استمع إلى الملخص
- حملة "الصوت المسلم" تدعم المرشحين الذين يرون قضية غزة كقضية حقوق إنسان، محاولة توجيه رسالة للأحزاب الرئيسية بدعم مرشحين من أحزاب أصغر أو مستقلين.
- استطلاعات تظهر تحول 44% من المسلمين نحو التصويت لمرشحين مستقلين مؤيدين للفلسطينيين، معبرين عن إحباطهم من ردود الأحزاب الكبرى على الأحداث في غزة.
تأمل المرشحة المناصرة للفلسطينيين شاناز صديق "كسب الصوت المسلم في انتخابات بريطانيا" التي تجري في الرابع من يوليو/ تموز، من خلال الاستفادة من السخط من مواقف الحزبين السياسيين الرئيسيين إزاء الحرب على غزة. ويقول حزب المحافظين الحاكم وحزب العمال المعارض إنهما يريدان وقف الحرب على غزة. كما يقولان، في الوقت ذاته، إنهما يدعمان أيضا "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، مما يثير غضب البعض من بين 3.9 ملايين مسلم يشكلون 6.5% من سكان بريطانيا.
وقد لا يتمكن سوى عدد قليل من المرشحين المؤيدين للفلسطينيين الذين يخوضون الانتخابات كمستقلين أو عن أحزاب غير التيار الرئيسي من الوصول إلى البرلمان، إلا أن حملة يطلق عليها اسم "الصوت المسلم" تتطلع إلى الفوز بما يكفي من الأصوات لإرسال رسالة قوية إلى أولئك الذين ينجحون في الفوز بمقاعد. وقالت شاناز التي تسعى للحصول على مقعد بالبرلمان عن أولدام إيست وسادلوورث شمالي مانشستر لـ"رويترز"، إن الوضع في "غزة... لا يتعلق بحالة سياسية. إنها حالة تتعلق بحقوق الإنسان". وأضافت: "لن نبرر لكوننا طرفا (يساند) غزة".
وتدعو حملة (الصوت المسلم) الناخبين إلى اختيار مرشحين مؤيدين للفلسطينيين يخوضون الانتخابات مستقلين أو من أحزاب أصغر مثل حزب (عمال بريطانيا) المنتمي لتيار اليسار والذي قدم 152 مرشحا من بينهم شاناز. وفاز زعيم الحزب جورج غالاوي في انتخابات فرعية أجريت في مارس/ آذار لشغل مقعد برلماني شاغر في روتشديل، وهي بلدة مجاورة لأولدام وتضم هي الأخرى عددا كبيرا من السكان المسلمين، بعدما سحب حزب العمال دعمه لمرشحه بسبب تسجيل يتبنى نظريات مؤامرة تتعلق بإسرائيل.
ويزيد عدد المرشحين المستقلين المتنافسين في الانتخابات العامة البريطانية بنحو 230 عن عددهم في انتخابات عام 2019. وتقول صوفي ستوارز من مركز أبحاث (يو.كيه إن أتشينجنج يوروب) إنه في المناطق التي يزداد فيها عدد الناخبين المسلمين بصورة ملحوظة، يتنافس كثير من هؤلاء المستقلين على خلفية برنامج مؤيد للفلسطينيين. ومن المرجح أن يتأثر حزب العمال الذي يتزعمه كير ستارمر بغضب الناخبين المسلمين، لكن لا يزال من المتوقع أن يفوز في الانتخابات. ويعتمد الحزب منذ فترة طويلة على دعم المسلمين والأقليات الأخرى.
ويواجه حزب العمال انتقادات واحتمال خسارة أصوات ناخبين بسبب تبنيه نهجاً تدريجياً فقط نحو الدعوة إلى وقف إطلاق النار في غزة. ويلتزم حزب العمال بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكنه لا يحدد جدولا زمنيا للقيام بذلك. وقال رافيت حسين (51 عاماً)، مالك أحد المتاجر في أولدام المعروفة تاريخيا بالتصويت لحزب العمال: "كنت مؤيدا لحزب العمال منذ فترة طويلة... لكني لم أعد كذلك، وأسرتي أيضا. لم نعد نؤيد حزب العمال". وأضاف: "الإبادة الجماعية تحدث أمام أعيننا ولم يتم فعل أي شيء حيال ذلك... هذا أمر محبط للغاية ومحزن جدا".
وأظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة سافانتا الشهر الماضي أن 44% من المسلمين الذين صنفوا الصراع إحدى القضايا الخمس الكبرى يفكرون في التصويت لمرشحين مستقلين مؤيدين للفلسطينيين. وقالت بوبي يوسف، وهي من سكان أولدام الذين وصلتهم رسالة حملة الصوت المسلم: "أفكر هذا العام في منح صوتي للمستقلين، لأنني لا أعتقد أن حكومة المحافظين أو حكومة العمال قد تعهدت أو فعلت أشياء تتفق مع ضميري".
(رويترز، العربي الجديد)