استمع إلى الملخص
- ردًا على ذلك، شنت القوات العراقية عملية أمنية في صلاح الدين، مستهدفة مواقع التنظيم بغارات جوية، مما أدى إلى مقتل قائد بارز وخمسة من عناصره.
- أكد المسؤولون العراقيون السيطرة على الوضع الأمني، مشيرين إلى ضعف التنظيم واستمرار العمليات الاستباقية لضمان القضاء على بقاياه.
شن تنظيم داعش هجومين خلال أقل من أسبوع في العراق، ما أدى إلى مقتل أربعة من قطعات الجيش واثنين من ألوية الحشد الشعبي، في دلالة على استغلال انشغال القوات العراقية في الخطة الأمنية والاستعدادات بشأن احتمال قيام الكيان الإسرائيلي بشن هجمات صاروخية على مواقع أمنية ومقرات محددة.
وأعلن الجيش العراقي، الأربعاء الماضي، عن مقتل أربعة جنود وإصابة ثلاثة آخرين في كمين لرتل عسكري قرب مدينة كركوك (شمال)، وأكدت مصادر أمنية لـ"العربي الجديد" أن "تنظيم داعش يقف وراء تنفيذ الكمين".
وقُتل قبل يومين اثنان من عناصر الحشد الشعبي وأصيب ثالث في هجوم مسلح لتنظيم داعش استهدف مركبة كانوا يستقلونها شمال شرقي محافظة ديالى شرقي العراق. ونقلت وسائل إعلام محلية عن قائد أمني قوله إن "مسلحي داعش هاجموا بالأسلحة الرشاشة مركبة تابعة للحشد الشعبي بالقرب من منطقة المقدادية التي تبعد 45 كم شمال مدينة بعقوبة مركز المحافظة".
وانطلقت عملية أمنية واسعة في قاطع العيث بمحافظة صلاح الدين (وسط)، اليوم الثلاثاء، لمداهمة وتفتيش عمق القاطع بعد أن تم قصفه من قبل طائرات F-16 العراقية، في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين، وقد "استهدفت مضافة تضم من خمسة إلى ستة إرهابيين"، وفق مصادر أمنية عراقية.
وقال ضابط من الجيش العراقي لـ"العربي الجديد"، إن "عملية التفتيش الجديدة تهدف إلى تمشيط مناطق القصف، والتأكد من نتائج العملية، خصوصاً مع عودة نشاطات الإرهابيين خلال الأسبوع الأخير"، مبيناً أن "معظم هذه المناطق تعتبر معقدة ووعرة وذات منحدرات صعبة".
كما أكدت مديرية الاستخبارات العسكرية التابعة لوزارة الداخلية العراقية، قتل ما يسمى "آمر قاطع البراء في ولاية صلاح الدين" وخمسة من عناصره. وذكرت المديرية في بيان أن "الضربة الجويّة بطائرات الـF-16 العراقية في منطقة العيث، أسفرت عن قتل ما يسمى آمر قاطع البراء بولاية صلاح الدين وخمسة من عناصره الإرهابية".
وأشار الخبير الأمني، أحمد الشريفي، بحديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن "تنظيم داعش يحاول الظهور بين فترة وأخرى، من أجل إثبات وجوده من جهة، والحصول على احتياجاته من الأكل والشرب واللوجستيات التي تضمن استمرار عناصره على قيد الحياة، والأسلحة أيضاً من جهة ثانية"، مضيفاً أن "التنظيم عادة ما يستغل الظروف السياسية والأمنية المعقدة التي تشهدها البلاد في بعض الأحيان، وأن الظهور الأخير يؤشر إلى أنه استغل الإجراءات الأمنية التي أعلنت عنها السلطات العراقية، بخصوص احتمالات تعرض البلاد إلى هجمات من الكيان الإسرائيلي".
وكان المتحدث باسم قيادة العمليات العراقية المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، قال في حديث سابق لـ"العربي الجديد" إن "حصول الهجمات الجديدة، لا يعني خروج الوضع عن السيطرة، بل إن الوضع مسيطر عليه، وهناك عمليات نوعية للقوات العراقية ضد خلايا تنظيم داعش الإرهابي في كل المدن العراقية"، مضيفاً أن "استمرار عمليات الضغط العسكرية النوعية ضد ما تبقى من خلايا تنظيم داعش الإرهابي، يجعله يحاول شنّ بعض الهجمات على القوات الأمنية لفك الضغط والحصار عليه، لكن نحن مستمرون بتلك العمليات. وداعش فقد كل قواته العسكرية، والخروقات التي تحصل لا تؤثر في الاستقرار وضبط الأمن، والوضع مسيطر عليه بشكل كامل، ومصير ما تبقى من عناصر داعش سيكون القتل أو الاعتقال".
وشهدت المحافظات العراقية عموماً، خلال الأشهر الماضية، هدوءاً أمنياً نسبياً مع تراجع هجمات "داعش" في العراق التي كانت تستهدف القوات الأمنية والمدنيين، خصوصاً في المحافظات المحررة (ديالى، كركوك، صلاح الدين، نينوى، والأنبار)، ولا سيما بعدما نفذ الجيش، بما في ذلك عبر الطيران، ضربات نوعية ضد التنظيم. إلا أن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني وجه أخيراً باستمرار استهداف بقايا "داعش" وتنفيذ عمليات استباقية ضد ما تبقى منهم بإشراف من قيادة العمليات المشتركة.