فرنسا: احتجاجات بمدن كبرى ضد فوز اليمين في الانتخابات الأوروبية

11 يونيو 2024
متظاهرة تحمل بين يديها لافتة كتب عليها "تصويت الفاشيين"، ليون 10 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- في فرنسا، تظاهرات في مدن كبرى ضد فوز اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي، مع تحذيرات من الفاشية ودعوات لليقظة لمنع فوزهم في الانتخابات المحلية.
- الرئيس الفرنسي يحل الجمعية الوطنية ردًا على مكاسب اليمين المتطرف بقيادة "التجمع الوطني" بـ 31.5% من الأصوات، مما يعكس استياء من حكم ماكرون وشعور بالتهميش في المناطق الريفية.
- استطلاعات الرأي تظهر تصدر حزب التجمع الوطني لنوايا التصويت بنسبة 33-34% في الانتخابات التشريعية المبكرة، ما يثير قلقًا حول مستقبل الحريات في فرنسا ويعكس رغبة في التغيير السياسي.

خرجت تظاهرات في فرنسا مساء الاثنين احتجاجاً على فوز اليمين المتطرف في انتخابات البرلمان الأوروبي. ودعا محتجون في مدن كبرى إلى منع اليمين المتطرف من الفوز بالانتخابات المحلية التي ستُجرى الجولة الأولى منها في 30 يونيو/حزيران الجاري.

وتركزت التظاهرات في العاصمة الفرنسية باريس ومدن ليون ورين وبوردو، ورفعت خلالها لافتات كتب عليها "الجبهة الشعبية" و"انتبهوا للفاشية" و"لا تخيفوني، لا للجبهة الوطنية". وقالت الناشطة دانيا عصمت التي شاركت في تظاهرة باريس: "جئت للاحتجاج لأن الوضع فظيع، نحن حرفياً في كابوس". وذكرت عصمت (24 عاماً) أنها لا تزال غير قادرة على تصديق أن ماكرون قرر حل مجلس النواب. وأضافت: "لم يكن اليمين المتطرف قريباً من السلطة إلى هذا الحد من قبل، وهذا أمر مخيف".

الصورة
تظاهرة ضد اليمين المتطرف في فرنسا، ليون 10 يونيو 2024 (Getty)
من التظاهرة في ليون، 10 يونيو 2024 (Getty)

من جهتها، أشارت المتظاهرة كاميل إلى أن خروج اليمين المتطرف في المرتبة الأولى بصناديق الاقتراع في البرلمان الأوروبي هو "أعراض العيش في ظل حكم ماكرون لسنوات". وأرجعت نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي إلى شعور المواطنين في المناطق الريفية بالبلاد بتخلي الدولة عنهم.

وقالت: "هذا تصويت مقلق وسيكون له آثار على حرية التعبير وحرية الصحافة وحرية التظاهر". وحمَّلت الحكومةَ مسؤولية القرارات التي سبّبت التمييز ضد المسلمين وكذلك الأشخاص من أصول مهاجرة في البلاد وصعود "الفاشية".

وحققت الأحزاب اليمينية المتطرفة مكاسب كبيرة في انتخابات البرلمان الأوروبي الأحد، في صعودها إلى المراكز الأولى، خاصة في فرنسا وإيطاليا والنمسا وفقاً للنتائج الأولية والاستطلاعات. ونتيجة لذلك حل الرئيس الفرنسي الأحد، الجمعية الوطنية (مجلس النواب)، ودعا إلى انتخابات مبكرة بعد أن ألحق حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف هزيمة ثقيلة بمعسكره في الانتخابات.

وحصل حزب "التجمع الوطني" على 31.5% من الأصوات في انتخابات البرلمان الأوروبي ليحل في المرتبة الأولى، تاركاً وراءه حزب "النهضة" الرئاسي في المركز الثاني بحصوله على 15.2% من الأصوات.

اليمين المتطرف يتصدّر نوايا التصويت في انتخابات فرنسا التشريعية

ويتصدّر حزب التجمع الوطني في فرنسا نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية المبكرة مع ما بين 33 و34%، أي بزيادة قدرها 15 نقطة عن نتائجه قبل عامين، وفق استطلاعين نشرا الاثنين.

وفي دراسة لمعهد "آريس إنتراكتيف-تولونا" لحساب وسائل الإعلام الفرنسية "شالنج" و"إمى6" و"آر تي أل" أجريت غداة إعلان حل الجمعية الوطنية، تتصدّر الجبهة الوطنية نوايا التصويت مع 34%، يليها اليسار مجتمعاً في المرتبة الثانية مع 22 % من نوايا التصويت (حصد 25,7% في انتخابات 2022) ومعسكر ماكرون ثالثاً مع 19% (مقابل 25,8%) وحزب "الجمهوريون" اليميني رابعاً مع 9% (مقابل 11.3%).

وفق معهد الاستطلاع سيحصد التجمّع الوطني غالبية نسبية مع ما بين 235 و265 مقعداً، مقابل 89 حالياً في الجمعية الوطنية. وسيقتصر عدد مقاعد المعسكر الرئاسي على ما بين 125 و155 نائباً (مقابل 249 حالياً)، أما تحالف اليسار "نوبيس" فسيحصل على ما بين 115 و145 مقعداً (مقابل 153 حالياً) و"الجمهوريون" 40 إلى 55 مقعداً (مقابل 74 حالياً).

وفي دراسة أخرى أجراها معهد "أوبينيون واي" لحساب "سي نيوز" و"أوروب 1" و"لو جورنال دو ديمانش"، تصدّرت الجبهة الوطنية نوايا التصويت مع 33%، يليها "نوبيس" مع 23% ومن ثم المعسكر الرئاسي مع 18%.

وأعرب 61% من المستطلَعين عن تأييدهم قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حل الجمعية الوطنية والدعوة إلى انتخابات مبكرة، في حين أعرب 38% عن معارضتهم الخطوة الرئاسية.

وأجري استطلاع معهد "آريس إنتراكتيف-تولونا" عبر الإنترنت في التاسع من يونيو/ حزيران والعاشر منه وشمل عيّنة من 2744 شخصاً يبلغون 18 عاماً وما فوق وبينهم 2340 مسجلين في قوائم الناخبين، وبهامش خطأ يترواح بين 1 و2.3 نقطة.

أما استطلاع "أوبينيون واي" فأجري في العاشر من يونيو/ حزيران وشمل عيّنة من 1153 شخصاً يبلغون 18 عاماً وما فوق بينهم 1095 مدرجين في قوائم الناخبين، وبهامش خطأ يتراوح بين 1.4 و3.1 نقاط.

(الأناضول، فرانس برس)

المساهمون