استمع إلى الملخص
- غوتيريس يدعو إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701، وقف الأعمال العدائية، وحماية المدنيين، مؤكدًا على عدم وجود حل عسكري للصراع وضرورة التهدئة الفورية.
- يؤكد على دور الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام في تعزيز السلام والأمن، مع التأييد للجهود الدبلوماسية لإنهاء العنف والتأكيد على أهمية حل الدولتين ووقف إطلاق النار الإنساني.
عبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الجمعة، عن قلقه العميق "بشأن التصعيد بين إسرائيل وحزب الله على طول الخط الأزرق"، قائلا خلال تصريحات صحافية له في مقر الأمم المتحدة الرئيسي في نيويورك: "لنكن واضحين: لا تستطيع شعوب المنطقة والعالم احتمال أن يصبح لبنان غزة أخرى".
ووصف غوتيريس التصعيد بين إسرائيل وحزب الله بأنه مستمر ويشمل "تبادل إطلاق النار، والخطاب العدائي من الجانبين يشي بأن الحرب الشاملة وشيكة"، وحذر من أن "خطر اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط حقيقي، ويجب تجنبه"، مشددا على أن أي خطوة واحدة "متهورة، أو خطأ في التقدير، يمكن أن يؤدي إلى كارثة تتجاوز الحدود، وبصراحة، تتجاوز الخيال". وتوقف الأمين العام للأمم المتحدة عند الخسائر "في الأرواح على جانبي الخط الأزرق، وشُرد عشرات آلاف الأشخاص، ودُمرت المنازل وسبل العيش. كما تؤدي حرائق الغابات، الناجمة عن الانفجارات، إلى تدمير المجتمعات والبيئة بشكل أكبر".
وأشار أيضاً إلى خطر "انتشار الذخائر غير المنفجرة ومخلفات الحرب في المنطقة، وهو ما يشكل تهديدا إضافيا لحياة الناس والعاملين في الأمم المتحدة والمجال الإنساني في كل من إسرائيل ولبنان"، وشدد على ضرورة التزام جميع الأطراف مجددا وبشكل عاجل بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 والعودة فورا إلى وقف الأعمال العدائية، كما شدد على ضرورة "حماية المدنيين. ولا ينبغي أبدًا استهداف الأطفال والصحافيين والعاملين في المجال الطبي"، مشيرا إلى ضرورة أن تتمكن المجتمعات النازحة من العودة إلى ديارها.
وناشد المجتمع الدولي أن يكون واضحا وأن "يقول بصوت عالٍ وواضح: إن التهدئة الفورية ليست ممكنة فحسب، بل ضرورية. لا يوجد حل عسكري". كما حذر الأمين العام من "أن المزيد من التصعيد العسكري لن يؤدي إلا إلى مزيد من المعاناة، والمزيد من الدمار للمجتمعات في لبنان وإسرائيل، والمزيد من العواقب الكارثية المحتملة على المنطقة"، وقال إن "الوقت قد حان لتحكيم الأطراف العقلانية وللمشاركة العملية في السبل الدبلوماسية والسياسية المتاحة لهما".
وحول دور الأمم المتحدة، رأى غوتيريس أن "الأمم تعمل بنشاط على تعزيز السلام والأمن والاستقرار، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن رقم 1701. وتعمل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على الأرض على تهدئة التوترات والمساعدة في منع سوء التقدير، ووقف الأعمال العدائية، بغية التوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وهو الحل المستدام الوحيد".
وعبر عن تأييد الأمم المتحدة "وبشكل كامل للجهود الدبلوماسية الرامية إلى إنهاء العنف واستعادة الاستقرار وتجنب المزيد من المعاناة الإنسانية في منطقة شهدت الكثير.. ونقوم بذلك بينما نواصل الضغط من أجل وقف إطلاق النار الإنساني الفوري في غزة، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن وإيجاد سبيل حقيقي لحل الدولتين".
وردا على أسئلة صحافية حول التصعيد الأخير الذي شهدته غزة وشن إسرائيل المزيد من الهجمات على رفح، قال: "عبرنا ومنذ مدة طويلة عن موقف واضح مفاده أننا بحاجة لوقف إطلاق نار فوري والإفراج الفوري عن كل الرهائن.. الاستمرار في عملية عسكرية له تداعيات كارثية على المدنيين ولا يحل أي مشكلة".
وحول ما تقوم به الأمم المتحدة للحيلولة دون استمرار منع وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة وداخلها، قال غوتيريس: "تشهد غزة حالة من الفوضى العارمة، حيث تتعرض أغلبية الشاحنات التي تحمل المساعدات الإنسانية للسرقة"، ووصف الحرب في غزة بأنها "مختلفة عن أي حرب أخرى"، موضحا أن "ما نشهده عادة في الحروب هو شن طرف ما الهجمات واستيلائه وسيطرته على جزء من أراضي الطرف الآخر، ومن ثم يضمن سلامة وإدارة الأراضي التي تتم السيطرة عليها. لكن في هذه الحالة نرى قصفاً وهجمات ثم ينتقل الجنود لمكان آخر، ثم تعود حماس للمناطق التي كانت موجودة فيها في البداية".
ووصف الوضع في غزة بأنه يشهد فوضى كاملة "مع غياب أي سلطة في معظم المناطق، وإسرائيل لا تسمح حتى بأن ترافق الشرطة المحلية (الشرطة الفلسطينية التابعة لحركة حماس) قوافل الإغاثة.. إذاً هناك فوضى عارمة وصعوبات كبيرة لتوزيع المساعدات الإنسانية داخل غزة. هذا يعني أن الأمر لا يتعلق فقط بإدخال المساعدات إلى غزة، بل يجب أن يكون هناك ضمان احترام القانون بطريقة تسمح بتوزيع المساعدات داخل غزة، ولذلك فإن وقف إطلاق النار ضروري جدا لتنظيم هذه العمليات".