شعبها".

وقالت مصادر محلية من ريف محافظة الحسكة، طلبت عدم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية، لـ"العربي الجديد"، إن "الإدارة الذاتية" أجبرت موظفي الدوائر الحكومية على التوجه إلى سد تشرين للمشاركة في وقفة احتجاجية ضد العملية العسكرية التي يقوم بها "الجيش الوطني السوري". وأوضحت المصادر أن الموظفين تلقوا تهديدات بالفصل من العمل والمساءلة في حال عدم مشاركتهم.

وأشارت المصادر إلى أن "قسد" تهدف من خلال هذه الوقفة إلى تسهيل عملية نقل قيادات من "حزب العمال الكردستاني" ضمن مجموعات الموظفين العائدين من الوقفة إلى الحسكة والرقة، مستغلة المدنيين دروعاً بشرية لحماية قادة الحزب. وشددت المصادر على أن إقامة هذه الوقفة الاحتجاجية في منطقة تُعد خط نار ساخناً يشكل خطراً كبيراً على حياة الموظفين، خصوصاً أن المنطقة تشهد عمليات عسكرية متواصلة منذ أسبوعين.

من جهته، قال الناشط محمد الخلف لـ"العربي الجديد" إن خطوة "قسد" بالزج بالمدنيين في منطقة تشهد عمليات عسكرية تعتبر جريمة حرب، بموجب القانون الدولي الإنساني الذي يُحظر استخدام المدنيين دروعاً بشرية، أو تعريضهم للخطر بشكل مباشر في العمليات العسكرية، إضافة لعدم إجبار المدنيين على المشاركة في الأعمال العدائية. واعتبر أن وقوع إصابات بين المدنيين اليوم هو مسؤولية قيادة "قسد"، بغض النظر عن الظروف التي أدت إلى إصابتهم، خاصة أن المنطقة تشهد عمليات عسكرية مستمرة منذ أيام، ولم يكن يجدر بقسد استقدام أعداد كبيرة من المدنيين إليها.

إلى ذلك، أبدى أحد موظفي مدينة الرقة، ممن أُبلغوا من قبل "الإدارة الذاتية" بالتوجه إلى سد تشرين للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية، استياءه من الدعوة، واصفاً إياها بأنها تهدد حياة الموظفين وتخدم أجندات عسكرية لـ"قسد". وقال الموظف الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية: "هذه الدعوة تعكس بوضوح أن حياة الموظفين لا تعني شيئاً لـ(قسد). هم لا يبالون بحياة أي مدني ويضعوننا في مواجهة الخطر لتحقيق أهدافهم العسكرية والسياسية. لن أشارك في هذه الوقفة، حتى لو كان ذلك يعرضني للاعتقال أو المساءلة، لأنني أرفض أن أكون جزءاً من جريمة تخطط لها (قسد) باستخدام المدنيين دروعاً بشرية". وأضاف أن قرار تنظيم الوقفة في منطقة تشهد اشتباكات مستمرة، يُظهر عدم اكتراث "الإدارة الذاتية" بمصير المشاركين، ويأتي في سياق أجندات لا تصب في مصلحة المدنيين.

في غضون ذلك، أعلنت فصائل "الجيش الوطني"، أن قواتها تمكّنت اليوم من السيطرة على قرية القشلة وتلة السيرياتيل القريبة من سد تشرين، بعد معارك مع قوات "قسد". ومن جانبها، قالت قوات "قسد" إنها أحبطت جميع هجمات "الجيش الوطني" على قرى شمال سد تشرين والريف الجنوبي الشرقي لمدينة منبج، والتي كانت مدعومة بالقصف الجوي والبري من قبل الطيران الحربي والمسيّر التركي.

وتشهد منطقة سد تشرين بريف حلب الشرقي، شمال سورية، تصعيداً عسكرياً منذ أسبوعين، مع اشتباكات عنيفة بين فصائل "الجيش الوطني السوري" المدعومة من تركيا من جهة، و"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) من جهة أخرى، وأسفرت المعارك المستمرة عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من كلا الطرفين، بالتزامن مع استهداف الطيران المُسيّر التركي تجمعات (قسد) المحيطة بالسد.

المساهمون