استمع إلى الملخص
- تقدمت المعارضة نحو كفروما وكفرنبل والطريق الدولي حلب - دمشق، وسيطرت على مدن وبلدات في ريف حلب الشمالي الغربي بعد انسحاب قوات النظام.
- أعلنت فصائل "الجيش الوطني السوري" عن سيطرتها على قرى في ريفي إدلب وحلب ضمن عملية "فجر الحرية"، بينما أعلن جيش النظام عن "انسحاب مؤقت" للتحضير لهجوم مضاد.
سيطرت فصائل المعارضة السورية، صباح اليوم السبت، على مدينة معرة النعمان، أكبر مدن محافظة إدلب وريفها الشرقي، شمال غربي سورية، ومطار أبو الظهور العسكري، أبرز معاقل المليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري في ريف محافظة إدلب الشرقي، وذلك بعد معارك عنيفة مع قوات النظام أسفرت عن وقوع قتلى وجرحى وأسر مجموعتين واغتنام دبابات والسيطرة على مستودعات للذخائر.
وقالت مصادر عسكرية من غرفة عمليات "ردع العدوان" لـ"العربي الجديد"، إن فصائل المعارضة سيطرت على مدينة معرة النعمان بالكامل وعلى 45 بلدة وقرية في ريفها الشرقي، بالإضافة إلى السيطرة على معسكر وادي الضيف أكبر معسكرات النظام في المحافظة. وأكدت المصادر ذاتها، أن الفصائل تمكنت من أسر مجموعتين لقوات النظام في الحي الشرقي من مدينة معرة النعمان، كما غنمت أربع دبابات على أطراف المدينة، بالإضافة إلى مستودعي أسلحة، ورتل مؤلف من أكثر من ثماني دبابات مع عربات "BMB" في بلدة تلمنس شرقي مدينة معرة النعمان.
وكانت قوات النظام قد سيطرت على مدينة معرة النعمان في يناير/كانون الثاني عام 2020 بعد معارك عنيفة لقوات النظام بدعم روسي - إيراني وتهجير أكثر من 100 ألف نسمة من سكان المدينة باتجاه الشمال السوري.
وأشارت المصادر، إلى أن فصائل المعارضة بعد سيطرتها على مدينة معرة النعمان شكلت محورين اثنين من التقدم، الأول باتجاه بلدة كفروما بهدف الوصول إلى مدينة كفرنبل، والمحور الثاني باتجاه الطريق الدولي حلب - دمشق بهدف الوصول إلى مدينة خان شيخون جنوبي محافظة إدلب. في السياق، تمكنت الفصائل من السيطرة على مدن عندان وحريتان وحيان وبلدات كفر حمرة وبيانون وزيتان بريف حلب الشمالي الغربي، وذلك بعد انسحاب قوات النظام منها، فيما لا تزال مجموعات الفصائل تتقدم باتجاه منطقتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي، شمال سورية.
وأكد مصدران من المعارضة السورية لوكالة "رويترز" اليوم أن قوات المعارضة أعلنت سيطرتها على مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، مما يعني أن محافظة إدلب بأكملها باتت الآن تحت سيطرة المعارضة. وفي وقت لاحق، أفاد مراسل "العربي الجديد" أن فصائل المعارضة السورية باتت تسيطر على مدينة كفرنبل جنوبي إدلب وتتقدم باتجاه خان شيخون. من جهة أخرى، قال ثلاثة سكان لـ"رويترز" إن آلاف السيارات المدنية تغادر مدينة حلب عبر طريق خناصر أثريا الرئيسي إلى خارج المدينة، وذلك بعد ساعات من اجتياح فصائل المعارضة أحياء رئيسية هناك. وأضافوا أن السيارات تتجه في الغالب صوب اللاذقية والسلمية، مع إغلاق الطريق السريع الرئيسي بين دمشق وحلب.
إلى ذلك، تمكنت فصائل "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا من السيطرة على قرى طومان والشماوية والمداجن وأبو طلطل ودير قاق وبريج بريف إدلب الشرقي، بعد معارك مع قوات النظام السوري و"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بريف حلب الشرقي، وذلك خلال عملية أُطلق عليها اسم "فجر الحرية" بهدف استعادة السيطرة على ريف حلب الشرقي بالكامل.
في الأثناء، أعلن جيش النظام السوري، اليوم، عما وصفه بـ"انسحاب مؤقت" لقوات في حلب، التي سيطرت عليها فصائل المعارضة في وقت سابق، بهدف التحضير لهجوم مضاد على من وصفهم بـ"الإرهابيين". وقال جيش النظام السوري، وفق ما أوردته وكالة "رويترز"، إن هذا الانسحاب يأتي في إطار جهود إعادة حشد القوات قبل وصول تعزيزات لشن الهجوم المضاد. وأقر جيش النظام السوري بأن عشرات الجنود قتلوا أو أصيبوا في معارك عنيفة مع مقاتلين من المعارضة في حلب وإدلب خلال الأيام القليلة الماضية.
كما أعلنت فصائل المعارضة السيطرة على مدن عندان وحريتان وحيان وكفرحمرة في ريف حلب الشمالي الغربي، وعلى قرى، بعد معارك مع قوات النظام في ريف مدينة الباب شرق حلب. وفي وقت سابق من صباح اليوم السبت، أفادت مصادر "العربي الجديد" بتسجيل انهيار كبير لقوات النظام جنوب إدلب، واشتداد المعارك على تخوم مدينة معرة النعمان.
وقالت مصادر عسكرية من غرفة عمليات "ردع العدوان" (تضم فصائل من هيئة تحرير الشام والجيش الوطني المدعوم من تركيا)، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "ردع العدوان" تمكنت من السيطرة على مطار أبو الظهور الذي كانت تستولي عليه المليشيات الإيرانية بالاشتراك مع "حزب الله" اللبناني وقوات النظام السوري، وذلك بعد معارك عنيفة بدأت فجر اليوم السبت، وأسفرت عن أسر عدة عناصر ومقتل عناصر آخرين، واغتنام دبابات ومدافع ميدانية ومستودعات أسلحة وذخائر.
وأكدت المصادر نفسها أن فصائل "ردع العدوان" سيطرت على أكثر من 40 بلدة وقرية، جنوب شرق إدلب، بعد معارك مع قوات النظام، تمكنت من خلالها من أسر عدد من العناصر واغتنام أسلحة ثقيلة ودبابات.
ولفتت إدارة غرفة عمليات "ردع العدوان"، في بيانٍ لها، إلى "انهيار كبير في صفوف قوات النظام المجرم وانسحابه من عدة مواقع استراتيجية في ريفي حلب وإدلب، بعد أن خاضت قواتنا معارك شرسة أظهرت فيها بسالة وتفوقاً ميدانياً"، مشددةً على "استمرار عملياتنا لردع عدوان المعتدين عن كل المناطق المسلوبة".
وكانت فصائل غرفة عمليات "ردع العدوان" قد سيطرت، ليل الجمعة، على معظم أحياء مدينة حلب، وذلك بعد معارك عنيفة مع قوات النظام والمليشيات الإيرانية في الأحياء الغربية من المدينة، ما أدى إلى انسحاب جماعي لقوات النظام من المدينة باتجاه مدينة السفيرة بريف حلب الجنوبي الغربي، شمالي سورية.