استهدف سلاح الجو الإسرائيلي بغارة جوية، ظهر اليوم الأربعاء، مطار حلب الدولي، شماليَّ سورية، ما أدى إلى خروجه عن الخدمة للمرة الرابعة خلال الأسبوعين الماضيين، فيما ارتفعت حصيلة قتلى قوات النظام إلى 18 عنصراً جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية، فجر اليوم، في ريف محافظة درعا الأوسط، جنوبيّ البلاد.
وقالت صحيفة الوطن التابعة للنظام إن "عدواناً إسرائيلياً بصاروخين، ظهر اليوم الأربعاء، استهدف الجهة الشرقية من مدرج مطار حلب الدولي"، فيما أفادت وكالة "أثر برس" الموالية له بأنّ "الاستهداف الإسرائيلي أدى إلى خروج مطار حلب الدولي عن الخدمة جراء استهداف المهبط بصاروخ"، مُشيرة إلى أنّ "مطار حلب الدولي استقبل اليوم رحلة من الشارقة".
وهذه المرة الرابعة التي يخرج فيها مطار حلب الدولي عن الخدمة جراء الغارات الإسرائيلية، ولا سيما أنّ المطار عاد إلى الخدمة يوم الاثنين الفائت.
وكان موقع "أثر برس" قد ذكر، أمس الثلاثاء، أنّ العمل ما زال مستمراً بوتيرة عالية لإصلاح وترميم الأضرار الناجمة عن القصف الإسرائيلي في مدرجات مطار دمشق الدولي، معلناً عودة مطار حلب الدولي للخدمة مع إعلام شركات الطيران ببرمجة رحلات عبر حلب، لافتاً إلى أن شركتي الطيران السورية و"أجنحة الشام" نشرتا برامج رحلاتهما المقررة ذهاباً وإياباً من مطار اللاذقية الدولي حتى يوم الجمعة المقبل.
ارتفاع حصيلة قتلى النظام السوري جراء القصف الإسرائيلي في درعا
في غضون ذلك، ارتفعت حصيلة قتلى وجرحى قوات النظام السوري إلى 18 عنصراً، إثر استهداف سلاح الجو الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، مواقع عسكرية بريف محافظة درعا الأوسط، جنوبيّ سورية.
وقال الناشط أبو البراء الحوراني، وهو عضو لدى "تجمّع أحرار حوران" (تجمع صحافيين ينقلون أخبار الجنوب السوري)، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنّ من بين القتلى الملازم أسامة علي محمد، من قرية الحداديات في ريف محافظة طرطوس، والملازم جعفر حليم منصور من قرية الخريبة في ريف محافظة طرطوس، ويوسف محسن رعد من منطقة مصياف بريف حماة، وحيدر محمود خضور من محافظة حمص، وحسن سلامة، وعقيل غانم.
وأكد الحوراني أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع لـ"الفرقة الخامسة"، ودمرت مرابض مدافع هاون ومستودعات ذخيرة ضمن "اللواء 112" في منطقة إزرع بريف محافظة درعا الأوسط، جنوبيّ البلاد.
ولفت الحوراني إلى أن "اللواء 112" الذي طاولته الغارات الإسرائيلية يعتبر مركزاً كبيراً للشرطة العسكرية الروسية في محافظة درعا، مرجحاً أنّ الفصائل الفلسطينية الموالية لإيران والنظام السوري في سورية هي التي أطلقت الصواريخ على الجولان المحتل من السهول بين قريتي عابدين وجملة في منطقة حوض اليرموك في الريف الغربي من محافظة درعا، جنوبيّ البلاد، التي ردت مدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي عليها، دون وقوع أي خسائر بشرية.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمنشورات ورقية باللغة العربية ألقتها الطائرات الإسرائيلية في الريف الغربي بعد الغارة، تحذر فيها قوات النظام والفصائل الفلسطينية وتتهمها بالمسؤولية عن إطلاق صواريخ باتجاه الجولان المحتل. وخصّ التحذير بالذكر قائد اللواء 112 في قوات النظام، مشدداً على أن "كل الأعمال التخريبية التي تنطلق من الأراضي السورية، وكل عمل تخريبي باتجاه إسرائيل، سيقابل بيد من حديد، وقد أعذر من أنذر".
تعزيزات إيرانية
من جهة أخرى، ذكرت مصادر محلية أن تعزيزات عسكرية وصلت إلى محافظتي درعا والقنيطرة، جنوبيّ سورية. وذكر "تجمّع أحرار حوران" أن مليشيات تابعة لإيران وحزب الله اللبناني اتخذت من تل الجابية العسكري غربيّ مدينة نوى مقراً لتجمع عسكري كبير لها.
وأشار التجمع إلى أن التعزيزات داخل مقر تل الجابية تضم صواريخ تُطلَق من سيارات دفع رباعي تابعة للمليشيات الإيرانية وطائرات مسيَّرة انتحارية وطائرات مسيَّرة قتالية، وصواريخ نوعية متطورة، تضاف إلى طائرات استطلاعية أخرى موجودة في الموقع، وتُطلَق يومياً بغرض استطلاع المناطق الحدودية مع الجولان.
ووفق الموقع، فإن الموجودين داخل التل عناصر إيرانية وأخرى سورية تعمل لصالح حزب الله.
ويبعد تل الجابية نحو 10 كيلومترات عن الحدود مع الجولان، ويتبع للواء الـ61 ويحيط به عدد من الثكنات العسكرية وعدة كتائب عسكرية، ويعرف بتحصيناته العسكرية الكبيرة، وفيه أجهزة تشويش إيرانية متطورة، ومستودعات أسلحة، وهو محاط بأشجار عالية تساعد على إخفاء المعدات العسكرية داخله، بالإضافة إلى تعزيز جميع مداخل تل جابية بنقاط عسكرية بأسلحة ثقيلة، من بينها دبابات ومضادات أرضية.
تجدد القصف على إدلب
في سياق منفصل، قال الناشط مصطفى الأحمد، وهو من أهالي ريف محافظة إدلب، شمال غربيّ البلاد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن الطائرات الحربية الروسية نفذت، اليوم الأربعاء، 5 غارات جوية (10 صواريخ)، 3 منها استهدفت غابات الباسل القريبة من بلدة عرب سعيد في الطرف الغربي من مدينة إدلب، واستهدفت الغارتان الباقيتان حرج بسنقول الواقع على الطريق الدولي حلب - اللاذقية المعروف بطريق "إم 4" المارّ من مدينة أريحا بريف إدلب الغربي الجنوبي.
إلى ذلك، استهدفت قوات النظام والمليشيات المدعومة من روسيا وإيران، اليوم الأربعاء، أرياف حماة وإدلب وحلب، تزامناً مع تحليق عدة طائرات استطلاع روسية في أجواء المنطقة، بالإضافة إلى تحليق طائرة "البجعة" الروسية العملاقة.