نفى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في رده على سؤال لمراسلة "العربي الجديد"، ضمن مؤتمر صحافي مقتضب عقده للحديث عن تبعات التغيّر المناخي والاحتباس الحراري، وتطرّق فيه إلى الوضع في النيجر؛ اتصال مكتبه بأيٍّ من الذين يحتجزون رئيس النيجر محمد بازوم، والمسؤولين عن الانقلاب، داعياً إلى الإفراج الفوري عنه دون أي شروط.
وأشار غوتيريس خلال مؤتمر صحافي مقتضب عقده للحديث عن تبعات التغيّر المناخي والاحتباس الحراري، وتطرّق فيه إلى الوضع في النيجر، إلى دعم الأمم المتحدة مبادرة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، معرباً عن أمله في نجاحها.
وقال: "تحدثت أمس إلى الرئيس بازوم للتعبير عن تضامننا الكامل. الآن أريد أن أتحدث مباشرة إلى أولئك الذين يحتجزونه ليفرجوا عنه فوراً ودون قيد أو شرط".
وطلب غوتيريس من خاطفي بازوم "الكف عن إعاقة الحكم الديمقراطي للبلاد واحترام سيادة القانون"، مشيراً إلى بروز "اتجاهات مزعجة" في المنطقة، ومتحدثاً عن الانقلابات العسكرية والاقتتال الدائر في عدد من البلدان.
وأضاف: "التغييرات غير الدستورية المتتالية للحكومة لها آثار مروعة على حياة السكان المدنيين. هذا واضح بشكل خاص في البلدان المتأثرة بالفعل بالنزاع والتطرف العنيف والإرهاب، فضلاً عن الآثار المدمرة لتغير المناخ"، معرباً عن تضامن "الأمم المتحدة مع الحكومة المنتخبة ديمقراطياً وشعب النيجر".
ورداً على سؤال صحافي عن تفاصيل حديثه مع بازوم، قال: "لا أعرف بالضبط أين هو، ولكن نعرف أنه معتقل، وقال إنه بحالة جيدة وإن الوضع خطير للغاية، وهذا واحد من الأسباب التي دعوت بسببها لإطلاق صراحه وبشكل فوري وعودة العمل بالمؤسسات الديمقراطية".
وتحدث عن زيارة وفد من نيجيريا، جارة النيجر، إلى البلاد، حيث تترأس نيجيريا الدورة الحالية للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، مجدداً تأكيد دعم الأمم لتلك المبادرة دون أن يتطرق إلى تفاصيلها.
وعبّر عن أمله بعمل كل ما يمكن لإيجاد حل "لهذا الوضع المأساوي في النيجر بعدما حدث في دول أخرى". وعبر كذلك عن قلقه العميق بسبب التطورات في النيجر.
وأضاف: "إذا نظرنا إلى المنطقة، هناك زيادة ملحوظة بالعمليات الإرهابية في دول محيطة. هناك أنظمة عسكرية في مالي وبوركينا فاسو، والآن على ما يبدو في النيجر، عدا عن الوضع الهش في تشاد والوضع (الفظيع) في السودان".
وتابع: "الوضع في حزام جنوب الصحراء أصبح مأساوياً وإشكالياً مع تبعات وخيمة لمواطنيهم وللأمن والسلم الدوليين وللقارة الأفريقية. هذا (الانقلاب) تطور مأساوي لن يعود بالمنفعة إلا على المجموعات الإرهابية التي تعمل بالمنطقة والتي تصبح مع مرور كل يوم أكثر خطورة".
الأمم المتحدة تعلن "تعليق" عملياتها الإنسانية في النيجر
إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك، الخميس، "تعليق" العمليات الإنسانية للمنظمة في النيجر بسبب الانقلاب، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وأفاد مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا)، كما قالت الوكالة، بأن عدد من يحتاجون إلى مساعدة إنسانية في النيجر ارتفع من 1,9 مليون في 2017 إلى 4,3 ملايين شخص في 2023، فيما يتوقع أن يبلغ عدد ضحايا انعدام الأمن الغذائي الحاد ثلاثة ملايين شخص بين يونيو/ حزيران وأغسطس/آب قبل الحصاد المقبل.