كشف قائد عسكري إيراني، اليوم الإثنين، عن أن الحادث الذي وقع أواخر الشهر الماضي في منطقة بارشين العسكرية، شرقي طهران، كان ناجماً عن "عملية تخريبية".
وقال رئيس جامعة الإمام الحسين العسكرية التابعة للحرس الثوري الإيراني، العميد محمد رضا حسني آهنغري، إن "خطوطنا الإنتاجية تستهدفها عمليات تخريبية صناعية"، مشيراً في السياق إلى أن "الشهيد في وزارة الدفاع لم يكن مستهدفاً بنفسه، لكنه وقع ضحية عملية تخريبية صناعية".
وقُتل عاملان بوزارة الدفاع الإيرانية في حادثين منفصلين، في الأسابيع الاخيرة، في منطقتين مختلفتين. الأول في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، في منطقة بارشين العسكرية، أودى بحياة العالم الإيراني الشاب إحسان قدبيغي، وتسبب إصابة شخصين آخرين. والحادث الثاني كان في منطقة سمنان الفضائية في الـ12 من الشهر الحالي، حيث أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية مقتل الموظف العامل في مجال الجوفضاء محمد عبدوس أثناء "أداء مهمته".
ورأى العميد حسن أهنغر أن بلاده تتعرض لـ"حرب نفسية" تستهدف "قناعات الشعب وقرارات المسؤولين" الإيرانيين، وفقاً لما أورده نادي "المراسلين الشباب" التابع للتلفزيون الإيراني. وتابع أن طبيعة التهديدات التي تواجهها إيران أصبحت "معقدة، ونواجه حرباً مركبة".
لكن يبدو أن القائد العسكري الإيراني، الذي كشف اليوم الإثنين عن ملابسات مقتل أحد العاملين في وزارة الدفاع الإيرانية، يقصد ما حصل في منطقة بارشين، حيث أشار نادي "المراسلين الشباب"، في سياق تغطيته تصريحات حسني آهنغري، إلى هذا الحادث، ومقتل إحسان قدبيغي.
وكانت وزارة الدفاع الإيرانية قد أعلنت، يوم 26 مايو/أيار الماضي، مقتل المهندس إحسان قدبيغي وإصابة شخصین آخرین جراء "حادث"، يوم الـ25 من الشهر نفسه، في مركز بحوث تابع لوزارة الدفاع الإيرانية في منطقة بارشين العسكرية، شرقي طهران، التي تضم مجمعاً عسكرياً، لكن الوزارة الإيرانية لم تكشف عن طبيعة الحادث وتفاصيله.
وفي السياق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، يوم 27 مايو/ أيار الماضي، عن مسؤول أميركي، إنّ طائرات مسيّرة استهدفت موقع بارشين الدفاعي في إيران.
ومع عودة التوتر إلى الملف النووي الإيراني، باتت الساحة الإيرانية تشهد وقوع حوادث وفاة أو مقتل أو اغتيال لعلماء وعسكريين إيرانيين خلال الفترة القليلة الأخيرة، أكدت السلطات الإيرانية رسمياً أن واحداً منها فقط جاء نتيجة عملية اغتيال، في إشارة إلى حادث مقتل العقيد في الحرس الثوري حسن صياد خدايي أواخر الشهر الماضي، مشيرة في الوقت ذاته إلى مقتل ثلاثة أشخاص في وزارة الدفاع والحرس الثوري في "حوادث وأثناء تأدية المهام"، من دون الكشف عن تفاصيلها.
وأكد القائد العام السابق للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري، الأربعاء الماضي، في مقابلة مع وكالة "تسنيم"، أن بلاده وجهت "ضربات سرية" لإسرائيل، و"هي مستمرة ولا يمكن الكشف عنها".
وأشار علي جعفري إلى حوادث غامضة شهدتها إيران أخيراً، قائلاً إنّ "الأعداء يسعون إلى نسب بقية حوادث البلاد إلى أنفسهم، عبر عمليات نفسية وإعلامية، بينما هم يعلمون أكثر من غيرهم أنّ هذه الحوادث لا تعود إليهم".
واليوم الإثنين، أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، أنه "لن نسمح للعدو أن تطاول يده أمننا"، قائلاً، وفق وكالة "نورنيوز" الإيرانية: "علينا إنتاج الأمن وليس فقط منع زعزعته"، متهماً "أعداء إيران" بـ"أنهم يقومون بتحريض المواطنين".