فلسطينيون يشكرون رئيس البرازيل على مواقفه بخصوص غزة

22 فبراير 2024
نظم العشرات من الفلسطينيين وقفة أمام مبنى السفارة البرازيلية في رام الله (العربي الجديد)
+ الخط -

عبرت فصائل فلسطينية ومؤسسات مجتمع مدني وقوى في رام الله وسط الضفة الغربية، اليوم الخميس، عن "تقديرها واعتزازها وشكرها" لمواقف رئيس البرازيل إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي شبّه الأحد الماضي الحرب الإسرائيلية على غزة بالمحرقة النازية في حق اليهود، وما تلا ذلك من ردود إسرائيلية غاضبة.

ونظم العشرات من الفلسطينيين وقفة أمام المبنى الذي يضم السفارة البرازيلية في رام الله، رافعين الأعلام الفلسطينية والبرازيلية، وشعارات تشكر دا سيلفا.

وتلا منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، عصام بكر، رسالة موجهة لرئيس البرازيل جاء فيها: "إن القوى والنقابات والاتحادات والمنظمات الأهلية واللجان الشعبية تعبر عن تقديرها واعتزازها بالمواقف الجريئة للرئيس دا سيلفا والبرازيل شعباً وحكومة تجاه ما يجري من حرب إبادة مفتوحة على الشعب الفلسطيني منذ 139 يوما".

وأكد بكر أن "وصف الرئيس لولا لما يجري بالإبادة وأنها ليست حربا؛ وما رافقها من حملات وصفتها الرسالة بالهستيرية من دولة الاحتلال وخارجيتها بعد المواقف في الأمم المتحدة، وما سبق ذلك في محكمة العدل الدولية في لاهاي، بعد تقديم جنوب أفريقيا الدعوى القضائية؛ هو تعبير عن موقف أخلاقي وإنساني نبيل وشجاع في وجه الظلم والتبعية".

ودعا بكر باسم "الأطفال والنساء والشيوخ والمشردين الرئيس والحكومة البرازيلية لمواصلة الطريق من أجل وقف فوري للعدوان، والإبادة، واستمرار العمل مع الأطراف الدولية لتحمل المسؤولية في إغاثة ومساعدة الفلسطينيين في قطاع غزة خصوصاً، وتأمين المساعدات الطبية والإنسانية، إلى جانب استمرار السعي الحثيث عبر المسيرات والتحركات الشعبية ليس في البرازيل وحدها، وإنما في دول العالم، للضغط من أجل إرادة دولية لوقف المجازر، والعمل من أجل تأمين حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة المكفولة بالقرارات الدولية، وفي مقدمتها حقه بالعودة، وتقرير المصير، والاستقلال الوطني في دولة حرة مستقلة كاملة السيادة عاصمتها القدس".

واعتبر الأكاديمي الفلسطيني البرازيلي جمال حرفوش، والذي يعمل رئيسا لمؤسسة تعليم عالٍ في البرازيل، خلال كلمة له؛ أن تصريحات الرئيس البرازيلي ضد إسرائيل "تؤسس لمرحلة جديدة".

وأكد حرفوش أن تصريحات الرئيس البرازيلي "كسرت الحواجز التي روج لها الاحتلال، وجعلها تهمة جاهزة للمعارضين لجرائمه ومجازره، وهي تعبر عن شجاعة الرئيس دا سيلفا في مواجهة الظلم". وأعلن الدعم الكامل لتصريحات الرئيس البرزيلي، والتي قارن فيها الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة بتلك التي ارتكبها أدولف هتلر ضد اليهود.

وقال حرفوش في تصريحات له: "نعرب عن تضامننا الكامل مع الرئيس لولا، ضد انتقادات رئيس وزراء حكومة الاحتلال النازية الصهيونية"، في إشارة لبنيامين نتنياهو، واصفاً إياه بـ"مجرم الحرب والإرهابي"، وفق البيان.

وتابع أن "مثل هذه المقارنة في مكانها المناسب"، وأن الرئيس لولا يضع نفسه على الجانب الصحيح من التاريخ والقانون الإنساني الدولي، حين أوضح "بينما كانت نية هتلر هي القضاء على اليهود، فإن نية إسرائيل تتمثل في إبادة الشعب الفلسطيني)، وبهذا المعنى يمكن اعتبار النازيين والصهاينة وجهين لعملة واحدة".

وأضاف حرفوش أنه "بموجب القانون الدولي، لا يحق لقوة احتلال مثل إسرائيل الدفاع عن النفس، على عكس المقاومة الفلسطينية التي تصنف على أنها تدافع عن أرضها وشعبها وحقها المغتصب، وأن تصريحات الرئيس البرازيلي تتصاعد منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقد رفض تصنيف حماس كحركة إرهابية، رغم الضغوط كلها التي تعرضت لها حكومته".

لكن في المقابل، أشار حرفوش إلى أن "اللوبي الصهيوني في البرازيل قد أدان تصريحات الرئيس لولا، ووصل الأمر ببعض النواب وأعضاء مجلس الشيوخ طلب محاكمته برلمانياً وعزله، الأمر الذي يدلّل على حجم تأثير هذه التصريحات في فضح جرائم الاحتلال وداعميه، وأن موقفه يمثل سابقة، وسيؤسس لمرحلة جديدة، وسيزيل الحواجز الوهمية التي وضعها الصهاينة، وفي مقدمتها وصم كل من يعارضهم بالإرهاب ومعاداة السامية"، متوقعا رفع الأحزاب البرازيلية والنواب البرازيليين سقف دعمهم للقضية الفلسطينية.

المساهمون