للمرة الأولى منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، فتح معبر رفح، اليوم الأربعاء، لنقل جرحى وخروج أجانب من قطاع غزة إلى مصر.
وقالت وسائل إعلام محلية مصرية ومصدر على الحدود المصرية، لوكالة رويترز، إنّ المجموعة الأولى من المصابين الذين تم إجلاؤهم من قطاع غزة دخلت مصر، اليوم الأربعاء، عبر سيارات الإسعاف من خلال معبر رفح.
وكانت الوكالة قد نقلت عن مصدر مطلع قوله إن قطر توسطت في اتفاق بين مصر وإسرائيل وحماس، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، للسماح بخروج حاملي جوازات السفر الأجنبية وبعض المصابين بجروح خطرة من قطاع غزة المحاصر.
وأضاف المصدر أنّ الجدول الزمني لفترة بقاء المعبر مفتوحاً لم يتحدد بعد.
وسيُنقَل 81 جريحاً من قطاع غزة للعلاج في المستشفيات المصرية، كما سيُسمح بسفر عدد من أصحاب الجنسيات الأجنبية، بعد أن كانت الحركة على المعبر قد اقتصرت في الأيام الماضية على إدخال كميات محدودة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقالت مصادر رسمية فلسطينية لـ"العربي الجديد"، إنّ سيارات الإسعاف المصرية توجهت إلى معبر نيتسانا الإسرائيلي لتفتيشها قبل الدخول إلى قطاع غزة، على أن تُفتَّش عند المعبر ذاته عند خروجها محملة بالجرحى.
وكانت السلطات المصرية قد بدأت بإجراءات إدخال الجرحى الفلسطينيين عبر معبر رفح، وفي مقدمتها تجهيز المستشفى الميداني الذي أُنشئ خصيصاً لجرحى الحرب على غزة.
وقالت مصادر أمنية في معبر رفح البري، لـ"العربي الجديد"، إنه بالتزامن مع إدخال الجرحى الفلسطينيين سيُسمَح أيضاً بسفر 400 من حملة الجنسيات الأجنبية الذين كانوا في زيارات لعوائلهم في غزة ولم يتمكنوا من المغادرة مع بدء الحرب، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الدوليين الذين يرغبون بمغادرة القطاع. ونقلت "رويترز" عن مصدر أمني مصري قوله إنّ ما يصل إلى 500 من حاملي جوازات السفر الأجنبية سيعبرون معبر رفح من غزة إلى مصر اليوم الأربعاء.
كما قال مسؤول غربي لـ"رويترز"، إنّ إسرائيل ومصر اتفقتا على قائمة الأشخاص الذين سيغادرون غزة عبر معبر رفح مع إبلاغ السفارات المعنية مسبقاً.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، في منشور على موقع "إكس" نقلته وكالة رويترز، إنّ "الفرق البريطانية تستعد لمساعدة المواطنين البريطانيين بمجرد أن يتمكنوا من المغادرة. ومن الضروري أن تتمكن المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة من دخول غزة في أسرع وقت ممكن".
ومع أنّه لم يحدد بعد إلى متى سيبقى المعبر مفتوحاً، نقلت "رويترز" عن الخارجية البريطانية، أنّه من المحتمل أن يغادر المواطنون البريطانيون من غزة "على مراحل خلال الأيام المقبلة".
وكان مصدر مصري مطلع قد قال في وقت سابق، لـ"العربي الجديد"، إنّ حكومة الاحتلال الإسرائيلي اشترطت مراجعة جميع الأسماء التي سيُسمَح لها بالعلاج في مصر والخروج من القطاع "للتأكد من عدم مشاركتهم في أعمال القتال أو انتمائهم إلى حركة حماس أو فصائل المقاومة"، على حد تعبير المصدر.
وأوضح المصدر أنّ الآلية تتضمن ترشيح المسؤولين في القطاع الطبي بغزة للحالات والأسماء التي تحتاج للعلاج في الخارج، على أن ترسل قائمة بأسمائهم إلى الجانب الإسرائيلي لمراجعتها قبل منح الضوء الأخضر لخروجهم.
مستشفى للجرحى في مدينة الشيخ زويد
وفي مدينة الشيخ زويد انتهت الطواقم المصرية من الأعمال في المستشفى الميداني لاستقبال الجرحى الفلسطينيين القادمين من غزة.
وقال مصدر مسؤول في مجلس مدينة الشيخ زويد، لـ"العربي الجديد"، إنّ المستشفى مكون من 12 كرفاناً و4 خيام سعة الواحدة منها 20 سريراً، مضيفاً أنّ المستشفى يضم منطقة خدمات وعشرة حمامات للرجال والسيدات، ومحطة تحلية وخزان مياه، بجانب تغذيته بثلاثة محولات كهرباء.
من جهته، أشار محافظ شمال سيناء، اللواء محمد عبد الفضيل شوشة، إلى إنشاء مستشفى ميداني في مدينة الشيخ زويد، ومستشفى آخر في مدينة بئر العبد، بهدف زيادة عدد الأسرّة في المحافظة، استعداداً لاستقبال الجرحى الفلسطينيين.
وأكد أن المستشفى الميداني سيزوَّد بالفرق الطبية والتخصصات المختلفة والأدوية والمستلزمات الطبية، لافتاً إلى أنّ المستشفى الميداني بالشيخ زويد سيكون جاهزاً عند وصول المصابين الفلسطينيين.
وزير الصحة التركي: جهزنا لإنشاء 20 مستشفى ميدانياً من أجل غزة
إلى ذلك، أعلن وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، إجراء كافة الاستعدادات لإنشاء 20 مستشفى ميدانياً سواء في المنطقة القريبة من معبر رفح أو في مطار العريش المصري.
وقال قوجه بحسب ما نقلت وكالة الأناضول: "لدينا سفينة طبية جاهزة في الانتظار. خصصنا قرابة 40 سيارة إسعاف وهي مستعدة للعمل. أرسلنا حاضنات وأجهزة تهوية والعديد من المولدات الصغيرة والكبيرة".
وأشار إلى أنّ فريقاً طبياً تركياً مكوّناً من 20 شخصاً إلى جانب اثنين من المديرين العامين موجودون في المنطقة هناك. وتابع: "قمنا بكافة استعداداتنا لإنشاء 20 مستشفى ميدانياً سواء في المنطقة القريبة من معبر رفح أو في مطار العريش".
وأضاف: "نجري حواراً وثيقاً مع وزارتي الصحة المصرية والفلسطينية فيما يتعلق بهذه القضايا، نحن في انتظار ضمان الأمن ومنح الأذونات".