فاروق القدومي.. وفاة قيادي فتح الذي عارض اتفاق أوسلو

22 اغسطس 2024
القدومي أمام مستشفى بيرسي في ضاحية كلامار بباريس حيث كان يرقد عرفات، 5 نوفمبر 2004 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- توفي فاروق القدومي "أبو اللطف" في عمّان عن عمر 93 عاماً، وهو أحد مؤسسي حركة فتح وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. نعى الرئيس محمود عباس وحركتا فتح وحماس القدومي، مشيدين بإسهاماته في خدمة فلسطين.
- ولد القدومي في نابلس عام 1931، ودرس في يافا والقاهرة. عمل في عدة وظائف عربية وانضم لحزب البعث، وساهم في تأسيس حركة فتح.
- شغل مناصب هامة في فتح ومنظمة التحرير، وعُرف بمعارضته لاتفاق أوسلو ورفضه العودة للأراضي الفلسطينية بعد الغزو الإسرائيلي للبنان.

توفي القيادي الفلسطيني فاروق القدومي "أبو اللطف" في العاصمة الأردنية عمّان، ظهر اليوم الخميس، عن عمر ناهز 93 عاماً، وهو أحد القادة التاريخيين المؤسسين لحركة فتح والثورة الفلسطينية المعاصرة، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

ونعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس فاروق القدومي قائلاً: "أنعى أخاً وصديقاً ورفيق درب في النضال والعمل الدؤوب من أجل فلسطين التي تفقد بغيابه واحداً من رجالاتها المخلصين المناضلين الأوفياء الذين قدموا الكثير لخدمة فلسطين وقضيتها وشعبها".

من جانبها، قالت حركة فتح في بيان لها: "برحيل المناضل (أبو اللطف)، فقدت الحركة قامة وطنية كبيرة، ومناضلاً أمضى حياته مدافعاً عن شعبنا وقضيته الوطنية وحقوقه المشروعة في العودة وتقرير المصير والحرية والاستقلال".

وتقدمت حركة حماس، في بيان لها، بالتعازي والمواساة إلى الشعب الفلسطيني وإلى عائلة "أبو اللطف"، مؤكدة أنه "كان مثالاً للثبات على المبادئ الثورية، وصوتاً قوياً في مواجهة كل محاولات التفريط والتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني، وعاش مدافعاً عن فلسطين مناضلاً ضد الاحتلال، رافضاً لكل مشاريع التسوية والتصفية، وفي مقدمتها اتفاق أوسلو المشؤوم الذي حذر الراحل مبكراً من مخاطره على القضية الفلسطينية العادلة".

وقالت حماس: "ونحن اليوم نعيش حرب إبادة جماعية ضد شعبنا في غزة، نستذكر مواقف الفقيد القوية ودعمه المتواصل لخيار المقاومة والصمود، ونؤكد أن إرثه النضالي سيبقى خالداً في قلوبنا ووجدان أمتنا، وسيظل نبراساً لكل الأحرار والثوار".

فاروق القدومي.. اختلف مع عباس ورفض العودة مع المنظمة

ولد فاروق القدومي عام 1931 في نابلس شمالي الضفة الغربية، ثم هاجر مع أسرته إلى مدينة حيفا في عام 1948 قبل أن يعود من جديد إلى نابلس. درس القدومي المرحلتين الابتدائية والثانوية في مدينة يافا، وفي عام 1954، التحق بالجامعة الأميركية في القاهرة لينهي دراسته الجامعية في تخصص الاقتصاد والعلوم السياسية.

مارس القدومي وظائف مختلفة في بلدان عربية عدة، وبعد تخرجه من الجامعة الأميركية، عمل في مجلس الإعمار الليبي ثم في وزارة النفط بالمملكة العربية السعودية ثم في وزارة الصحة الكويتية. وفي بداية حياته السياسية، انضم إلى حزب البعث العربي الاشتراكي منذ أربعينيات القرن الماضي، وأثناء دراسته في مصر، التقى الزعيمين الفلسطينيين الراحلين ياسر عرفات "أبو عمار" وصلاح خلف "أبو إياد" ليتم تأسيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في نهاية الخمسينيات بمشاركة الراحل خليل الوزير "أبو جهاد" ومحمود عباس "أبو مازن".

كان القدومي أحد كُتّاب مجلة حركة فتح "فلسطيننا"، وعضو لجنتها المركزية منذ عام 1965، وممثلها في القاهرة، ومسؤول علاقاتها الخارجية، وشغل منصب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح. أصبح فاروق القدومي عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1969، وعضواً في المجلس الوطني، ورئيساً للدائرة السياسية لمنظمة التحرير عام 1973، ومسؤولاً لدائرة الشؤون الخارجية لمنظمة التحرير عام 1989. وقد ساهم في تطوير علاقات المنظمة بالدول العربية والاتحاد السوفييتي وغيرها من دول العالم.

وارتبط اسم القدومي برئاسة الدائرة السياسية لمنظمة التحرير التي تسلمها في 1973. وعرف بمعارضته الشديدة لاتفاق أوسلو 1993، حيث اعتبره خيانة لمبادئ المنظمة. وكان القدومي ضمن قيادات المنظمة التي غادرت بيروت إلى تونس في 1983 بعد الغزو الإسرائيلي للبنان. رفض القدومي العودة مع قيادات منظمة التحرير إلى الأراضي الفلسطينية وظل يقيم في تونس. 

عام 2004، نشب خلاف بينه وبين محمود عباس، عقب وفاة الرئيس ياسر عرفات، حول خلافة عرفات على رأس حركة فتح. وعرف عن القدومي معارضته الشديدة للخلاف بين حركتي فتح وحماس الذي رأى أنه سيؤدي إلى صراع شامل بين مختلف الفصائل الفلسطينية.