استمع إلى الملخص
- **ردود الفعل الرسمية وتعزيز الأمن**: وزير الداخلية وصف الحادث بأنه "إجرامي"، وأكد تعزيز حماية مواقع العبادة اليهودية. رئيس الوزراء أكد تعبئة 200 شرطي ودركي للعثور على الجاني.
- **السياق العام والتوترات المتزايدة**: الهجوم يأتي في ظل ارتفاع الدعاوى القضائية ضد "تمجيد الإرهاب" منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر 2023، مما يعكس تصاعد التوترات والعنف ضد اليهود في فرنسا.
أُضرمت النار في سيارتين إحداهما تحتوي أسطوانة غاز، صباح السبت، أمام معبد يهودي في لا غراند موت جنوبي فرنسا مما سبب انفجاراً أدى إلى إصابة شرطي بجروح، وفق ما أفاد قسم الدرك ورئيس البلدية.
وقال رئيس بلدية المدينة ستيفان روسينول لوكالة فرانس برس إنّ أحد عناصر الشرطة البلدية أصيب في الموقع الذي أضرمت فيه النار بسيارتين على الأقل، مضيفاً أن "كاميرات المراقبة التقطت صور شخص يشعل النار في سيارات أمام كنيس بيث ياكوف (بيت يعقوب)". وأعلنت نيابة مكافحة الإرهاب في فرنسا أنها فتحت تحقيقاً في محاولات اغتيال "إرهابية". وقال مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة الإرهاب في بيان "داخل الكنيس، كان هناك خمسة أشخاص، من بينهم الحاخام، لم يصابوا بأذى"، مذكّراً بأن "التحقيقات مستمرة بنشاط من أجل السماح باعتقال الجاني أو الجناة".
ودان وزير الداخلية جيرالد دارمانان ما وصفه بأنه عمل "إجرامي" على شبكة التواصل الاجتماعي "إكس". وقال الوزير: "أريد أن أؤكد لإخواننا المواطنين اليهود وللجميع تضامني معهم، وأقول إنه بناءً على طلب رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، سنلجأ إلى كل الوسائل للعثور على الفاعل"، مشيراً إلى تعزيز حماية مواقع العبادة اليهودية. ويتوجه دارمانان لاحقاً إلى منتجع لا غراند موت الساحلي الشهير بالقرب من مدينة مونبلييه في جنوب فرنسا.
🔴🔵🟡 Explosion in front of the Beth Yaacov synagogue in La Grande-Motte, in Hérault, France 🇫🇷 pic.twitter.com/WYZfqkxAGL
— SVS NEWS AGENCY (@svsnewsagency) August 24, 2024
رئيس وزراء فرنسا يقول إن بلاده "نجت من مأساة"
من جانبه، قال رئيس الوزراء الفرنسي غابريال أتال إن بلاده "نجت من مأساة محققة". وصرّح أتال في منطقة لا غراند-موت بأن "العناصر الأولى، خصوصا من تسجيلات الفيديو، تظهر أن المهاجم كان مصمما للغاية وأنه لو كان الكنيس مليئا بالمؤمنين في ذلك الوقت، كان من المرجح سقوط ضحايا".
وأوضح رئيس الوزراء أنه "تمت تعبئة نحو 200 شرطي ودركي للعثور على الجاني" الذي تم تصويره وهو يغادر الموقع السبت قرابة الساعة الثامنة والنصف صباحا، معربا عن أسفه "لأن اليهود الفرنسيين تعرضوا للاستهداف مجددا بسبب معتقدهم".
وأضاف غابريال أتال: "هذا يثير غضبنا واستياءنا"، منددا بـ"المناخ الذي يغذيه البعض".
ولم تعرف خلفية الهجوم بعد، وما إذا كان مرتبطاً بحالة الغضب بين شعوب العالم جراء حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في قطاع غزة المعزول والمحاصر، والتي خلفت حتى اليوم أكثر من 40 ألف شهيد فلسطيني جلهم نساء وأطفال عدا عن قرابة عشرة آلاف مفقود.
وتشهد فرنسا ارتفاعاً كبيراً في عدد الدعاوى القضائية المرفوعة ضد أشخاص متهمين بـ"تمجيد الإرهاب" منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وذكرت صحيفة لوموند بداية هذا العام أنّ هناك 626 دعوى قائمة. وتطاول الاستدعاءات الجميع، سواء كانوا مواطنين بسطاء أم مؤثّرين أم رياضيين رفيعي المستوى، أم طلاباً أم نشطاء مجتمعيين أم نقابيين أم زعماء سياسيين أم مسؤولين محليين أم نواباً برلمانيين، والآن ربما تطاول الصغار والكبار.
وفي 17 مايو/أيار الماضي، قتلت الشرطة الفرنسية، شخصاً قالت إنه حاول حرق كنيس يهودي بمدينة روان شمالي البلاد من دون الكشف عن هويته. وبحسب وسائل إعلام محلية، فإنّ المشتبه فيه كان مسلّحاً بسكين وهاجم ضابط الشرطة الذي وصل إلى مكان الحادث، لتطلق عليه الشرطة النار وترديه قتيلاً. ووصف دارمانان محاولة حرق الكنيس في حينه، بأنها "عمل معادٍ للسامية". وقال في هذا الصدد: "عمل معادٍ للسامية تعرض لمكان مقدس بالنسبة للجمهورية، وهو يمسنا جميعاً بعمق"، معرباً عن أسفه للعنف "غير المقبول والبغيض" ضد يهود فرنسا.
(فرانس برس، العربي الجديد)