قال وزير الأمن الإسرائيلي الجنرال بني غانتس، إن إسرائيل ستكون على استعداد للتعايش مع الاتفاق النووي الذي تتفاوض عليه الولايات المتحدة مع إيران، لافتاً إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يضغطون على واشنطن من أجل أن تكون على استعداد لـ"استعراض جاد للقوة" في حال فشل المفاوضات مع طهران.
ويبدو أن هذه التصريحات، التي أدلى بها غانتس خلال مقابلة حصرية مع "فورين بوليسي" الأسبوع الماضي، تعكس تحولاً في سياسة إسرائيل، التي عارضت بقوة، بقيادة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، الاتفاق النووي لعام 2015 وعملت على تقويضه.
وأضاف غانتس أن إسرائيل تريد أن ترى "خطة عملية بديلة بقيادة الولايات المتحدة" تتضمن ضغوطاً اقتصادية واسعة على إيران في حالة فشل المحادثات، مشيراً إلى أن لدى إسرائيل "خطة ج" وأن من شأنها أن تنطوي على عمل عسكري.
وقدّر غانتس أن إيران بحاجة إلى فترة تراوح ما بين شهرين إلى ثلاثة أشهر لحيازة المواد والقدرات اللازمة لإنتاج قنبلة نووية.
وبدا غانتس متشككاً بشأن فرص نجاح الدبلوماسية في إحباط تقدم إيران، وأوجز ما تعتبره إسرائيل خطة دعم "قابلة للتطبيق" تتضمن ضغوطاً سياسية ودبلوماسية واقتصادية تفرضها الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين - بشكل حاسم - على طهران.
وقال: "علينا أن نربط الصين في هذا أيضاً، على آسيا أن تؤدي دوراً"، مشيراً إلى أن العلاقات التجارية الرئيسية بين إيران والدول الآسيوية. وأوضح أن إسرائيل ليس لديها القدرة على قيادة "خطة حقيقية ب"، ولا يمكنها وضع نظام عقوبات اقتصادية دولية، وأن على الولايات المتحدة أن تضطلع بهذا الأمر.
وأوضج غانتس أن لدى إسرائيل مخاوف بخصوص جدية الولايات المتحدة وشركائها، لافتاً إلى أن لدى الجيش الإسرائيلي إجراءاته الخاصة لوقف التقدم النووي الإيراني، محذراً من سباق تسلح نووي إقليمي، في حال تمكُّن إيران من حيازة السلاح النووي. وأضاف أن "دولاً أخرى لن تكتفي بالهدوء"، لافتاً إلى أن هناك دولاً ستشتري السلاح النووي من باكستان أو من جهات أخرى.
وتطرق إلى العلاقات مع الفلسطينيين، مؤكداً أن إسرائيل لن تزيل أي مستوطنات من الضفة الغربية، مع التأكيد أنّ على المدى الطويل "نحتاج إلى كيانين سياسيين هنا".
وشدد غانتس على أهمية الحفاظ على العلاقات مع عباس والسلطة الفلسطينية، لكنه قال إنه لا توجد رغبة في التوصل إلى اتفاق في الحكومة التي يعمل معها - بقيادة بينت - ولا آفاق لمفاوضات حقيقية، ما ظل الفلسطينيون منقسمين بين الضفة الغربية وقطاع غزة، التي تسيطر عليها حركة "حماس". وقال غانتس إن عباس فشل حتى الآن في إظهار قدرته على اتخاذ قرارات تاريخية.
وتابع: "لا يزال عباس يحلم بخطوط 1967 [كأساس لانسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية وإنهاء الصراع]، وهذا لن يحدث"، و"عليه أن يدرك أننا باقون هناك. ... نحن لا نزيل المستوطنات".
ورداً على سؤال عن احتمالات نشوب حرب أخرى بين إسرائيل وغزة، قال غانتس إنه يأمل أن تؤدي ردود الفعل العسكرية الأكثر قوة للحكومة الجديدة على الهجمات من القطاع، مقرونة بزيادة المساعدة الاقتصادية، إلى إضعاف شهية زعيم حماس يحيى السنوار للقتال. وأضاف غانتس: "السنوار يعاني أيضاً من ضغوط، وهناك مليونا ساكن في غزة فوق رأسه".