استمع إلى الملخص
- إيران توسع أنشطتها النووية وتقلل من عمليات التفتيش منذ 2021، وتؤكد عدم تراجعها عن قرار منع دخول المفتشين.
- الاتفاق النووي لعام 2015 انهار بعد انسحاب الولايات المتحدة في 2018، والمفاوضات لإحيائه باءت بالفشل، والأوروبيون حذرون من العودة للمفاوضات.
قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، في مقابلة مع وكالة فرانس برس الخميس، إن إيران تبدي "استعدادا" للانخراط مجددا في الملف النووي مع الأمم المتحدة والقوى الغربية، لكنها ترفض عودة مفتشي الوكالة. وأوضح غروسي، قبيل زيارة سيجريها إلى إيران في أكتوبر/تشرين الأول، أن الإيرانيين "يبدون مؤشرات استعداد للانخراط مجددا ليس فقط مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن أيضا مع شركائنا الآخرين في الاتفاق النووي المبرم في 2015". ولفت، في الوقت نفسه، إلى أن طهران ترفض العودة عن قرار منع مفتشي الوكالة من دخول مواقعها النووية، معتبرا أن ذلك يشكل "ضربة ولا نرى أنه بنّاء".
وإضافة إلى توسيع أنشطتها النووية، خفّضت إيران بشكل كبير منذ العام 2021 عمليات تفتيش المواقع التي ينفذها مفتشو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفصلت كاميرات مراقبة وسحبت اعتماد مجموعة خبراء. ويزور غروسي الشهر المقبل طهران التي أبلغته أنها لن تتراجع عن قرارها منع دخول المفتشين إلى مواقعها النووية.
ومنذ انتخاب مسعود بزشكيان في يوليو/تموز الماضي رئيسا، أعربت الجمهورية الإسلامية عن رغبتها في استئناف المفاوضات لإحياء الاتفاق المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووية.
وانهار هذا الاتفاق المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" في العام 2018 بعد انسحاب الولايات المتحدة منه بقرار من الرئيس الأميركي حينها دونالد ترامب، ومعاودة فرض عقوبات على إيران. وباءت بالفشل مفاوضات جرت في فيينا لإحياء الاتفاق في صيف 2022. حاليا، يبدي الأوروبيون حذرا في العودة إلى طاولة المفاوضات، خصوصا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال غروسي لفرانس برس: "إذا تطورت الأمور على نحو إيجابي، فمن الممكن، وأعتقد أن هذه هي نية الرئيس (بزشكيان) ووزير الخارجية (عباس عراقجي)، أن تُستأنف المناقشات مع شركاء التفاوض السابقين لمعرفة في أي إطار" ستجرى. والسؤال المطروح هو ما إذا سيكون الإطار خطة العمل الشاملة المشتركة.
وتساءل غروسي: "هل سيكون الأمر نفسه؟ هل سيكون شيئا مختلفا تماما (...)؟ الأمر متروك لهم (للمفاوضين) ليقرروا ما إذا كان الأمر ممكنا وواقعيا ومفيدا". ويبدي الأوروبيون شكوكا في إمكان العودة إلى إطار الاتفاق الأولي، وفقا لمصدر دبلوماسي.
(فرانس برس)