غوتيريس: عمليات ضمّ روسيا أراضي أوكرانية لا مكان لها بالعالم المعاصر

29 سبتمبر 2022
غوتيريس: أي قرار بتنفيذ عملية ضم المناطق الأوكرانية لن تكون له أي قيمة قانونية (Getty)
+ الخط -

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الخميس، أمام الصحافيين، أن قيام روسيا بضم مناطق أوكرانية "لا مكان له في العالم المعاصر".

وقال غوتيريس إنّ "أي قرار بتنفيذ عملية ضم المناطق الأوكرانية في دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا لن تكون له أي قيمة قانونية ويستحق الإدانة (...) إنه تصعيد خطير. هذا الأمر لا مكان له في العالم المعاصر".

وجاء تصريح الأمين العام للأمم المتحدة عقب إعلان الرئاسة الروسية، اليوم الخميس، مصادقة روسيا، غداً الجمعة، على ضم مناطق أوكرانية تسيطر عليها، خلال خطاب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مراسم تقام في الكرملين، بعد أيام من إجراء "استفتاءات" غير معترف بها دولياً في مقاطعات دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون، شرقي أوكرانيا.

وأضاف غوتيريس أنّ ميثاق الأمم المتحدة واضحٌ ويؤكد أنّ "أي ضم لأراضي دولة من قبل دولة أخرى نتيجة التهديد باستخدام القوة أو استخدامها هو انتهاك لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي". 

وأكد على "أن موقف الأمم المتحدة لا لبس فيه: نحن ملتزمون بشكل تام بسيادة أوكرانيا ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها، داخل حدودها المعترف بها دولياً، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة". 

وأعاد غوتيريس التأكيد على أنّ "ما يسمى بـ"الاستفتاءات" في المناطق المحتلة تم في فترة نزاع مسلح نشط، في المناطق الواقعة تحت الاحتلال الروسي، وخارج الإطار القانوني والدستوري لأوكرانيا".  

وقال إنه لا يمكن وصف الاستفتاء بأنه "تعبير حقيقي عن الإرادة الشعبية. وأي قرار روسي للمضي قدماً سيعرض آفاق السلام لمزيد من الخطر".  وشدد على أنّ ذلك "سيطيل أمد الآثار الدراماتيكية على الاقتصاد العالمي، وخاصة البلدان النامية ويعيق قدرتنا على تقديم المساعدات المنقذة للحياة في جميع أنحاء أوكرانيا وخارجها". 

وختم الأمين العام تصريحاته قائلاً "لقد حان الوقت للتراجع عن حافة الهاوية. الآن أكثر من أي وقت مضى، يجب أن نعمل معاً لإنهاء هذه الحرب المدمرة التي لا معنى لها ولدعم ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي". 

وفي سياق متصل، أكد المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أنّ غوتيريس كان قد التقى بالسفير الروسي لدى الأمم المتحدة في نيويورك فاسيلي نيبينزيا، أمس الأربعاء، وعبر عن موقفه إزاء الخطوات الروسية المتوقعة. 

وشدد على أنّ "هناك دوراً يجب أن تلعبه الدول الأعضاء في الحديث علناً والدفاع عن القانون الدولي".

وحول ما إذا كان يدعم تجميد أو سحب عضوية روسيا من مجلس الأمن، قال دوجاريك "الخطوات المتعلقة بإبعاد (تجميد عضوية) أي دولة عضو عن مجلس الأمن أو أي هيئة تابعة للأمم المتحدة واضحة وينص عليها ميثاق الأمم المتحدة وهو قرار بيد الدول الأعضاء. ويرى الأمين العام عموماً، أنّ إخراج أي دولة من الأطر الدولية ليس الخطوة الصحيحة عند الحديث عن الحاجة للدبلوماسية والحوار".

بلينكن: استفتاءات روسيا "محاولة استيلاء على الأراضي"

واتّهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، روسيا بـ"الاستيلاء على أراض" بعد استفتاءات أوكرانيا، وتعهّد مجدداً بأنّ الولايات المتحدة لن تعترف قط بضم موسكو للمناطق الأوكرانية.

وقال في بيان "تمثّل استفتاءات الكرملين الصورية محاولة عقيمة للتغطية على ما يرقى إلى محاولة إضافية للاستيلاء على أراض في أوكرانيا".

يذكر أن الولايات المتحدة بالتعاون مع دول أخرى تعمل على مشروع قرار متوقع أن يصوت عليه مجلس الأمن الدولي خلال الأيام المقبلة، يدين الخطوات الروسية ومن المتوقع أن تقوم روسيا باستخدام الفيتو ضده. وأكدت الولايات المتحدة أنها ستذهب بعدها للجمعية العامة للتصويت على نص مشابه للقرار في حال استخدمت روسيا الفيتو في مجلس الأمن.

وكان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، قد قال، في تصريحات صحافية، إن مراسم التوقيع على اتفاقيات قبول انضمام أراض جديدة إلى روسيا ستجرى يوم غد الجمعة عند الساعة الثالثة مساء في الكرملين، موضحاً أنه "غداً عند الساعة الثالثة مساءً، في قاعة القديس جورج بقصر الكرملين الكبير، ستجرى مراسم التوقيع على اتفاقيات انضمام الأراضي الجديدة إلى روسيا الاتحادية".

ويأتي هذا بعدما أُعلن في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس الثلاثاء، عن فرز 100% من الأصوات في استفتاءات الانضمام إلى روسيا، التي أظهرت نتائجها أن 99.23% من المصوتين صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا في دونيتسك، و98.42% في لوغانسك، و87.05% في خيرسون، و93.1% في زابوريجيا، من دون أن يتسنى التأكد من نزاهة عملية التصويت في ظروف غياب المراقبين من أي منظمة دولية ذات شأن، وفي ظل اعتراض دولي واسع على الخطوة.

المساهمون