وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الأربعاء، الوضع في قطاع غزة بأنه "جرح نازف على ضمير الإنسانية يهدد المنطقة بأكملها"، محذراً من العواقب الإنسانية المحتملة للعملية العسكرية الإسرائيلية في رفح.
وجاءت تصريحات غوتيريس خلال إحاطة له من أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قدم فيها تقريراً عن عمل المنظمة والأولويات التي ستركز عليها خلال العالم الحالي.
وخلال حديثه عن غزة، قال غوتيريس إنه لا يوجد "مبرر للعقاب الجماعي ضد الشعب الفلسطيني"، مؤكداً أن "العمليات العسكرية الإسرائيلية أدت إلى دمار وموت كبير في غزة، وبسرعة لا مثيل لها منذ أن توليت منصبي في عام 2017".
وعبّر الأمين العام عن قلقه "إزاء التقارير التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي يعتزم التركيز على رفح، حيث يُحشر مئات الآلاف من الفلسطينيين في بحث يائس عن الأمان، ومن شأن مثل هذا الإجراء أن يؤدي إلى تفاقم الكابوس الإنساني بشكل كبير مع عواقب إقليمية لا توصف".
وجدد تأكيده ضرورة "وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن"، داعياً إلى "إجراءات لا رجعة فيها نحو حل الدولتين، على أساس قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقيات السابقة".
وتوقف غوتيريس في مستهل إحاطته عند غياب السلام بكل أبعاده حول العالم، حيث "تشتد النزاعات، وتزداد الانقسامات الجيوسياسية، ويتعمق الاستقطاب، وتزداد انتهاكات حقوق الإنسان، وعدم المساواة والانقسامات داخل المجتمع الواحد".
وأكد غوتيريس ضرورة التعامل مع التحديات الكثيرة في العالم بشكل جذري وسريع، مشيراً في هذا السياق إلى أن "العالم يحتاج بشدة لإصلاح مجلس الأمن الدولي، وإصلاح النظام المالي الدولي، والمشاركة الهادفة للشباب في صنع القرار، وتشكيل ميثاق رقمي عالمي للاستفادة من فوائد التقنيات الجديدة وتقليل المخاطر، ومنصة طوارئ لتحسين الاستجابة الدولية للصدمات العالمية المعقدة، وكذا بناء نظام دولي تعددي أكثر فعالية ويتناسب مع تحديات القرن الحادي والعشرين وعالمنا متعدد الأقطاب بشكل متزايد".
وفي هذا السياق، توقف غوتيريس عند عدد من النزاعات حول العالم، وقال إنّ "الحياة بالنسبة إلى الملايين من الأشخاص العالقين في الصراعات حول العالم، عبارة عن جحيم مميت ويومي (...) أرقام قياسية تفرّ من منازلهم بحثاً عن الأمان، إنهم يصرخون من أجل السلام"، مشدداً على ضرورة أن يتحرك العالم لحلها.
وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة عن عدد من الصراعات المشتعلة حول العالم، بما فيها أوكرانيا، ومنطقة الساحل، والسودان، وليبيا، والكونغو، واليمن، وميانمار، وغرب البلقان، وهايتي، مؤكداً ضرورة معالجتها بشكل جماعي قبل أن تشهد المزيد من التدهور.
ووجه غوتيريس انتقادات إلى الدول التي تملك ترسانة نووية، دون أن يسميها، وقال إنّه بعد "عقود من نزع السلاح النووي، تتنافس الدول لتعزيز ترساناتها النووية بشكل أسرع وأكثر سرية وأكثر دقة، ويجري الآن تطوير مجالات جديدة محتملة للصراع، وأسلحة الحرب، دون حواجز حماية، الأمر الذي يخلق طرقاً جديدة لقتل بعضنا البعض، ولإبادة البشرية نفسها".
وأشار في هذا السياق إلى خطته الجديدة للسلام، التي قال إنّها "تقترح تدابير للتخفيف من أثر التنافسات الجيوسياسية على الناس"، و"تقدم وجهة نظر وقائية تعالج العنف بجميع أشكاله وعلى جميع المستويات".