فرار خلايا "داعش" من درعا البلد وتساؤلات عن مصيرها

16 نوفمبر 2022
تفيد أنباء بوجود اتفاق غير معلن منح "خلايا داعش" فرصة الفرار إلى منطقة أخرى (Getty)
+ الخط -

سيطرت الفصائل المحلية المدعومة من اللواء الثامن، مساء أمس على كامل المواقع التي كانت تتحصّن فيها مجموعات محلية توصف بأنها خلايا لتنظيم "داعش" في درعا، بعد انسحابها إلى جهة مجهولة، وسط تساؤلات عن مصيرها وكيفية خروجها من المنطقة المحاصرة.

وقال تجمع "أحرار حوران الإعلامي" إن الفصائل المحلية واللواء الثامن أنهيا عمليات التمشيط في بناء المهندسين في حي طريق السد بمدينة درعا، وأعلنا السيطرة على الحي بشكل كامل، بعد انسحاب المجموعات المتهمة بالانتماء إلى تنظيم "داعش".

ودامت الاشتباكات بين الطرفين 16 يوماً وأسفرت عن مقتل وجرح عناصر من الطرفين إضافة إلى مقتل وجرح مدنيين بنيران الاشتباكات الطائشة. وأشار التجمع إلى فرار العناصر المطلوبين إلى جهة مجهولة، وعلى رأسهم القياديان المعروفان "محمد المسالمة" (هفو) و"مؤيد حرفوش" (أبو طعجة).

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الحرفوش والمسالمة شخصان مسلحان ضالعان في عمليات سرقة ونهب في المنطقة، إضافة إلى عمليات تهديد بالقتل والخطف، فيما كانا قد انضما إلى فصائل مختلفة قبل عام 2018، واتهما مؤخراً من المجموعات المحلية بإيواء عناصر وقياديين من تنظيم "داعش".

وفي الشأن ذاته، ذكر الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" أن المجموعات المحلية مدعومة بعناصر من قوات النظام دخلت إلى كامل حي طريق السد ومنطقة المخيم وحارة الحمادين بعد فرار العناصر المطلوبين إلى جهة مجهولة، مشيراً إلى أنه أثناء عملية التمشيط عثر على جثث لتسعة أشخاص يرجح أنهم قتلوا خلال الاشتباكات.

وأوضح الناشط أن مصير الذين فروا من المنطقة غير معروف وسط أنباء تتحدث عن وجود اتفاق غير معلن منح هؤلاء فرصة الفرار إلى منطقة أخرى، مؤكداً أن المنطقة كانت محاصرة بالكامل ومن الصعب الخروج منها دون اتفاق.

وذكر الناشط أن حالات مشابهة حدثت سابقاً، إذ انسحب عناصر التنظيم من منطقة حوض اليرموك ومناطق أخرى في محيط دمشق وفروا باتجاه البادية، وذلك باتفاق مع قوات النظام أو بتسهيل منها وهي التي تسيطر على جميع الطرقات، إذ فرّ بعضهم إلى مناطق سيطرة الفصائل المحلية وجرى حمايته من قبل أقارب له.

وكان وجهاء وشيوخ محليون قد حذروا من تحول العملية الأمنية في درعا البلد إلى اقتتال عشائري في المنطقة، وهو ما يكون قد دفع إلى تسهيل هروب العناصر المطلوبين أو عقد اتفاق سري معهم على الخروج من المنطقة إلى مكان آخر.

وعن مشاركة النظام في العملية، أكد الناشط أن مشاركته لم تكن مباشرة إنما كانت عن طريق عناصر فصائل المصالحة والتسوية، وعلى رأسهم عناصر اللواء الثامن الذي بات يتبع لفرع الأمن العسكري.

وفي نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بدأت مجموعات مسلحة محلية كانت سابقاً في فصائل المعارضة بعملية أمنية مسلحة ضد مجموعات أخرى متهمة بالانتماء إلى تنظيم "داعش"، وذلك بعد تعرض مجموعة محلية لهجوم انتحاري أدى إلى مقتل وجرح قياديين وعناصر في درعا البلد.

وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن هناك مجموعات تابعة للواء الثامن الذي جرى إتباعه مؤخراً لفروع أمن النظام، وخاصة "الأمن العسكري"، جاءت إلى درعا البلد للمشاركة في العملية، في حين أعلن النظام عن طريق مسؤولي "حزب البعث" في درعا انخراطه في العملية.

مقتل شخصين في درعا البلد بعد انتهاء الحملة على خلايا "داعش"

إلى ذلك، قتل شخصان وجرح ثالث بهجومين من مسلحين مجهولين في درعا البلد بمدينة درعا جنوبيّ سورية بعيد ساعات من إعلان انتهاء الحملة الأمنية على مجموعات محلية متهمة بأنها خلايا لتنظيم "داعش".

وقال الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد"، إن هجومين بالأسلحة النارية وقعا اليوم في درعا البلد بمدينة درعا، واحد قرب المسجد العمري، وأدى إلى مقتل شاب، والثاني وقع في شارع فرعي بالمنطقة، وأدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر بجروح بالغة.

وأكد الناشط أن الهجومين كانا من مسلحين يستقلون سيارة، وفروا مباشرة إلى جهة مجهولة، مضيفاً أن المستهدفين من المدنيين ولا علاقة لهم بالفصائل المسلحة، وهم من آل المسالمة وآل الحمادي. 

وانتشرت شائعات عن أن القتيلان هما من الرافضين للحملة الأمنية في حيّ طريق السد لمشاركة اللواء الثامن التابع للأمن العسكري بها.

وجاء الهجومان تزامناً مع عودة الحياة إلى طبيعتها في حيّ طريق السد وافتتاح المدارس من قبل حكومة النظام السوري.

المساهمون