غوتيريس: القتل وسفك الدماء مستمران في غزة على الرغم من بدء رمضان
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الاثنين، إن القتل والقصف وسفك الدماء مستمرة في غزة على الرغم من حلول شهر رمضان الذي يحتفل به المسلمون في جميع أنحاء العالم، "وينشرون قيم السلام والمصالحة والتضامن".
وناشد غوتيريس في كلمة للصحافيين المعتمدين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، بمناسبة بدء الشهر الفضيل، "احترام روح الشهر من خلال إسكات البنادق، وإزالة كافة العقبات لضمان تسليم المساعدات المنقذة للحياة بالسرعة المطلوبة وعلى نطاق واسع"، داعياً إلى إطلاق سراح جميع الرهائن وبشكل فوري.
وقال: "عيون العالم تراقب. وعيون التاريخ تراقب. لا يمكننا أن ننظر بعيدا. وعلينا أن نعمل على تجنب المزيد من الوفيات التي يمكن منعها"، مضيفا: "شهدنا شهرا تلو الآخر قتلا للمدنيين وتدميرا بمستوى لم يسبق له مثيل طوال السنوات التي قضيتها أمينا عاما. في الوقت نفسه، فإن المساعدات المنقذة للحياة للفلسطينيين في غزة تأتي بكميات ضئيلة، هذا إذا وصلت أصلاً".
واعتبر الأمين العام أن احترام القانون الإنساني الدولي أصبح في حالة يرثى لها. وحذر من أن "التهديد بشن هجوم إسرائيلي بري على رفح يهدد بدفع أهل غزة إلى دائرة أعمق من الجحيم".
وقال غوتيريس إن "النداءات الأكثر إلحاحا جاءت من عائلات ضحايا هذه الحرب"، مشيرا إلى لقاءات عقدها مع عائلات الرهائن الإسرائيليين وكذلك عائلات فلسطينية.
واقتبس غوتيريس ما قاله أحد أفراد العائلات الفلسطينية التي التقى بها الأسبوع الماضي: "نحن لسنا هنا لتلقي التعازي أو الاعتذار. نحن هنا (للمناشدة) باتخاذ إجراءات فورية". وتساءل الأمين العام "عما إذا كانت هذه المطالب كثيرة"، مشددا على ضرورة الاستماع إلى تلك الأصوات.
وقف الحرب في السودان
من جهة أخرى، جدد الأمين العام ندائه لوقف الأعمال العدائية في السودان خلال شهر رمضان، مشددا على ضرورة "أن ينتهي القتال هناك من أجل الشعب السوداني الذي يواجه الجوع والأهوال والمصاعب التي لا توصف".
وقال إن وقت تحقيق السلام قد حان في "غزة والسودان وغيرهما"، داعياً القادة السياسيين والدينيين والمجتمعيين في كل مكان إلى بذل كل ما في وسعهم "لجعل هذه الفترة المقدسة وقتًا للتعاطف والعمل والسلام".
وأشار أيضاً إلى احتفالات عيدي الفصح المسيحي واليهودي المنتظرة بعد أسابيع، مشددا على ضرورة إنهاء المعاناة الرهيبة التي يواجهها الكثيرون حول العالم.
ويشار في هذا السياق إلى أن مجلس الأمن الدولي كان قد تبنى، يوم الجمعة الماضي، قراراً يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان خلال رمضان، في ظل استمرار تدهور الوضع الإنساني.
ويشجع القرار المبعوث الشخصي للأمين العام إلى السودان رمطان لعمامرة على استخدام مساعيه مع الأطراف والدول المجاورة لاستكمال وتنسيق جهود السلام الإقليمية.
وفي قضية غزة، فشل مجلس الأمن الدولي بتبني ثلاثة قرارات لوقف لإطلاق النار، بسبب استخدام الولايات المتحدة الفيتو ضدها جميعا. وتعمل الأخيرة على صياغة مشروع قرار حول الموضوع، ولكن من غير الواضح متى ستقدمه للتصويت.