في ذكرى ثورة فبراير

17 فبراير 2022
يفهم الليبيون جيّداً مناورات السياسيين (حازم تركية/الأناضول)
+ الخط -

يمرّ اليوم في 17 فبراير/شباط، 11 عاماً على ثورة فبراير الليبية ضد نظام معمر القذافي، في عام 2011. وتحلّ الذكرى، متزامنة مع محاولات حثيثة للمتشبثين بكراسي الحكم، للانقلاب على إرادة 2.8 مليون ليبي، راغبين في الإحاطة بهم سلمياً، وعبر صناديق الاقتراع. من جهتها، تواصل مجموعات مسلحة مختلفة الأهواء والانتماءات، احتكار سلاح الثوّار، الذين أسقطوا به أعتى نظام استبدادي حكم ليبيا عبر كل مراحل تاريخها. 

على مدى أكثر من عقد، أتقن المتشبثون بالحكم في ليبيا فنون اللعب والمناورات السياسية، لكنهم كشفوا عن نواياهم الحقيقية مع كيفية دعمهم للإرادة الشعبية في الانتخابات.

فبعدما باءت بالفشل لعبة تصميم القوانين الانتخابية على مقاساتهم للمرور عبر الانتخابات إلى فترة جديدة من الحكم، أعلنوا عن خريطة طريق سياسية تقود إلى انتخابات بعد 14 شهراً، على الرغم من يقينهم بأن الشعب يدرك جيّداً أن خريطة طريقهم، ليست سوى مناورة جديدة منهم للتمديد لأنفسهم والبقاء في الحكم مدة أطول.

وحتى ما سُمّي باتفاقات الحل السياسي، استثمرها هؤلاء المتشبثون بالحكم للبقاء فيه: فسبب انخراط مجلس النواب في حوارات الصخيرات المغربية، البقاء بشرعية الاتفاق، بعدما انتهت مدة ولايته أواخر عام 2015، فيما أراد المؤتمر الوطني العام العودة عبر ذات الحوارات، بصيغة سياسية جديدة (المجلس الأعلى للدولة).

وعلى الرغم من أن الاتفاق السياسي شرعن المجلسين كغرفتي سلطة تشريعية، إلا أنهما مثّلا قطبي الصراع وتغذية الخلافات، قبل أن يفاجئا الرأي العام الليبي بتقاربهما، من أجل "إنقاذ" الاستحقاق الانتخابي، ولكن بعد أجل طويل، يبقيان فيه بالسلطة قدر ما يشاءان. 

لم تجرِ الانتخابات الليبية في موعدها، في 24 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتمكنت كل الأطراف غير الراغبة في ترك مناصبها، من إفشال الاستحقاق وترحيل مواعيده.

وبعض هؤلاء، لا يجد غضاضة في التلون، كالجنرال المتمرد، خليفة حفتر، الذي لم يترك فرصة إلا واقتنصها من أجل الوصول إلى الحكم ولو على جثث قتلى بني وطنه. وخلع حفتر بزته العسكرية، وارتدى بدلة مدنية، ليتقدم بأوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية، ويستضيف عدو الأمس، وزير الداخلية السابق فتحي باشاغا، ويصافحه. 

من دون شك، فإن التغيير في ليبيا قد حدث قبل 11 عاماً، لكن ما لم يدركه المتشبثون بكراسيهم، أن الليبيين على دراية بتاريخ الثورات، التي حملت قواميسها عبارات من مثل "سرقة الثورة" و"الثورة المضادة" و"الثورات المتتالية".

المساهمون