تعود قصة رجل الأعمال الروسي فيكتور بوت (55 عاماً)، الملقب بـ"تاجر الموت"، الذي تسلمته روسيا من الولايات المتحدة في إطار عملية تبادل، أمس الخميس، إلى عام 2008، حين اعتقل في العاصمة التايلاندية بانكوك بطلب من واشنطن لاتهامه بالتآمر لبيع صواريخ من فئة "أرض - جو" لمجموعة "فارك" الكولومبية اليسارية الراديكالية.
وفي عام 2010، قامت تايلاند بترحيل بوت، الذي تعتبره الاستخبارات الأميركية واحداً من أكبر تجار السلاح غير الشرعيين في العالم، إلى الولايات المتحدة، حيث صدر بحقه في عام 2012 حكم بالسجن 25 عاما وغرامة قدرها 15 مليون دولار.
وعلى الرغم من مرور أكثر من عشر سنوات على سجن بوت، إلا أن الأحاديث عن مصيره عادت إلى المجالين الإعلامي والسياسي بقوة بعد عملية التبادل التي جرت في نهاية إبريل/نيسان الماضي، وشملت الطيار الروسي قسطنطين ياروشينكو، والسجين الأميركي في روسيا تريفور ريد، وسط إثبات موسكو وواشنطن قدرتهما على التنسيق في بعض الملفات الحيوية بعيدا عن الخلافات الناجمة عن الحرب الروسية على أوكرانيا.
وفي نهاية يوليو/تموز الماضي، أعلنت الولايات المتحدة عن عرضها على روسيا إجراء عملية تبادل ستشمل بوت، وهو إعلان أثار انتقادات المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، الذي دعا إلى مناقشة مثل هذه القضايا سراً.
وعلى الرغم من إطالة أمد المفاوضات، إلا أنها توجت باعتماد الآلية التي اقترحها الجانب الروسي حتى يجري التبادل وفق معادلة "واحد مقابل واحد". وجرى العفو عن بوت ولاعبة كرة السلة الأميركية بريتني غرينر قبل تسليمهما، وهو ما يعفيهما من استكمال العقوبة في وطنيهما.
وبعد عودته إلى روسيا، أعرب بوت، وفق ما نقلته زوجته آلا بوت، عن امتنانه للجانب الأميركي على "المعاملة بنبل واحترام" أثناء عملية التبادل، مقرة في الوقت نفسه بأن زوجها في حالة إنهاك تام بسبب عدم نومه لثلاثة أيام متواصلة، وآملة أن تتسلم السفارة الروسية لدى الولايات المتحدة في القريب العاجل الأوراق والرسومات التي بقيت في السجن.
كما كشف بوت لدى عودته إلى روسيا عن تفاصيل الإفراج عنه، موضحاً، في حديث لوكالة "نوفوستي" الحكومية، أنه تم إيقاظه عند الساعة الثالثة ليلاً تقريباً دون أن يعلم شيئاً مسبقاً، ثم نقل إلى مطار المغادرة.
وشهد مطار أبوظبي، أمس الخميس، عملية تبادل روسية أميركية شملت بوت وغرينر التي كانت معتقلة في روسيا بتهمة تهريب المخدرات.
واعتقلت غرينر في مطار "شيريميتييفو" في ضواحي موسكو في فبراير/شباط الماضي، وبحوزتها خراطيش سجائر إلكترونية احتوت على زيت حشيشة الكيف.
وعلى الرغم من تأكيد لاعبة كرة السلة أنها جلبت المادة المحظورة إلى روسيا عن طريق خطأ، إلا أنها واجهت تهمة تهريب المخدرات، وفي أغسطس/آب الماضي صدر بحقها حكم بالسجن لمدة تسع سنوات.